في مثل هذا اليوم من عام 1942، وقعت بريطانيا وروسيا على اتفاق مع إيران يكفل حماية إيران أثناء إنشاء «ممر فارسي» لقوات التحالف وهو عبارة عن طريق إمداد من الغرب إلى روسيا.
وفي بداية الحرب تعاونت إيران مع ألمانيا عن طريق تصدير الحبوب لدول المحورمقابل تبادل الفنيين، لكن دول الحلفاء كانت تنظر إلى إيران على أنها مصدر هام للبترول وأنها تحتل موقعاً متميزاً لنقل مواد الحرب الغربية شرقاً إلى روسيا.
وفي 25 أغسطس 1941، قامت القوتان المتحالفتان بغزو إيران (التي كان رئيس الوزراء وينستون تشرشل يفضل أن يُطلق عليها اسم «فارس»، حتى لا يصير هناك اتحاد بين «إيران» و«العراق»)، وفي غضون أربعة أيام نجحت قوات التحالف في السيطرة على إيران.
وفي 16 ديسمبر تنازل الشاه عن الحكم وتولى ابنه محمد الذي يبلغ من العمر 23عاماً الحكم ومرر في البرلماني الإيراني اتفاقية التحالف مما أعطى لقوات التحالف الحرية في نقل الإمدادات عبر البلاد ومنحهم ما يريدونه من إيران من أجل تحقيق النصر.
كما تعهد الشاه الجديد «بعدم تبني أي موقف معارض للحلفاء في علاقاته مع الدول الأجنبية»، وفي المقابل، حصلت إيران على وعد بالحماية من غزو دول المحور وضمان مغادرة قوات التحالف للأراضي الإيرانية في خلال ستة أشهر من انتهاء الحرب، ثم بدأ التحالف يضعف عندما قام السوفيت بشراء كمية كبيرة جداً من المحصول الإيراني للحبوب مما تسبب في نقص الخبز واندلاع أعمال الشغب في الشوارع، ثم قامت قوات التحالف بقمع الثورة وأرسلت الولايات المتحدة سفن مليئة بالحبوب لتعويض الخسائر، وعندئذٍ حاول الاتحاد السوفيتي إثارة الشعب للإطاحة بالشاه وذلك عن طريق دعم حزب الجماهير الذي كان السوفيت يعتقدون أنه سيكون أكثركرماً في تقديم تنازلات خاصة بالنفط، ونجح الحزب لفترة مؤقتة في السيطرة على شمال إيران في ديسمبر عام 1944.
وعندما انتهت الحرب، بدأت قوات التحالف في مغادرة إيران كما وعدت ، لكن قوات الاتحاد السوفيتي بقيت هناك، وتم تقديم شكاوى للأمم المتحدة ومارست الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطا على روسيا من أجل الانسحاب حيث ان ذلك كان انتهاكاً لأحد شروط اتفاقية التحالف، وفي النهاية بدأ السوفيت في الانسحاب من إيران في1946، لكن أثناء انسحابهم استمروا في دعم المزيد من الثورات الدموية بين حكومة الشاه وبين حزب الجماهير الذي لقي هزيمة نكراء في ديسمبر عام 1946 عندما أعلن الشاه الأحكام العرفية.
|