منظمة التجارة تلحق الضرر بالمستورد الخليجي للمنتجات الزراعية

* البحرين - جمال الياقوت:
اختتمت مساء يوم الاثنين الماضي ورشة عمل حول مستقبل تجارة وصناعة المواد الغذائية بدول مجلس التعاون الخليجي في ظل منظمة التجارة العالمية والتي عقدت على مدى يومين بمركز الخليج الدولي للمؤتمرات والمعارض بفندق الخليج وبتنظيم من لجنة الأغذية والزراعة بغرفة تجارة وصناعة البحرين، وقد أدار الورشة الدكتور عصام بن حسن كوثر - مستشار شؤون منظمة التجارة العالمية بغرفة تجارة وصناعة جدة، وقد شارك في الورشة 27 مشاركاً من جميع أقطار دول المجلس يمثلون الشركة الزراعية وتجارة الأغذية والمكاتب الاستشارية والجامعات الخليجية.
وقد تطرقت الورشة إلى اعطاء المشاركين لمحة عن العولمة والعناصر التي ساعدت على ظهورها وأسباب معارضة الكثير من المفكرين لها وأعمدة وأركان العولمة، ثم قدم مؤشرات هامة حيث ذكر بأن حوالي 20% من سكان العالم، وهم في الدول الصناعية يتناولون 45% من اللحوم في العالم، ويستهلكون 68% من الكهرباء و84% من الورق ويمتلكون 87% من السيارات، وذكر بأن نفقات البحث العلمي عام 1996م شكلت 0 ،14% فقط من الناتج الاجمالي العربي بالمقارنة مع 1 ،26% لكوبا، 2 ،9 لليابان في عام 1995م.
ثم قدم المحاضر تعريفا ولمحة عن منظمة التجارة العالمية وهيكلتها التنظيمية وآلية اتخاذ القرارات فيها، وعرج على مزايا الانضمام للمنظمة والسلبيات، ثم قدم عرضاً حول الزراعة في المنظمة وكيفية النفاذ إلى الأسواق، تحت عنوان (تخفيض الدعم المحلي) وذكر بأن الدول النامية تقوم بتخفيض الدعم للمنتجين الزراعيين المحليين بنسبة 20% من مستواه في سنة الأساس (متوسط الفترة 1986 - 1988)، وذلك على مدى ستة أعوام (1995 - 2000) أما الدول النامية فتقوم بتخفيض الدعم المحلي بنسبة 13 ،3% ويتم ذلك على مدى عشر سنوات، وبالنسبة لدعم الصادرات فيتم تخفيض قيمة دعم أو إعانة الصادرات بنسبة 36% من مستواه في سنة الأساس وذلك خلال فترة ست سنوات. أما بالنسبة للدول النامية فسيكون التخفيض بنسبة 24% وعلى مدى عشر سنوات، وتعوض الدول الأقل نمواً من أي تخفيض في دعم الصادرات.
وخلاصة القول في هذا الجانب تتلخص في أن أسعار السلع الزراعية سوف ترتفع بشكل عام وان الدول المستوردة بالصافي net Important سوف يلحقها الضرر، أي أن الدول النامية المستوردة الصافية للمواد الغذائية ستتأثر سلباً بهذه الاتفاقية، وان الدول المصدرة بالصافي Net Exporter سوف تستفيد.
ثم قدم الدكتور عصام تحليلاً استراتيجياً لصناعة المواد الغذائية بدول المجلس، حيث ذكر بأن الجهات التي تقوم بتصنيع المواد الغذائية فإن ذلك ضمن تجارة السلع Trade in Good، أما الجهات التي تتاجر بالمواد الغذائية (جملة أو تجزئة) فإن ذلك يكون ضمن تجارة الخدمات Trade in Services، وقدم بإسهاب خصائص التجارة الخارجية لدول المجلس والتحديات التي تواجه صناعة الأغذية الخليجية وأهمها ضعف وضيق نطاق السوق المحلي وذلك نظراً لضعف الحجم السكاني، ومن التحديات كذلك قلة الأيدي العاملة الماهرة والاعتماد على الصناعات ذات الكثافة الرأسمالية وضعف العائد من الصناعات الصغيرة في ظل البعد عن الكفاءة وأخيراً الاغراق.