Thursday 29th January,200411445العددالخميس 7 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

21/4/1391هـ الموافق 15/6/1971م العدد 347 21/4/1391هـ الموافق 15/6/1971م العدد 347
همس الأقلام
الفشل طريق النجاح
بقلم: محمد مسعود مستور القحطاني

الفشل هو طريق النجاح إذا ارتسمنا منه عبراً واتخذنا من الأخطاء التي جعلتنا نفشل دروساً حقيقية تسلك بنا إلى الفوز والنجاح فكل خطأ يقع فيه الإنسان هو طريق له إلى النجاح إذا عرف خطأه وأخذ منه عبرة لمستقبله واعتبره تأكيداً ودافعاً إلى القوة والاستفادة والتمكن من السير السليم المبني على أسس من المعرفة التامة والمقدرة الكاملة.
إن الإنسان عندما يفشل في أي هدف يصبو إليه وتطمح نفسه لإدراكه ليس معنى ذلك أنه فاشل أو أنه واقع في دوامة من الخجل والنقصان أمام الآخرين أو أن الدنيا تحطمت عليه وأوثقته مكتوفاً عن هذا المقصد، فقدرة الله ومشيئته فوق كل قدرة ومشيئة وكل ما يحدث للإنسان هو بقدر من الله وقضاء منه عز وجل فيجب أن نؤمن بذلك ولا نعتبره فشلاً أو عيباً فليس الفشل والعيب إلا أن نرضى به ونترك له مجالا يخيم علينا فإذا بحث الإنسان مسببات خطئه أو فشله وعرف سر ذلك فهو ناجح في هدفه، فعلينا أن نبحث العوامل والأسس التي أوجدت الهزيمة ونلجأ إلى طرق تهدينا إلى الصواب المرغوب.
إن غالبية الناس حينما يقعون في أخطائهم ويصبح بينهم وبين آمالهم حاجز من الهزيمة يظنون أن الهدف أصبح محالاً وصار حلما من الأحلام الخيالية التي لا يمكن أن تحقق بأية وسيلة من الوسائل.
فعند ذلك تصبح النفس ملتقى اللوم والسخط لأن اليشطان يغريهم بالعودة على ما فات ويزرع في نفوسهم الوسواس ويجعلهم يقعون في شبكة من التردد والاستسلام للأوهام.
فلماذا نؤنب النفس وما ذنب النفس هل هي التي أوجدت هذا أم أنها التصرفات الحمقاء عند ذلك نعرف الجواب فليس للنفس ذنب بل ذلك يعود للتصرفات الخاطئة والإهمالات التي ينتهجها البعض منا.
فلو رجعنا إلى ديننا الإسلامي الحنيف لوجدناه قد أوجد لنا طرقاً ترشدنا إلى الخير والصلاح والبناء، فقد نهانا عن كل عمل فيه التحسف والعيش مع الأوهام ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ونبراس نهتدي به ونسير على مشعله بالإيمان والصبر حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام ما معناه:
«إذا أصاب أحدكم مصيبة فلا يقول لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان».
فلماذا نلجأ إلى أعمال نهانا عنها رسول البشرية، وواضح لنا ما فيها من الأضرار التي قد لا تحمد عقباها.
فهل اتبعنا ما جاء به ديننا الشريف وما حققه لنا من أمجاد نستظل تحت ظلالها ونعيش تحت أكنافها ونبتعد عن كل عمل يشاركه الشيطان.
والثقة شيء مهم للإنسان وديننا العظيم يحث على ذلك لنجعل الثقة والصبر والوقوف أمام صعاب الحياة شعاراً لنا ولنسير في هذه الحياة بروح وقادة ونفس وثابة.
فالثقة بالنفس عامل من عوامل القوة والصبر طبيعة من طبائع المؤمن بالإسلام عقيدة ودستور حياة ولنعلم كل العلم أن الثقة بالنفس تصنع المعجزات وتحقق الآمال.
فنتوج أنفسنا بالثقة ولا نجعلها عرضة للأوهام والأمراض النفسية المقرونة بالآلام والأحزان الداعية إلى الماضي البغيض.
ولنبدأ حياة جديدة لنا فيها أمل قوي لا يتزعزع ورغبة لا يبددها خوف ولا استسلام بما يعترضنا من مصائب الحياة و مشاكلها المحيطة بنا، فإذا جابهنا هذه المشاكل بقوة وصبر وثقة عندها سوف يكون النصر حليفنا والفوز نصيبنا والنجاح رائدنا بإذن الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved