*مكة المكرمة - بعثة الجزيرة:
أشاد معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالجهود العظيمة التي تبذلها المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -حفظهم الله-, وكذلك بجهود الهيئات والمؤسسات السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام, الذين وفدوا الى الديار المقدسة من كل فج عميق, لتأدية فريضة الحج العظيمة.
وقال معاليه: إن ما قدمته وتقدمه المملكة من خدمات للحجاج بدءاً من وصولهم الى أرض المملكة وانتهاء بأداء فريضتهم, وفر لضيوف الرحمن الأمن والسكينة والسلامة والراحة في أداء نسكهم، و كما يوفر لهم الطمأنينة في عبادتهم حتى يعودوا إلى بلدانهم وقد أدوا حجاً مبروراً.
وأضاف معاليه: إن الحجاج الذين استضافتهم رابطة العالم الإسلامي لأداء الفريضة هذا العام، وفي مقدمتهم ضيوف خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- أثنوا على الخدمات التي لمسوها منذ صولهم لىالديارالمقدسة,كما اشادوا بخادم الحرمين الشريفين، لما يبذله من جهود في سبيل خدمة الاسلام والمسلمين ورعاية بيوت الله وعلى رأسها الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة, وما حصل فيهما من توسعات ومرافق وفرت الراحة للحجاج, وأتاحت الطمأنينة في العبادة, اضافة الى تخفيف وطأة الزحام داخل الحرمين الشريفين, وقال: إن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة يسعدها ان تسهم في خدمة ضيوف الرحمن مشيراً الى ان الرابطة تستضيف هذا العام حوالي خمسمائة حاج, ينتمون الى عدد من البلدان الإسلامية, والبلدان التي تعيش فيها أقليات مسلمة, وأضاف بأن الرابطة أعدت لضيوفها برنامجا ثقافيا حافلا يشارك فيه عدد من العلماء والفقهاء والدعاة وعدد من هؤلاء الضيوف لمناقشة القضايا والتحديات التي تهم المسلمين, بالاضافة إلى تفقيه الحجاج بما يحتاجون اليه لأداء مناسكهم على الوجه الصحيح.
من جهة أخرى أهاب معالي الأمين العام للرابطة بحجاج بيت الله الحرام أن يلتزموا بهدي -النبي صلى الله عليه وسلم- في أداء مناسك الحج, وأن يتقيدوا بالضوابط الشرعية لهذه الفريضة من أحكام المناسك والمحافظة على آداب الحج, مشيراً الى قوله سبحانه وتعالى: (فمن فرض فيهنّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
وقال: إن ضيوف الرحمن الذين توافدوا الى الديار المقدسة ابتغاء مرضاة الله إنما وفدوا من اجل العبادة الخالصة لله سبحانه وتعالى وإفراده بالذكر والدعاء وها هم يستعدون لأداء نسكهم بقلب واحد ونداء واحد, معبرين عن طاعتهم وعبادتهم لله الواحد بعيدا عن الأهواء الشخصية, مشيراً الى انهم يعكسون بذلك وحدة الأمة المسلمة ولقاءها وخيريتها على الأمم مصداقاً لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
وأكد معاليه أن الحج مدرسة للمسلمين تعلمهم وتربيهم على تصفية القلوب وصدق النية والصبر على المشاق والتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم, وأضاف انه عندما يستشعر كل حاج هذه المعاني في قلبه وينفذها بسلوكه, يرجى أن يعود إن شاء الله الى أهله ووطنه بحج مبرور وذنب مغفور, فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.
وفي ختام تصريحه قال معاليه: إن المعاني السامية للحج تعمل على تأصيل المحبة بين المسلمين, والأمة الإسلامية اليوم في أمس الحاجة الى بذر بذور المحبة ونشر رايات التآلف والتآزر وجمع الشتات, لتعود الى صراط الله المستقيم وتعمل وفق منهجه, وهذا بعض من واجبات الحجاج بعد عودتهم الى بلادهم, وقد تخلصت النفوس مما علق بها وتطهرت من أدرانها وأوزارها.
|