في مثل هذا اليوم من عام 1964، بدأ عرض رائعة الكوميديا السوداء «الدكتور سترانجلوف» أو «كيف أتعلم ألا أقلق وأحب القنبلة» ل ستانلي كوبريك. وقد حازت هذه المسرحية على إعجاب النقاد والجمهور، وكانت شعبية المسرحية تدل على الاتجاهات المختلفة تجاه الأسلحة الذرية ومفهوم الردع النووي. وتدور المسرحية حول تصرفات مسؤول أمريكي يعتقد أن الشيوعيين يمثلون تهديدا على «حياة الأمريكيين الغالية» ويصدر أوامر للقاذفات الأمريكية بشن هجوم ذري على الاتحاد السوفيتي دون تفويض من أحد. وعندما يتضح بالفعل أن بعض القاذفات قدأسقطت حمولاتها الذرية، يطلب الرئيس الأمريكي مقابلة نظيره الروسي، ويقوم الزعيم الروسي بإبلاغه بأن الهجوم الذري على الاتحاد السوفيتي سيؤدي إلى إطلاق العنان لآلة الدمار الشامل «التي سوف تدمر حياة كوكب الأرض، ويأتي كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للسياسة الخارجية د. سترانجلوف ليؤكد للرئيس والمسؤولين بأنهم لن يخسروا كل شيء، فبإمكانهم النجاة من هذه الآلة إذا لجؤواإلى الأنفاق العميقة على حد قوله. وتشير الدراسة الدقيقة لشخصية د. سترانجلوف إلى أنها ترمز لخليط من ثلاث شخصيات: هنري كيسنجر، العالم السياسي الذي كتب عن استراتيجية الردع النووي، وإدوارد تيلير، العالم الكبير الذي قام بتطوير القنبلة الهيدروجينية، وورنرفون برون، العالم الألماني الذي يُعد شخصية هامة وبارزة في مجال تكنولوجيا الصواريخ. وعلى الرغم من ذلك، فإن التعليق على هجوم كوبريك الساخر على السياسات الأمريكية والروسية بشأن المخزون الاحتياطي من الأسلحة النووية والانتقام المدمر يحتاج إلى دراسة متأنية، هذا وقد مست المسرحية الوتر الحساس لدى الأمريكيين ضد المعتقدات الراسخة والمقدسة لاستراتيجيات الدفاع الأمريكي وخاصة بعد أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، وعندما أصبح من الممكن القضاء على الأسلحة النووية صارت رغبة الشعب الأمريكي متزايدة لمعرفة مدى اعتماد البلد على الأسلحة النووية.
| 
