أقلعت فجر أمس (الخميس) طائرة إسرائيلية من مطار (بن غوريون) وعلى متنها نحو 29 أسيرا عربيا وأجنبيا، من ضمنهم الحاج مصطفى ديراني، والشيخ عبد الكريم عبيد وأسرى لبنانيون وسوريون وسودانيون وليبي واحد، بالإضافة إلى الألماني ستِفان سميرك، وجرارد شومان، الذي يحمل الجنسية البريطانية.. أقلعت الطائرة متوجهة إلى مدينة كلون الألمانية حيث ينتظر أن تتم صفقة تبادل الأسرى..
وقالت مصادر في مصلحة السجون الإسرائيلية أنه تم نقل 29 أسيراً عربيا وأجنبيا تشملهم صفقة تبادل الأسرى، وحسب ادعاء مصلحة السجون، فانه تقرر عدم إطلاق سراح أسيرين من المغرب، كانت تضمنتهما الصفقة، بناء على طلبهما، بسبب مشاكل عائلية خاصة..!!
في المقابل أقلعت طائرة سلاح الجو الألماني وعلى متنها جثامين الجنود الإسرائيليين الثلاثة، والأسير الإسرائيلي، إلحنان تننباوم، هي الأخرى من بيروت في طريقها إلى مدينة كلون..
نُقل الأسرى إلى الطائرة، وهم مقيدو الأيدي وتم تزويد الجنود الإسرائيليين المرافقين بمعدات لتفريق المظاهرات تحسبًا لأي طارئ..
وكانت السلطات الإسرائيلية، أفرجت مساء أمس الأول (الأربعاء)، عن ديراني وعبيد والأسرى العرب والأجانب من سجن (ريمونيم).. ونقلوا جميعا تحت حراسة مشددة إلى قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي القريبة من مطار (بن غوريون)، وذلك تمهيدًا لتسفيرهم إلى ألمانيا..
وقالت مصادر إسرائيلية: انضم إلى الرحلة الجوية عدد مماثل للأسرى من رجال الشرطة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي.. وسيستقلّ الأسرى الطائرة، وهم مقيدو الأيدي حتى لحظة الإفراج عنهم.. وتم تزويد الجنود الإسرائيليين بمعدات لتفريق المظاهرات تحسبًا لأي طارئ.
وفي هذا السياق قالت مصادر أمنية تواكب عملية الإفراج عن الأسرى، والتي أطلق عليها اسم (سماوي أبيض): إن العملية عبارة عن سلسلة مراحل، كل واحدة منها مرتبطة بالأخرى، والأجهزة جميعًا في حالة تأهب كامل لبدايتها.. وأكدت المصادر أن العملية قد تشهد بعض العراقيل، مثل نشر صور واقتباسات مختلفة من قبل حزب الله ولذلك، يجب الاستعداد بشكل مناسب لأي طارئ كان..
وحسب المصادر الإسرائيلية كانت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، هبطت يوم أول أمس (الأربعاء)، الساعة الـ14:00 وعلى متنها وفد الحاخام العسكري الرئيسي وأعضاء طاقم تشخيص الجثث، في قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة كولن الألمانية.. وسيتم تنفيذ الصفقة داخل القاعدة التي ستكون مغلقة، ولن يسمح لأحد بالدخول إليها أو الخروج منها.
وتقول المصادر في إسرائيل صباح يوم أمس الخميس: سيتم تركيز الأسرى الفلسطينيين، وعددهم (400) على مقربة من خمسة حواجز إسرائيلية وفي المقابل، سيتم إحضار جثث عناصر حزب الله والعناصر اللبنانية الأخرى، التي تم إخراجها من مقبرة الأرقام الواقعة في شمال إسرائيل، إلى معبر رأس الناقورة..
وتقول المصادر الإسرائيلية: ستبدأ البعثة الإسرائيلية عملها الحساس والمعقد لتشخيص جثث الجنود الثلاثة.. ومن المتوقع أن تستغرق مهمة التشخيص، إذا لم تواجه البعثة معضلات استثنائية، ثلاث ساعات.. وفي المقابل، سينتظر الأسرى اللبنانيون في طائرة في مدينة كولن، فيما سينتظر الأسرى الفلسطينيون على مقربة من الحواجز.. ولن يتم إطلاق سراح أي أسير حتى يتحقق الطاقم الإسرائيلي من هوية جثث الجنود الثلاثة بشكل نهائي.. وحين يصدر بيان بذلك، ستزور ثلاثة طواقم من الجيش الإسرائيلي عائلات الجنود لإبلاغها رسميًا بوضع أبنائها..
وفي موازاة ذلك، سيتم تسليم الأسير الإسرائيلي (تِنِنباوم) للوفد الإسرائيلي، بينما سيتم تسليم الأسرى اللبنانيين للألمان، في الوقت الذي سيبدأ فيه أيضًا الأسرى الفلسطينيون بالعبور إلى المناطق الفلسطينية عبر الحواجز..
أما الحواجز الرئيسية التي سيمرّ الأسرى الفلسطينيون عبرها، فهي: (ترقوميا) نحو (150 أسيرًا)، (طولكرم) حوالي (130 أسيرًا) في الضفة الغربية، و(معبر إيرِز) في قطاع غزة ما يربو على (30 أسيرًا)، بينما سيعبر الباقون حاجزَي (بيتونيا وسالم) أيضا في الضفة الغربية. وسيتم نقل رفات (59 فدائيا لبنانيا) أخرجتهم إسرائيل مؤخرا، من مقبرة الأرقام، في شاحنات نقل، ستصل إلى رأس الناقورة حيث سيتم تسليمها إلى الصليب الأحمر، عند المعبر الحدودي في رأس الناقورة..
مراسم الاستقبال الإسرائيلية بألوان أخرى ستشمل تحقيقا مع الأسير الإسرائيلي المحرر (إلحَنان تِنِنباوم)..
وتقول المصادر في إسرائيل: يوم الخميس (أمس)، الساعة الـ14:00 إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فسيغادر الطاقم الإسرائيلي القاعدة العسكرية في كولن، ليعود إلى إسرائيل، وعلى متن الطائرة جثث الجنود الثلاثة المخطوفين والأسير الإسرائيلي إلحَنان تِنِنباوم..
ويوم الخميس أيضا، في تمام الساعة ال 18:30، تقول المصادر الإسرائيلية: فور هبوط الطائرة الإسرائيلية، سيتم اقتياد الأسير الإسرائيلي إلحَنان تِنِنباوم إلى قاعدة سلاح الجو، حيث سيلتقي أبناء عائلته وسيخضع لفحوصات طبية إضافية.. وبعد ذلك يستدعى تننباوم إلى التحقيق الأولي معه لمعرفة كيفية وصوله إلى لبنان، وما إذا كان قد أدلى بمعلومات أمنية..
وتضيف المصادر ذاتها: سيتزامن ذلك مع لقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، وأبناء عائلات الجنود الإسرائيليين الثلاثة، يشارك فيه وزير الأمن، شاؤول موفاز، ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الفريق (موشيه يَعلون)..
وفي يوم الخميس (أمس) أيضا، في تمام الساعة الـ20:00: سيجري في مطار (بن غوريون) الدولي حفل رسمي بمشاركة القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل حيث ستقام مراسم رسمية للجنود الثلاثة، يستثنى منها تننباوم، الذي يقال انه صدر بحقه أمر اعتقال..
وكان الأسير الإسرائيلي المختطف لدى حزب الله، (إلحنان تننباوم)، قال ليلة أول أمس (الأربعاء)، خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة المنار التابعة لحزب الله رصدتها الجزيرة: أنه وصل إلى بيروت سعيا للحصول على معلومات حول مصير الملاح الإسرائيلي، (رون أراد).. وكان تلفزيون المنار بث صورا للأسير الإسرائيلي، (تننباوم) وهو يقوم برزم حقيبة ملابسه وأغراضها استعدادا للعودة إلى إسرائيل في سياق صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله.. وبدا تننباوم في المقابلة التلفزيونية بحالة صحية جيدة وكان يلبس ربطة عنق..
وأعلن حزب الله بعد ساعات من بث المقابلة المذكورة، أن الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين كانوا اختطفوا قبل ثلاثة أعوام تقريبا، ليسوا على قيد الحياة.. وجاء هذا الإعلان عشية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وبعد أن كان حزب الله رفض طيلة الوقت الإدلاء بأي معلومات عن حالة الجنود الثلاثة (بني أبراهامي وعدي أفيدان، وعمر السواعد)..
| 
