تحركات صغيرة للسلام دفعت إسرائيل لارتكاب مذبحة بشعة في غزة ومن ثم انطمس كل أثر لتلك التحركات السلمية لأن إسرائيل غير قادرة ولا راغبة في التعامل مع السلام.
وغداة وصول وزير الخارجية المصري إلى رام الله واجتماع مسؤول أمريكي مع إسرائيليين تحركت دبابات إسرائيل لتقتحم مدينة غزة وتبدأ مأساة جديدة تمثلت في مذبحة راح ضحيتها على الأقل ثمانية شهداء وعشرات الجرحى وهكذا لم يعد هنالك معنى لكل تلك التحركات وهذا ما قصدت إليه إسرائيل من خلال تفجير الأوضاع لكي لا يبقى هناك ما يمكن التباحث حوله.
وتركزت مهمة الوفد المصري على إمكانية تحريك جهود السلام بما في ذلك محاولة إحياء فكرة الهدنة كمبادرة فلسطينية تستهدف التهدئة لتوفير أجواء مناسبة تعيد قدراً من الثقة للتحرك نحو السلام.
غير أن السلام الذي ينطوي على الحق والعدل واستعادة الأراضي وإزالة المستوطنات وإزالة هذا الجدار العنصري هو سلام لا يتفق مع العقلية الإسرائيلية العدوانية والمتكبرة والمزهوة بقوتها التسليحية المتفوقة.
وتنظر إسرائيل إلى الطرف الفلسطيني نظرة احتقار ولهذا فهي تستكثر عليه أن يستعيد حقوقه وأرضه وأن يحصل على الوضع اللائق بشعب حر كريم
والشعب الفلسطيني هو شعب حر وكريم حتى لو أرادت إسرائيل غير ذلك وهو يعبر يومياً عن توقه للانعتاق من هذا الاحتلال كما يلقن إسرائيل دروساً مستمرة عن العزة والكرامة من خلال تقديم نفسه فداءً لحريته وكرامته من خلال العمليات الفدائية والاستشهادية.
وإذا لم ترغب إسرائيل في الاعتراف بذلك فإن المجتمع الإنساني ينبغي أن يلفت نظرها إلى أنها تخالف كل الأعراف الإنسانية إذا رأت أنها تتفوق على الآخرين.. والمهمة هنا هي مهمة الدول الكبرى التي ينبغي عليها أن ترتقي إلى مستوى التعامل الإنساني الراقي وتلفظ هذه التراهات التي تتبجح بها إسرائيل لكي تميز نفسها عن الآخرين.
|