يقول الخبر «ان السلطات السعودية قد منعت تأشيرة الزيارة الى انتهاء موسم الحج» او هكذا الخبر، المهم أن تأشيرة الدخول الى المملكة العربية السعودية لزيارة الاماكن المقدسة قد منعت لموافقتها موسم الحج.
وأقول: رأي صائب وتصرف حكيم من المسؤولين جزاهم الله خيراً، لأن هناك تحايلاً على القدوم الى المملكة للحج ولكن بمسميات اخرى، مثل زيارة الاماكن المقدسة او زيارة الاقرباء في مكة المكرمة او جدة، والهدف هو الحج لا الزيارة لانهم بعد قدومهم يذهبون للحج في يوم عرفة بالذات محرمين ملبين، وعندها لن يمنعهم احد، اي انهم يضعون السلطات امام الامر الواقع بدخولهم الاحرام.. والذين يمارسون هذا التحايل للاسف هم من المسلمين!! فكيف يحج الانسان الذي يتقرب الى الله بحجه متحايلاً على ولي الامر الذي ولاه الله المسؤولية عن راحة الحجاج وتوفير الأمن والسلامة لهم؟ ثم هم يتحايلون على حكومات بلدانهم، خاصة اولئك الذين لم يحصلوا على القرعة في الحصول على تأشيرة اداء حج وعمرة؟
أعجب كثيراً من تلك الاساليب التي يتقنها اولئك حتى في تعاملهم الديني، وهنا الفاجعة في الفكر والتطبيق والمفاهيم، ثم هم لا يعرفون «أو لا يعرفون ولا يريدون ان يعرفوا انهم يعرفون» ان الاماكن المقدسة تستقبل اكثر من طاقتها من الحجاج من كل انحاء العالم، وهم حجاج اتوا عن طريق مشروع، ولهم الحق ان يجدوا الراحة في المشاعر المقدسة، لأن العدد مدروس ومتفق عليه من كل الدول الاسلامية، فلماذا تأتي متحايلاً بهذا الشكل لتضيف عبئاً كبيراً على اخوانك المسلمين وتضايق عليهم في انتزاع جزء كبير من الخدمات المقدمة لهم بشكل مدروس من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، والتي تهتم بشؤون الحجاج وتسعى إلى راحتهم؟ مثل هذا التصرف وكذا الإلحاح على الحصول على تأشيرة الزيارة قبيل الحج فيه الشيء المحزن من تصرفات بعض المسلمين، ويعطي مؤشراً من الأنانية يجب ان يتخلصوا منه، ثم هو تذاكٍ في غير محله، لأنهم يعلمون ان الحكومة السعودية اعانها الله لاتدخر وسعا في سبيل ارضاء المسلمين جميعا ومحاولة خدمتهم بشكل مقنن ومتقن يعود عليهم بالنفع والفائدة، وهي كما نعرف تستنفر كل طاقاتها البشرية والمادية والجهد والوقت لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومن هنا فكان الاجمل والاحسن ان يؤازر هؤلاء الحكومة السعودية في مهامها، لأن الهدف هو خدمة المسلمين، وهؤلاء الذين يتحايلون بأخذ فيزة زيارة انما هم جزء من المسلمين، يجب ان يساعدوا ويعاونوا اية جهد لخدمة اخوانهم الذين ساعدتهم الظروف للمجيء لأداء الحج، لا ان يتحايلوا بتلك الفيزة لمضايقتهم.
اعرف جيداً ومن خلال ما نلاحظه من الموجات البشرية التي تأتي الى جدة بفيزة للزيارة فقط «وهو تحايل» ثم في يوم عرفة بالذات تتجه الى مكة للوقوف في عرفة وأداء الحج، أقول نعرف ان هؤلاء هداهم الله يزعجون الحجاج، ويزاحمونهم في الطرق والمشاعر المقدسة، ويضيفون عبئاً آخر الى رجال الامن والخدمات التي تقدم، سواء اكانت ارشادية او صحية او امنية او غيرها، ومن خلال «الجزيرة» ادعو اولئك الى ترك تلك العادة التحايلية، ثم نشد على يد المسؤولين الذين منعوا فيزة الزيارة، وهدفهم تقديم خدمة وجهد افضل لحاج بيت الله الحرام، وفق الله الجميع لما فيه الخير.
* هناك بعض المقيمين في الداخل يذهبون الى جدة قبيل يوم عرفة للزيارة للاقارب، ثم يدخلون مكة يوم عرفة لاداءالحج، فهل من حل لتلك الاشكالية ايضاً؟
فاكس 2372911 | 
