اطلعت على مقالة الأستاذ سلمان بن محمد العمري في زاويته الاسبوعية رياض الفكر والتي كانت بعنوان الإساءة إلى الوالدين ظاهرة عقوق وأنا أو هو وأي كاتب آخر يخوض في هذا المضمار لم نطرق الباب وحدنا ولم تبك مشاعرنا ألماً لمثل هذه الظواهر العجيبة من العقوق أو نكران الجميل ولكن حتى نهاية هذا ا لحرف لم نعطه حقه.. ولعل أخي سليمان حينما استهجن أخبار العقوق التي تتناولها الصحف وطريقة صياغتها يكون له مدخل متميز ولو تمكنا لأشعلنا الأحرف وكل مفردات اللغة حتى نعطي هذا الأمر حقه في الاستنكار والاشمئزاز ولكننا نخوض مع الخائضين ورب كلمة خرجت من صاحبها يكون لها مفعول السحر فتقع في نفوس أولئك الأبناء العاقين وتغير من مجرى حياتهم ليتداركوا ما تبقى من العمار... ويجب أن نصل إلى مستوى الشجاعة الأدبية التي تجعلنا نعترف يقيناً أن هذه الظواهر من العقوق ليست غريبة في مجتمعنا.. وأن كل ما نجيد عزفه أن نقول تعليقاً على أي خبر فيه إساءة للوالدين أن هذا التصرف شاذ وغريب على مجتمعنا.. أين الغرابة والشذوذ ما دامت الظروف تخدمنا في مثل هذا التعليق؟!! وكل تلك الأخبار التي تطالعنا في الصحف من قتل وتعزير وإهانة للوالدين ليست إلا أخباراً ظاهرة وقعت في يد من يمكنه إظهارها بشكل أو بآخر وربما تعتبر سبقا صحفيا... ناهيك عن كم هائل من الجرائم تجاه الوالدين لم تصل إليها الصحافة ولم يعرف عنها أولئك الذين يتنطعون بالحديث وخلف كل جريمة شنيعة يقولون انها غريبة على مجتمعنا ولم تصدر إلامن الشواذ.. وهؤلاء الشواذ صنع منهم الاعلام (أبطال فرجينيا) وأصبحوا يستحوزون على الصفحة الأخيرة لمالها من أهمية وينالون الشهرة بكل حذافيرها... فقط لأنه أقدم على قتل أمه أو ضرب أبيه.
وبالفعل كما قال أخي سليمان ربما أن هذه الأخبار وطريقة صياغتها تكون دافعاً قوياً لنهج مثل هذه السلوكيات وانتشار هذه الجرائم.. إذا لابد من النظر في صياغة هذه الأخبار أو ان يكون هناك تغطية كاملة للخبر والعقاب الذي ينتظر هذا المجرم حتى يكون رادعاً قوياً لكل من تسول له نفسه أن يقول:
لوالديه (أف لكما)
ثم انني أنادي بانشاء لجنة خاصة لحماية حقوق الوالدين تتفرع من اللجنة العليا لحقوق الانسان وعمل زيارات ميدانية لأسر السجناء والمدمنين والعاطلين عن العمل وكل هذه الاحصائيات يمكن الحصول عليها من مصادرها المعروفة للوقوف على وضع الوالدين والتعرف على مشاكلهم وهل يواجهون ضغوطاً معينة من أولئك الأبناء... حقيقة إنني أتحسر وأنا اقترح مثل هذا الاقتراح وأتمنى أن مثل هذا اليوم لم يأت الذي نطالب فيه بحماية الوالدين من أبنائهم الذين يفترض أن يكونوا من أكثر الناس براً... أقسم إننا الآن في زمن نحتاج فيه إلى مطارق من حديد تعيدنا إلى الحق وننظر ماذا قالت الشريعة؟
فوزية ناصر النعيم - عنيزة |