Friday 30th January,200411446العددالجمعة 8 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رغم وجود الباعة المتجولين والاستراحات والأحواش رغم وجود الباعة المتجولين والاستراحات والأحواش
سوق ماشية بريدة يشهد حركة بيع نشطة

* تحقيق/ سليمان صالح العجلان - بريدة
مع قرب حلول عيد الأضحى ومع غرة شهر ذي الحجة المحرم بدأ المسلمون عموماً الاستعداد لهذه الشعيرة المباركة, ومن هذا المنطلق الشعائري العظيم لبى الناس نداء ربهم بالتقرب إليه وذلك بنحر الأضحية يوم النحر والأيام الثلاثة التي تليه كيف لا وقد اشترى الله إسماعيل من أبيه إبراهيم وفداه بذبح عظيم. وذلك بذبح أضحية تحمل المواصفات الشرعية والصحية.
وكانت ل(الجزيرة) جولة في سوق الماشية بمدينة بريدة تواكباً مع هذا الحدث الكبير, حيث الازدحام الشديد في العرض والطلب فمن الناس من يريد تأمين الأضحية بوقت مبكر إما لظروف الحج أو السفر عموماً, ولضمان الحصول على أضحية جيدة.
هذا وكان للأمطار التي هطلت في الأيام والأسابيع الماضية سبب في احتفاظ عدد من أصحاب الأغنام والتمسك بها نظراً لموسم ربيعي قادم مما يعني عدم الحاجة للأعلاف مدفوعة الثمن وبالتالي لا تشكل عبئاً اقتصادياً على أصحابها في مستقبل الأيام وهذا أدى إلى زيادة الأسعار نسبياً, فمثلاً الخروف النعيمي الجيد الذي تتوفر فيه الشروط الشرعية للأضحية يتراوح سعره ما بين 600 - 1100 ريال وفي حالات قليلة بيع خراف نجدية نادرة بسعر 1750 ريال للخروف الواحد.
ولأن الفترة الشرعية المحددة لنحر الأضحية وهي يوم العيد ويومان بعده يؤدي ذلك إلى مضاعفة الطلب على الأغنام في هذه الأيام حيث يشهد سوق بريدة للماشية آلاف السيارات التي تغزوه كل يوم ويتم تصريف هذه الكميات من الأغنام للمشاعر المقدسة وقسم يبقى في بريدة نفسها. وهنا تجب الإشارة إلى أن الأنواع الأخرى من بهيمة الأنعام والتي هي الأخرى تأخذ نصيبها من الطلب ولو لم يكن ذلك لفاق العدد المستهلك من الأغنام بكثير وهذه الأنواع هي (الإبل - الأبقار).
وقد يتساءل البعض عن مصادر هذه الكميات الهائلة من الأغنام فنقول: إنها من مصدرين (داخلي وخارجي), فالداخلي هناك فئة من الناس اشتهروا بتربية الأغنام في مزارع مخصصة وأحواش وحظائر معينة لهذا الغرض وكذلك القادمون من البر والمعتمدين اعتماداً أساسياً على الرعي البري وهذا يكمن في براري منطقة القصيم وحفر الباطن والحدود الشمالية, وكذلك منطقة حائل كلها تقصد سوق بريدة عبر الطرق البرية في شاحنات مخصصة أما المصدر الآخر فهو خارجي من بعض الدول العربية وغير العربية كتركيا مثلاً ودول الشام الأردن وسوريا وكذلك العراق وعينة المصدر الخارجي لفئة النعيمي فقط. وقد حاولت جاهداً أن أحصل على نسبة المصدر الداخلي عن الخارجي ولم أحصل على نسبة معينة إلا أنني توصلت بعد الاستعانة بعدد من المشهورين بالتوريد من الخارج الى أن نسبة الخارجي هي 15% من الأغنام بالسوق بمعنى أن المصدر الداخلي هو 85% تقريباً.
نقاط البيع المؤقتة
يقصد بعض تجار الماشية الانتشار بمواقع ونقاط في مداخل ومخارج مدينة بريدة حيث ترى مئات الحظائر التي أعدت لهذا الغرض وتكون بشكل مؤقت قبل يوم العيد بعشرة أيام وبعده بيومين أو ثلاثة فقط وبذلك يقل الضغط على السوق المركزي وكذلك الزحام ويقصد هؤلاء التجار وهم عادة قادمون من خارج المنطقة "من الصحراء" بتهيئة الفرص أكثر للمشتري فلو بحثت عنهم في الساعة الثانية عشرة ليلاً لوجدتم قد أشعلوا المصابيح وانتظروا الزبون بلهف كما أن لديهم ميزة لا توجد في السوق المركزي وهي في حال رغبة المشتري ابقاء اضحياته في حظائرهم حتى يوم العيد مثلاً وهو قد اشتراها منهم مسبقاً فلا مانع في ذلك, وهذه فرصة لمن ليس لديه في منزله مكان مهيأ للأغنام, كما أن عدم التقيد بالأسعار والمقارنة من قبل المشتري لا تتوفر في المراكز المؤقتة هذا من جهة البائع, أما من الطرف الآخر وهو المشتري, فهو يحبب ويرغب هذه المراكز والحظائر ويفضلها البعض للبعد عن زحام الأسواق وضمان الحصول على أغنام بريّة سليمة من الأمراض وهذا هو الأهم.
الكشف الطبي على المواشي
ينادي البعض بأن يكون هناك كشف طبيي لجميع المواشي المعروضة للبيع بحيث تمرر وتعرض على بيطري للتأكد من سلامتها وصحتها ولاسيما والعالم يعاني من أمراض المواشي القاتلة حيث يدرك الجميع أن هناك أضاحي موردة من الخارج من بعض الدول العربية كسوريا والأردن والعراق - وكذلك تركيا لذا لا بد من الفحص البيطري الدقيق لجميع المواشي أو على أقل تقدير أن يوجد عدد من البيطريين في ساحة السوق لعمل كشف ميداني متى ما دعت الحاجة لذلك وفي هذا العمل حفاظاً على الماشية نفسها من نقل الأمراض عن طريق العدوى من الخارج للداخل.
سلامة الصدر
يبحث المهتمون بتربية الأغنام في مزارعهم عن أغنامهم عندما لا يجدونها في صباح اليوم التالي في حظائرها حيث طالتها يد السارق يبحثون عنها في السوق لعلّ سارقها جلبها الى السوق في اليومين التاليين لليلة السرقة وهو السبيل الوحيد للتعرف عليها لأن الأجهزة الأمنية باتت عاجزة عن القضاء على هذه الظاهرة أو على أقل تقدير الوصول للسارق. من هنا نادى البعض ممن تعرضوا لمثل هذه الظروف بأن يكون هناك تمحيص وتدقيق من قبل الدلال (الشريطي) للبائع بحيث تؤخذ جميع البيانات اللازمة والدقيقة الاسم ورقم البطاقة والعنوان ورقم الهاتف وهذا بعد سؤاله عن جهة قدوم الأغنام ليمكن التعرف عليه والوصول له عند الحاجة وهذا بلا شك مسؤولية البلدية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية فمتى ما كان الحزم قائماً من البلدية على القائم بدور الوسيط (الدّلال) في عملية البيع فإن السرقة تقل ويضيق السارق ذرعاً في تصريف الأغنام.
نقاط سريعة
- تظل السعودة هي الهاجس الأول للمهتمين بتربية الماشية ويلاحظ أنها معدومة بشكل فاضح ونسبة المقيم كبيرة جداً فهو يكاد يأخذ لقمة العيش من فم السعودي.
- كنا نظن العام الماضي أنه آخر عيد في السوق القديم لأنه بدأ العمل في السوق الجديد لنقله إليه ثم توقف وبعد مدة من التوقف بدأ العمل مرة أخرى ثم ما لبث أن توقف ولا ندري أن هذا سيطول أم لا!
- جهود أمنية ومرورية مقدرة تبذلها الجهات المعنية في السوق المركزي.
- على هامش السوق هناك العديد من المزادات العلنية لبعض السلع يأتي الحطب في مقدمتها.
- رغبة البعض في الأضحية أن تكون (بدنة) من الإبل أو الأبقار ساهم في تخفيف الطلب الحاد على الأغنام.
- صادفت (الجزيرة) في سوق بريدة أصغر (شريطي) وهو محمد الناصر الذي يبلغ من العمر 4 سنوات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved