سيناريو عمليات المحاولات المتواصلة لإخماد المقاومة الضارية والمستمرة والمتصاعدة في كل من العراق وفلسطين تكاد تكون وجهاً واحداً لا وجهين لعملة واحدة وإن قلت بغير ذلك في مقال سابق..
الاختلاف بينهما ربما يكون في أسبقية التوقيت والأسبقية في الابتكار لطرق وأساليب البطش وهي لصالح إسرائيل على نحو ما هو مشاهد في مدن فلسطين المحتلة ومثيلاتها في العراق المحتل..
والاختلاف الآخر يلحظه المتابع في انعدام التكافؤ في القوة بين المحتل وصاحب الأرض وانعدام المقارنة بين ماهو متاح من وسائل بتصرف كل منهم لتحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
***
الاسرائيليون يهدمون المنازل..
وكذلك تفعل أمريكا بالعراق..
العشرات من الفلسطينيين يُزجّون بين حين وآخر في سجون إسرائيل..
وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في العراق..
كل مظاهرة من أجل رغيف العيش تواجه في العراق بالقبضة الحديدية..
وهو ذات الأسلوب الذي تلجأ إليه إسرائيل مع الفلسطينيين..
إسرائيل تحدد من الجو والأرض أهدافها فتدمر هذه السيارة أو تلك فتصيبها أحياناً وتخطئها كثيراً بإصابة ما لم تكن هدفها المقصود..
وأمريكا ترد على أي عملية للمقاومة العراقية بتوجيه صواريخها إلى مصدر عدوها فلا ترحم ولا تفرق هذه الصواريخ بين البريء ومن تراه أمريكا مذنباً وقد لا يكون كذلك.
***
لكن مع هذه القوة الفتاكة ذات النوعية المتطورة التي تستخدمها أمريكا وإسرائيل..
ومع هذه المقاومة العراقية الفلسطينية العنيفة بإمكاناتها المحدودة..
فإن أحداً منا لم ير شيئاً يتغير على الأرض العراقية الفلسطينية..
فأمريكا على موعد مع قتلى وجرحى من جنودها في كل يوم..
وإسرائيل تعيش حالة ذعر في ليلها ونهارها خوفاً من عملية فدائية أو كميناً في عمقها وآخرها العملية الفدائية التي نفذت أمس بالقرب من مقر شارون بالقدس..
والشعب الفلسطيني مع كل قتيل أو جريح يتضاعف إصراره على المقاومة مهما دفع من ثمن..
وهو الشعور والاحساس الذي يسود حياة الإنسان والشارع في كل مدن العراق.
***
بهذا، فإن القوة ليست الطريق إلى الحل الأمثل للسلام وإن مالت إلى هذا الطرف دون ذاك..
واستنفار القوى الوطنية وإن كانت متواضعة للدفاع عن الحق والأرض والكرامة قد يعطي نتائج حاسمة لم تدر بخلد القوى الغاشمة..
فيما أن حشد القوات الأجنبية الأكثر عدداً وعدة لاحتلال أراضي الغير لن يجد إلا المقاومة الوطنية بانتظار أن ينحني المحتل لكبرياء المواطن آجلاً أو عاجلاً..
وعلى كل محتل أن يتعلم من التاريخ العبر وأن يستلهم منه الدروس، ذلك لأن إرادة الشعوب هي الأقوى دائماً والامضى أبداً.
***
وبذلك، فلابد من الحوار العاقل والتحاور المسؤول الذي يجنب الجميع ما يخفيه المستقبل الغامض لهم ويفضي إلى سلام عادل يرضي به الجميع..
حوار يقوم على العدل والإنصاف والحق الذي تعطيه المواثيق الدولية وقرارات الشرعية الدولية لكل المتحاربين..
حوار لا يتعالى فيه الأقوى على الأقل قوة أو يأخذه غرور القوة ونشوة الانتصار المؤقت على التمادي في ظلم من هو أقل..
حوار ينهي ما نراه اليوم من ظلم لا يقره عقل أو يقبل به منطق..
فهل من مستجيب..
ومن عقل يصغي لما يقوله العقلاء؟.
|