لا أدري من أين تستقي بعض الصحف، الأخبار التي تطالع بها قراءها.. ففي كثير من الأحيان نراها تكتب كيفما اتفق دون أدنى مراعاة لقدسية خبر، أو حرمة مهنة.
والخبر، في المفهوم الصحافي، يظل خبراً، مهما كان نوعه، جنسه، أو لونه، إن جاز التعبير، إلي أن يتقمصه ما يبطل الحاجة إلى نشره، أو ما يوجب نفيه فيما لو تم نشره، كالزيف أو الكذب.
كنت، في الأسبوع الماضي، ذكرت في معرض حديثي مباراة حقيقية، أي جرت بالفعل. أسفرت نتيجتها عن «34» هدفاً. وها آنذا اليوم مضطر إلى نفي خبر، جاء في جريدة «الحياة» البيروتية عدد 7787 الصادر في 27 نيسان 1971م، مفاده أن الفريق التركي لعب مباريتين في السعودية الأولى في جدة كسبها الأتراك بـ6/ صفر والثانية في «ظهران» هكذا بدون تعريف كانت نتيجتها 12/صفر لصالح الأتراك طبعا! يا للدقة!!!
صدقوني.. لقد حاولت، وأنا أقرأ الخبر، أن أجد له مبررا منطقيا، لعل في الأمر «غلطة مطبعية» أو هزة يدوية.. فاعتقدت أن هناك التباسا حصل بين الرياض.. و«ظهران» والنتيجة المذكورة هي نتيجة «الشباب» مع الأخوة الأتراك فبدلاً من أن تكتب الجريدة النتيجة الحقيقية 2/1 سقط الفاصل بين الاثنين والواحد.
أما نتيجة مباراة جدة 6/صفر اعتقدت أنهم يقصدون بها نتيجة مباراة الأهلي التي فاز فيها الأتراك 1/صفر وكتب الواحد بالفعل إلا أن رأسه مال جداً نحو اليسار.
وهذه تبريرات، هي من عندي، بكل ما فيها من سذاجة، لعلي أجد لأصحاب «الحياة» مبررا. واعذروني إن تجاوزت المنطق.
والمهم في الأمر هو أن ينفى هذا الخبر وعلى صفحات الجريدة نفسها، لأنه خبر عم الأرجاء كلها حيث تقرأ جريدة الحياة.