ترجمة : محمد الزواوي
لم تستخدم الرسالة الأمريكية لغة «اتفاق المبادئ الأساسية» التي تحدثت عن «الجهود للحصول على مزايا فردية على حساب الطرف الآخر» وعموما لم تكن أي من الحكومتين ملتزمة بهذه المبادئ الأساسية، (انظر 72). وبدلا من إرسال قوات عسكرية مشتركة اقترحت الرسالة الأمريكية أن تمارس كل من واشنطن وموسكو أقصى نفوذهما لدى القاهرة وتل أبيب من أجل ضمان الالتزام التام بقرار مجلس الأمن ووقف إطلاق النار.
موسكو تطلب التوضيح
كما اقترح نيكسون نشر عناصر سوفيتية وأمريكية غير مقاتلة لمساعدة مراقبي الأمم المتحدة في الإشراف على وقف إطلاق النار.
وبعد دقائق من وصول الرسالة الأمريكية إلى السفارة السوفيتية أجرى السفير السوفيتي لدى واشنطن دوبرنين اتصالا تليفونيا «غاضبا» على حد وصفه فيما بعد بكيسنجر طالبا منه توضيح ما جاء في هذه الرسالة.
وقال دوبرنين «لا أدري لماذا تريد الحكومة الأمريكية الإيحاء بأن هناك أزمة خطيرة» ولكن هنري كيسنجر هدأ السفير السوفيتي وقلل من أهمية الرفض الأمريكي لفكرة نشر قوات أمريكية في منطقة الصراع قائلا: إن عوامل داخلية أمريكية هي التي تقف وراء مثل هذا القرار، وأكد لدوبرنين أن حالة الاستعداد العسكري سوف تلغى في اليوم التالي.
ولم تظهر هذه المحادثة التليفونية في كتاب هنري كيسنجر الأخير «الأزمة». (انظر 73).
الوثيقة الرابعة والسبعون
برقية الخارجية الأمريكية إلى البعثة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي يوم 25 أكتوبر 1973:
بعد قرار الإدارة الأمريكية رفع حالة الاستعداد العسكري إلى الحالة الدفاعية من الدرجة الثالثة وتسليم الرد الأمريكي على رسالة بريجنيف قدم كيسنجر إلى السفير رامسفيلد فكرة عن الخطوط العامة للموقف، ولكنه لم يذكر شيئا عن تغيير حالة الاستعداد العسكري.
وطلب كيسنجر من رامسفيلد تقديم عرض موجز للموقف على المندوبين الدائمين لدى حلف شمال الأطلنطي، كما طالب كيسنجر بالتحرك السري لتجنب الدخول في مواجهة علنية مع موسكو.
وعندما كتب كيسنجر ذلك كان يعتقد بإمكانية الإبقاء على حالة الاستعداد العسكري سرية، وعندما انتشرت أنباء هذه الحالة في وسائل الإعلام أدرك كيسنجر أن مثل هذه التحذيرات تمثل أحداثاً علنية للغاية. (انظر 74).
مخاوف أمريكية
الوثيقة الخامسة والسبعون
برقية وزارة الخارجية الأمريكية رقم 211737 إلى السفارة الأمريكية في فرنسا يوم 26 أكتوبر مع تعليقات هامشية لأحد أعضاء مجلس الأمن القومي.
يوم 25 أكتوبر وخلال اجتماع آخر لكيسنجر مع مسئولي الخارجية والأمن القومي أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن مخاوفه من أن يحاول السوفييت استغلال الموقف على الرغم من أن وزير الدفاع الأمريكي شيلزنجر أشار إلى أن السوفييت يمكن أن تكون لديهم مخاوف كبيرة بشأن موقف الجيش الثالث المصري وأنهم قد يشكون «في قيام الأمريكيين بتشجيع الإسرائيليين على الاستمرار في انتهاك وقف إطلاق النار.
وبعد ذلك بساعات عقد هنري كيسنجر مؤتمرا صحفيا حيث شرح تطورات الموقف التي قادت إلى إعلان حالة الطورائ معربا عن رفضه المعلن لأي تحرك سوفيتي من جانب واحد مشيرا إلى «الآفاق الواعدة جدا» لمفاوضات السلام ومؤكدا على ضرورة تقديم كل الأطراف «تنازلات مهمة».
وبعد ظهر ذلك اليوم أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 340 الذي دعا إلى الوقف الفوري والكامل لإطلاق النار وتشكيل قوة دولية للشرق الأوسط لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار. (انظر 75) ومن الواضح أن كيسنجر وجد بعض الوقت قبل صدور قرار مجلس الأمن لكي يلتقي السفير الفرنسي لدى واشنطن جاك كوسيسكو مورتيز لمناقشة الحرب والعلاقات الأمريكية الفرنسية.
وفي هذا اللقاء انتقد السفير الفرنسي «غياب التشاور» أثناء الأزمة بين الأطراف الدولية الفاعلة سواء عند إعلان الإدارة الأمريكية حالة الطوارئ العسكرية أوعند تقديم قرار جديد لمجلس الأمن الدولي.
رسالة صادمة
حاول كيسنجر أن يبرر ذلك بالتطورات السريعة للموقف على أساس أن رسالة بريجنيف كانت «صادمة تماما» واعترف كيسنجر بأنه ربما كان يجب التشاور معكم ولكن تجربتنا مع أوروبا في هذه الأزمة أشارت إلى أن الاوروبيين يتعاملون معنا ليس كأصدقاء ولكن كقوة معادية.
ولم نحصل على تأييدهم حتى الآن وكما قال أحدالمقربين من الأحداث في ذلك الوقت قبل ثلاثين عاما فقد كانت كلمة «قوة معادية» قوية جدا.
وفي الواقع ان المشكلة الحقيقية بالنسبة لكيسنجر في هذه الأزمة كانت طريقة التصرف السوفيتي وليست المشكلة العربية الإسرائيلية.
ولكن عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي أشار إلى انه كان من الصعب بالنسبة للأوروبيين أن يفصلوا بين هذه الموضوعات.
فقد كان الأوروبيون يرون أنه يصعب الاعتماد تلقائيا على الولايات المتحدة عندما يتخذون مواقف متشددة ضد الاتحاد السوفيتي في أزمة تميل فيها أمريكا تلقائيا إلى جانب إسرائيل، وعموما فقد أثار كيسنجر المزيد من غضب الاوروبيين خلال اليوم نفسه.
الوثيقة السادسة والسبعون
من دوبرنين إلى كيسنجر تتضمن رسالة من بريجنيف إلى نيكسون يوم 25 أكتوبر 1973 تسلمها الساعة الثالثة وأربعين دقيقة بعد الظهر.جاء رد بريجنيف على الإنذار الأمريكي سريعا.
وبغض النظر عن الجدل بشأن التحرك المنفرد فإن بريجنيف رفض التأكيد الأمريكي بأن إسرائيل أوقفت تحركاتها العسكرية.
وقال: إنه في الوقت الذي كان يقرأ فيه الرسالة الامريكية قصفت الطائرات الإسرائيلية مدينة الإسماعيلية والقتال مستمر في مدينة السويس.
وبناء على طلب السادات أرسل الاتحاد السوفيتي سبعين مندوبا لمراقبة وقف إطلاق النار.
وكانت موسكو تفترض أن واشنطن ستقوم بخطوة مماثلة حيث طلبت موسكو من مندوبيها الاتصال بالمراقبين الأمريكيين بمجرد وصولهم إلى مصر.
تهديد مصري
علاوة على ذلك فإن موسكو كانت مستعدة للتعاون مع واشنطن في اتخاذ كافة الإجراءات لضمان التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.
اعتبر كيسنجر رسالة بريجنيف «توفيقية» رغم أنه كان متفقا مع دينتز على أنه «كلما كان الوجود السوفيتي أقل كان ذلك أفضل» (انظر 76).
الوثيقة السابعة والسبعون
مركز عمليات وزارة الخارجية الامريكية، تقرير فريق قوة عمل الموقف في الشرق الأوسط رقم 66 «تقرير الموقف في الشرق الأوسط في الساعة الثانية عشرة ظهرا يوم 26 أكتوبر 1973».
رغم قرار مجلس الأمن رقم 340 فإن القتال لم يتوقف حتى الآن، ومازال الجيش الثالث المصري يتحرك.
وصباح يوم 26 أكتوبر حاول الجيش الثالث المصري كسر حصارالقوات الإسرائيلية له، وبدلا من ترك الجيش الثالث يفر قامت القوات الجوية والبرية الإسرائيلية «برد» الهجوم المصري.
وفي هذا الصباح بعث السادات برسالة ملحة إلى نيكسون يتهم فيها إسرائيل بمحاولة إجبار الجيش الثالث المصري على الاستسلام ومنع رجال الأمم المتحدة من الوصول إلى المنطقة.
كما هدد الرئيس السادات بالتحرك المنفرد من أجل فتح خطوط الإمداد للجيش الثالث المحاصر مشيرا إلى أن استمرار الموقف الراهن يهدد أية فرصة أمام إجراء مفاوضات بناءة.
دفعت رسالة السادات كيسنجر إلى التركيز على مشكلة الجيش الثالث المصري المحاصر وحذرمن أن استمرار القبضة الإسرائيلية المحكمة حوله تهدد بنفاد الإمدادات لديه الأمر الذي يدفع بأزمة الشرق الأوسط إلى مستوى جديد من التصعيد.
أجرى كيسنجر سلسلة من الاتصالات الهاتفية المكثفة مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن وطلب منه إقناع تل أبيب بتقديم مقترحات لتسوية الأزمة.
ولكن الجولة الأولى من الاتصالات الهاتفية لم تحقق أية نتيجة.
في الوقت نفسه، فإن كبار المسئولين في وزارة الدفاع الامريكية قدموا مجموعة اقتراحات جادة لكي تتولى أمريكا إعادة تزويد الجيش الثالث المصري بالإمدادات. (انظر 77).
عرفات يتنبأ بالهزيمة
الوثيقة الثامنة والسبعون
نقاط للتحاور مع الجنرال والترز ، توقيع بيتر ورودمان 26 أكتوبر 1973 قبل اندلاع الحرب بعدة أشهر أجرت منظمة التحرير الفلسطينية اتصالات مع واشنطن من خلال السفير الأمريكي في إيران ريتشارد هيلمز.
ولا تزال معظم الوثائق التي تتعلق بالاتصالات بين الطرفين محظور الإفراج عنها ضمن أوراق الرئيس نيكسون،وذلك لأن تلك الاتصالات تمت من خلال وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وطبقًا لأقوال كيسينجر، فقد أرسل ياسر عرفات رسالة في 10 أكتوبر يعبر فيها عن اهتمامه بإجراء محادثات مع الجانب الأمريكي، وقد تنبأ عرفات في تلك الرسالة بهزيمة كل من مصر وسوريا، ولكنه كان مقتنعًا بأنهم قد حققوا ما يكفي لدخول مفاوضات مع إسرائيل.
وفي 23 أكتوبر أرسل عرفات رسالة أخرى يقترح فيها إجراء لقاء في 26 أكتوبر، ولكن كيسينجر رفض عرضه، ثم قام كيسينجر في أوائل نوفمبر بعقد لقاء بين نائب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية فيرنون ولترز وممثل لعرفات.
في تقرير لبيتر رودمان أحد مساعدي كيسينجر أكد أن الوقت لم يحن بعد للحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية، مع إقراره بأهمية القضية الفلسطينية للمفاوضات الإقليمية، وعن تقديره لموقف منظمة التحرير بأنها قد اتخذت «موقفًا مسئولاً» أثناء الحرب، ولكن الولايات المتحدة لا توجد لديها أي اقتراحات بشأن الدورالسياسي المستقبلي للفلسطينيين، كما حذر التقرير من أن الولايات المتحدة «لا تخون أصدقاءها»، وأن التحركات العدائية الفلسطينية تجاه الملك حسين غير مقبولة، كما أن تهديد إسرائيل غير مقبول أيضًا، وقد رأى كيسينجر أن المناقشات الجادة مع الفلسطينيين سوف تكون محتملة فقط عندما يقبل الفلسطينيون التعايش مع إسرائيل وتسوية النزاع، ولم يغلق كيسينجر الباب أمام الاتصالات الرسمية بين الطرفين، بالرغم من قبوله للطلبات الإسرائيلية بعدم الاعتراف بمنظمة التحريرأو التفاوض معها.
أزمة الجيش الثالث
الوثيقة التاسعة والسبعون «ب»
بعثت الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، برقية 5184 إلى وزارة الخارجية المعنونة «تحركات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، مؤرخة26 أكتوبر 1973.
عقد حلف شمال الأطلنطي مناقشات حادة حول حالة التأهب «ديفكون3» في 26 أكتوبر،في الوقت الذي كان فيه كيسينجر يحاول حل أزمة «الجيش الثالث» المصري المحاصر،وقد شعر الأوروبيون بالحرج لأنهم لم يكونوا على علم بالمحادثات الأمريكية السوفيتية، ووجهوا انتقادات إلى عمليات صنع القرار الأمريكية.
الوثيقة الثمانون
شكوكروفت إلى دوبرينين، 26 أكتوبر 1973، رسالة مغلقة من نيكسون إلى بريجنيف 26 أكتوبر 1973، تم توصيلها في الساعة الواحدة ظهرًا.
قام نيكسون بالرد على خطاب بريجنيف الأخير وذلك بعد انتهاء مجلس الأمن من صياغة قرار بشأن إنشاء قوة أمنية تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار، وفيما يتعلق باقتراحات بريجنيف بنشر مراقبين، فقد أخبره نيكسون بأن الاقتراحات الأمريكية السابقة بشأن وجود قوات تحت إشراف أمريكي روسي مشترك قد تغير وذلك بعد إنشاء قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، ويجب أن تترك تلك القوات تحت تصرف السكرتير العام للأمم المتحدة.
ولم يشر الخطاب إلى تصاعدالأزمة بشأن وضع الجيش الثالث المصري المحاصر، الذي أحدث قلقًا كبيرًا في البنتاجون، وقد اقترح بعض المسئولين الأمريكيين بإجراء عمليات نقل جوي طارئة لإمداد القوات المصرية المحاصرة بالمؤن.
مواقف محرجة للألمان
الوثيقة الواحدة والثمانون
برقية وزارة الخارجية رقم 212618 إلى السفارة الأمريكية بألمانيا الغربية بعنوان «مقابلة وزير الخارجية مع سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية فون شتادن، بتاريخ 26 أكتوبر 1973».
تصاعدت حدة الخلافات بين كيسينجر وبين الأوروبيين الغربيين، وبعد بضعة أيام صرح كيسينجر قائلاً: «أنا لا أبالي بما يحدث لحلف شمال الأطلنطي، فأنا مستاء للغاية»، كما أدت المظاهرات في ألمانيا الغربية التي اعترضت على إمداد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة عبر ألمانيا الغربية إلى زيادة غضب كيسينجر.
وقد قاومت بون الضغوط العربية لعدم استخدام الولايات المتحدة لقواعدها في ألمانيا لإجراءالجسر الجوي، كما شعرت الحكومة الألمانية بالقلق بعد علمها أن السفن الإسرائيلية الراسية في ميناء بريمر هافن الألماني يتم تزويدها بالذخيرة الأمريكية.
وقد كان الأمر محرجًا للألمان، فقد كانوا يستطيعون التصريح بأنهم لا علم لهم بتوجه طائرات الإمدادات الأمريكية، ولكن الأمر قد تغير بعدما تلقى الإسرائيليون إمدادات عسكرية من الأراضي الألمانية، ولم تبال واشنطن بإخبارالألمان بذلك، وقد اعترض الألمان على ذلك بصفة سرية، لكن دبلوماسيا ألمانيا غربيا قام عن غير قصد بتصعيد الأزمة، وذلك بتسريبه للصحافة إحدى الوثائق.
وقدكانت السياسة المعلنة لألمانيا الغربية هو «أن الأسلحة التي تم نقلها باستخدام الأراضي الألمانية أو المعدات الألمانية من المخازن الأمريكية في ألمانيا الغربية لأحد الأطراف المتنازعة لا يمكن السماح بها»، وأنه إذا ما رست سفينة إسرائيلية ثالثة في ميناء بريمير هافن «فلن نسمح بتحميلها».
وقد التقى كيسينجرمع سفير ألمانيا الغربية فون شتادين في وقت متأخر من مساء 26 أكتوبر لتلافي تصاعد الأزمة.
النفط في قمة السياسة والدبلوماسية
الوثيقة الثانية والثمانون
«لقاء مع مسئولي شركات النفط»، 30 ،5م ، 26 أكتوبر 1973، التقى كيسينجر مع مجموعة رؤساء شركات النفط بعد لقائه السفير الألماني فون شتادن، وقد اتهم كيسينجر مسئولي شركات النفط بقلة فطنتهم السياسية، واعتبر أنهم يهرولون بإفراط لعقد تسويات مع الدول العربية، بالرغم من شعور كيسينجر بالموقف القوي للدول العربية وضرورة ترضيتهم، ولزيادة الحضور الأمريكي في الحرب وتوسيع نفوذها في المنطقة، قام كيسينجر بمناقشة أزمة الجيش الثالث المصري المحاصر، قائلاً: «إن المشكلة هي إقناع الإسرائيليين بالتخلي عن بعض من تفوقهم العسكري الحالي، ولكن بالرغم من ذلك فلا يمكنهم أن يجبروا جيشًا على الاستسلام طبقًا لوقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة».
وقد كان الهدف من اللقاء مع مسئولي شركات النفط هو مناقشة الحظر العربي للنفط، والعلاقة المتبادلة بين الدبلوماسية والسياسة البترولية، وقد عكست التعليقات التي صدرت من الحضور حجم القلق الذي خلقه الحظر العربي للنفط: فقد يحدث هذا «كارثة حقيقية، وانهيارا محتملا للاقتصاد».
وقد كانت المشكلة الرئيسة فيما يتعلق بالإمدادات البترولية تتمثل في موقف الملك فيصل، الذي وصفوه بأنه واقع تحت ضغط «العناصر الراديكالية في بلاده»، وكان كيسينجر مقتنعًا بأن حل الأزمة يكمن في جهوده «لبناء جسور» من التواصل بينه وبين العاهل السعودي.
الوثيقة الثالثة والثمانون
رسالة على الخط الساخن من بريجنيف إلى نيكسون في 26 أكتوبر 1973، تم استقبال الترجمة الكاملة في 29 أكتوبر 1973.
كما أن كيسينجر لن يقبل بهزيمة إسرائيل، فقد كانت هزيمة مصر هي الأخرى لا يمكن قبولها، وذلك بسبب احتمال تدخل القوى العظمى في النزاع، لذا تحدث كيسينجر إلى دينتيز ليس بصفة وزير خارجية، ولكن «كصديق»، وحذره من أنه إذا لم تقم إسرائيل بحل الأزمة فسوف «يخسرون كل شيء».
وقد أرسل بريجنيف رسالة إلى نيكسون عبر الخط الساخن، أورد فيها مطالب السادات إلى نيكسون بأن تقوم المروحيات المصرية بتوصيل الغذاء والدماء والإمدادات الطبية إلى الجيش الثالث المحاصر، وطالب بريجنيف من نيكسون أن يمارس «نفوذًا فعالاً وفوريًا» على إسرائيل لضمان قبولها لتلك المطالب.
ولم يوجه بريجنيف أي تهديدات إلى الجانب الأمريكي، ولكنه قال: إنه في حالة فشل واشنطن في التأثير على الإسرائيليين فسوف «يشعر بشكوك قوية في نوايا الجانب الأمريكي» فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق الأمريكي السوفيتي بوقف إطلاق النار، وفي إشارة إلى الإعلان الأمريكي بحالة التأهب العسكري، فقد أشار بريجنيف إلى أن ذلك قد أدهشه، وأضاف أن التحركات الأمريكية يراها على أنها «وسائل للضغط على الاتحاد السوفيتي»، ولكنها سوف تفشل في «إرهابنا»، كما أكد على أهمية وسرعة التعاون الإسرائيلي.
«يتبع في الحلقة القادمة»
|