Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
صوت الملبين.. ما أروعك!
سلمان بن محمد العُمري

في هذه الأيام المباركة، تتوجه قلوب المؤمنين نحو البيت العتيق، ملبين مكبرين لأداء فريضة الحج، تلك العبادة العظيمة، ذات القيمة الكبرى، والمثوبة العظمى، وآثارها في الدنيا والآخرة.
*ر27ر* لٌيّشًهّدٍوا مّنّافٌعّ لّهٍمً }.
والحج الركن الخامس من أركان الإسلام، الذي فرضه الله - سبحانه وتعالى- على من استطاع إليه سبيلاً، قال - جل من قائل - :{ولٌلَّهٌ عّلّى النَّاسٌ حٌجٍَ البّيًتٌ مّنٌ اسًتّطّاعّ إلّيًهٌ سّبٌيلاْ } وهو الركن الذي يكفي أن يؤديه المؤمن مرة واحدة في عمره، وهو فوري لا يعذر فيه القادر على التخلي عنه، أو إرجائه إلى سنة كذا أو عام كذا بلا عذر صحيح، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له».
إن هذا الاجتماع السنوي العظيم، والمؤتمر الإسلامي الفريد، يجب أن ينصرف ضيوف الرحمن للتقرب إلى الله بكل خشوع وطمأنينة، والتزود بالطاعات، واستثمار الوقت بالعبادة الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالي، والبعد كل البعد عن الجدال والرفث والفسوق فيه.
لقد شرف الباري - جل في علاه- المملكة العربية السعودية بقبلة المسلمين، ومهبط الوحي ومنبع الرسالة، وحظيت برعاية الحرمين الشريفين، وقدمت ما لم يقدم على مر التاريخ من إمكانات مادية، وطاقات بشرية، وتجهيزات فنية عالية حديثة لخدمة الإسلام والمسلمين، والناظر لتوسعة الحرمين الشريفين ومجموع الخدمات لضيوف الرحمن في المدينتين المقدستين، والخدمات في المشاعر المقدسة التي وفرتها قيادتنا الرشيدة الراشدة، تعد من أعظم الإنجازات الحضارية والدينية في العصر الحديث.. وهي خدمة قدمتها المملكة للإسلام - أولاً- وللمسلمين في كل بقاع الأرض - ثانيا- انطلاقاً من مسؤوليتها التي ارتضتها، وشرفت بها، ونظرت إليها على إنها مجدها وعزها في الدارين.
إن مسؤولية المحافظة على تلك المكتسبات العظيمة والإنجازات العملاقة الكبيرة، مسؤولية أبناء الأمة جميعاً في الالتزام بأنظمة وتعاليم المملكة والتعاون مع أبناء الوطن ليقدموا ما بوسعهم لخدمة ضيوف الرحمن بكل يسر وسهولة - إن شاء الله - ألا فأنعم بها من جهود، وأكرم بها من عبادة، ثم ألا تحسون معي بالأثر الإيماني العميق لصوت الملبين والمكبرين والمتضرعين، الكل يناجون الواحد الديان، كما في هذه الأبيات الرائعة الجميلة التي تحمل فيضاً من المعاني الإيمانية الروحانية..


إلهي ما أعدلك
لبيك قد لبيتُ لك
والملك لا شريك لك
لبيك إن الحمد لك
أنت له حيث سلك
لبيك إن الحمد لك
والليل لما أن حلك
على مجاري المنسلك
وكل من أهل لك
لبيك إن الحمد لك
يا مخطئاً ما أغفلك
واختم بخير عملك
مليك كل من ملك
لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved