في مثل هذا اليوم من عام 1845، نشر الشاعر الأمريكي «إدجار آلان بو» قصيدته المشهورة «الغراب الأسود» والتي تبدأ بمقطع «في منتصف ليلة حزينة» في صحيفة نيويورك إيفنينج ميرور، وتعكس قصيدة «آلان بو» الحزينة والمروعة الحياة الصعبة والمضطربة التي عاشها الشاعر.
وقد ولد «بو» في بوسطن عام 1809، وأصبح يتيماً في سن الثالثة حيث انتقل للعيش مع أسرة رجل أعمال في ريتشموند بفيرجينيا.
بعدذلك التحق بو بالأكاديمية العسكرية ولكن تم فصله منها قبل أن يكمل دراسته.
وبعد ذلك درس في جامعة فيرجينيا لفترة قصيرة.
وفي عام 1827 نشر بو لنفسه مجموعة من القصائد.
وبعد ستة أعوام، فاز بجائزة قيمتها 50$ في مسابقة قصصية عن قصته القصيرة «العثور علي رسالة في زجاجة».
وكان بو يكتب في بعض الصحف والمجلات الأدبية مثل الرسالة الأدبية الجنوبية في ريتشموند والتي بدأت عام 1835، ومجلة بورتن جنتلمان في فلادلفيا والتي بدأت عام 1839.
ولكن إفراط بو في الشراب تسبب في فصله من عدة مناصب، وكانت أعماله الحزينة، والتي تصور الجرائم والآثام التي لاتحتمل والتي أدت إلى اضطراب شخصيته، لها أثر كبير على كثير من الكتاب الأوروبيين أمثال تشارلز بوديلير، وستيفان مالارم وحتى على دوستوفيسكي الكاتب الروسي.
كانت كتابات «إدجار آلان بو» تمتاز عن غيرها من الكتاب الأمريكيين بتصويرها
للحظات الخوف والإثارة التي قد تناب الشخص في وحدته. فالتخيلات والهواجس النفسية كانت من بين أدواته التي استخدمها لإطلاق العنان لمخيلته لكي تبدع مثل هذه القصائد.
والقارئ للقصيدة سوف يشعر بمدى قدرة الشاعر على تجسيد المناظرالتي يحكي فيها قصيدته.
فقد استخدم أضواء الشموع ووصفها بطريقة تبعث الريبة في نفوس القارئ وهو ما يقصده من إيجاد حالة يعيش فيها المتلقي ولا ينساها حتى بعد انتهاء القصيدة.
جدير بالذكر أن الكاتب كانت له كثير من الإسهامات في عالم القصص البوليسية والقصص المرعبة حيث كانت له تجارب كانت هي الأولى من نوعها بين كتاب القصة الأمريكيين.
| 
