* واشنطن - الوكالات:
مع سعي الولايات المتحدة لإيجاد خطة لإعادة السيادة إلى العراق فان المسؤولين الامريكيين يشعرون بالقلق خشية نشوب حرب أهلية في بلد يعاني من التوترات الدينية والعرقية.
ويقول المسؤولون الامريكيون حتى الآن إنهم يرون ان نشوب حرب أهلية أمر غير محتمل مع وجود 123 ألف جندي امريكي في العراق لكنهم مع ذلك قلقون بالنظر إلى تاريخ البلاد من المنازعات بين المسلمين السنة الذين كانوا يتمتعون بامتيازات في عهد النظام المخلوع للرئيس صدام حسين وبين الشيعة والأكراد الذين قمعهم بشدة.
غير ان المحللين قالوا :إن احتمال الحرب الأهلية يجب مع ذلك ان يؤخذ على مأخذ الجد.
وهم يقولون: إنه لو وقع حدث هائل مثل تمرد الشيعة إذا لم تلب مطالبهم إجراء انتخابات مباشرة أو محاولة لاغتيال المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني فانه قد يهوي بالعراق في غمرة فوضى عارمة. وقال الميجر جنرال ريموند اوديرنو قائد الفرقة الرابعة للمشاة في العراق في الآونة الأخيرة حينما سئل عن احتمال نشوب حرب أهلية (يجب ان نكون دوما مدركين لذلك الاحتمال لأن البلاد تعصف بها المنازعات منذ سنين طويلة ولن تزول تلك المنازعات بين عشية وضحاها). وأضاف اوديرنو قوله (ولذا فإنني أعتقد أننا يجب ان نراقب الوضع عن كثب).
وبعد مضي عشرة أشهر على الغزو الذي أطاح بصدام حسين فان هذه المنازعات من بين القضايا الشائكة التي تواجه الولايات المتحدة وهي تسعى إلى إيجاد خطة لاعادة السيادة للعراق بنهاية يونيو حزيران وتحظى بقبول مختلف الفئات العراقية.
وشبه مسؤول عسكري طلب ألا ينشر اسمه العراق بعد الحرب بيوغوسلافيا في أعقاب وفاة تيتو الذي حافظ على وحدة البلاد بقمع الانقسامات العرقية.
ومع رحيل تيتو تفككت يوغوسلافيا وهوت في غمار حروب أهلية طاحنة.
وقال المسؤول الامريكي (بعد الاطاحة بصدام ونظامه من العراق وجدنا وضعاً مماثلا ًحيث توجد الفئات المختلفة التي لا تعاني الاضطهاد الذي كان يعصف بهم طوال كل هذه السنين، ماذا سيحدث بعد ذلك، الآن فإن هذا أمر لا يمكن لأحد التكهن به)وقال المسؤول (الشيء الذي نحاول جاهدين فعله هو اقناع جميع الفئات بان تتعايش).
وقال مسؤول امريكي آخر (لا شك ان الوضع مشحون بالمخاطر هناك - بالعراق - لكن هل نعتقد انه من المحتمل نشوب حرب أهلية، لا لا نعتقد). وقال مايكل اوهانلون محلل الشوؤون العسكرية في معهد بروكنجز ان احتمالات نشوب حرب اهلية قد تزداد حينما ترحل القوات الامريكية. وقال اوهانلون (في الأجل الطويل يوجد احتمال ان تصبح ميليشيات الجماعات العراقية المختلفة أكثر القوى العسكرية نفوذاً وتأثيراً في العراق وإذا لم يتماسك الجيش الوطني العراقي أو لم يثبت انه قوي جداً فانه قد ينشأ وضع حينما نحاول فيه الانسحاب خلال خمس سنوات فانك قد تشهد حينئذ حرباً أهلية).
من جهة أخرى اكد الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر في بيان الأربعاء التزامه ملاحقة الحركات المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني (الانفصالي التركي المحظور) في العراق وأي منظمة قد تكون مرتبطة بها.
وقال بريمر ان الرئيس الامريكي جورج بوش (تعهد بوضع حد لاستخدام العراق قاعدة للإرهاب)، مؤكداً ان (حزب العمال الكردستاني وأسماءه المستعارة الأخرى أي مؤتمر الديموقراطية والحرية في كردستان (كاديك) ومؤتمر شعب كردستان منظمات إرهابية ومصنفة على انها كذلك في القانون الامريكي).
وأكد بريمر ان (السلطة المؤقتة للتحالف وقوات التحالف وقوات الأمن العراقية ستتعامل مع هذه المنظمات على انها إرهابية ولا مكان للإرهاب والمنظمات الإرهابية في العراق الجديد).
|