Thursday 29th January,200411445العددالخميس 7 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دع الحب ينمو بداخلك دع الحب ينمو بداخلك
البندري بنت عبد العزيزي

ما أعذب الحروف عندما تعانق القلوب فتبدو كوردة متفتحة تفيض بأرق الأحاسيس وتنبض بأعذب المشاعر في أجمل لحظات ربيعها معطرة الكون بنسمات شذا عطرها. وبالحب تبدو الحياة أجمل من جمالها وأبهى من بهائها وأشرح من انشراحها. ما أعذب الحروف عندما تنساب كشلال عبر شرايين القلب حيث المشاعر النابضة تأخذ من الرقة عذوبتها ومن الصدق نقاوته إنها تخرج من القلب للقلب دون واسطة! وأحب الناس من نُسكنه القلب ومن سكن القلب فقد استحوذ على كل المشاعر التي أثمرت عن محبة صادقة متجددة وعميقة الجذور، تكبر ولكنها لا تشيخ، ولا تستطيع الظروف ان تضع أمامها الحواجز، فمع كل حاجز يزداد الشوق وتكبر المحبة. إن المشاعر الصادقة تنمو كالحدائق الغناء، ولحظات التواصل نهر يجري ليرويها من فيض أحب وفي حياتنا كم نحن بحاجة للمشاعر الصادقة التي تثمر عن العطاء والوفاء. إنها النبتة عندما نهملها تذبل فتموت. إن سمة الإنسان المحب الوفاء وأسعد ما يسعد المحب ان يجد صدى في قلوب محبيه. إن وحدة المشاعر أعظم من وحدة المكان. قد تكون وحيداً في مكان ما وأنت بعيد عن أحبتك ولكنهم قريبون منك وأنت قريب منهم وإن فارقوا المكان ولكنهم في القلب معك في كل مكان وملء سمعك وبصرك إذاً لست وحيداً بمشاعر أحبتك وبمشاعرهم في داخلك بل تشعر أنك أكثر قرباً منهم لحظة قربك منهم وفراقك لهم. وعندما تكون وحيد المشاعر لا تحس بجمال الحياة وتبقى سجين وحدك، تغير الزمان أو المكان. المشاعر لغة لا تكتب وإن كتبت تبقى مجرد رموز بسيطة لا تعبر عما في دواخل النفس ولكنها سر جمال الحياة. إن ما يميز الإنسان قلب يخفق بالحب، الحب الذي لا يعرف لغته سوى المحبين. إن أصحاب القلوب النابضة بالمودة هم سادة القلوب فدع الحب ينمو معك وينغرس في داخلك. أيقظ مشاعرك وأحاسيسك من سباتها ليستشعرها من معك فلا يحرك المشاعر. سوى المشاعر مشاعر القسوة والغلظة تلغي إنسانية الإنسان. إن من يتجاهل مشاعر محبيه كمن ردم بئر ماء فتحول بستانه من جنة وارفة الظلال طيبة الثمار إلى صحراء جرداء قاحلة موحشة مفزعة جلبت له الوحوش الضارية. ولحظة الإحساس بقيمة محبيه تجلت في لحظة فقدان الأمان وبعد فوات الأوان في لحظة أنانية وجفاف وقسوة أجدبت البساتين وتحوّلت إلى صحارى. قاحلة إنها بحاجة إلى الحب لتعود إليها الحياة من جديد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved