* جدة - صلاح مخارش:
أكد الدكتور محمد بن صالح الدربي المدير العام للجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن في المملكة أنه لم تسجل أي حالات مرضية من مرض انفلونزا الطيور في المملكة ومنطقة الخليج عموماً. ولا يدعو الأمر للقلق من سماع الأخبار عن انتشار المرض وما يسببه من عدوى للإنسان. ومعروف أن أجواء الشتاء ورطوبة الجو وتغيرات الطقس خصوصاً هذه الأيام تحمل معها العديد من الفيروسات والبكتيريا والتي يمكن أن تسبب الرشح والزكام والإنفلونزا العادية.
ويقول د.الدربي عن تاريخ المرض:
- يعتبر مرض انفلونزا الطيور من الأمراض التي هددت الدواجن في جميع أنحاء العالم ولمدة قرن من الزمان على أقل تقدير وقد وصفه الباحث العالم (perrocito) في إيطاليا سنة 1875م، حيث كان معروفاً باسم طاعون الدجاج، وتوالت البحوث وتم التأكد من أن هناك عدة عترات من مرض انفلونزا الطيور (AI) تصيب مختلف الطيور والثديات.
يسبب مرض انفلونزا الطيور فيروس ينتمي لعائلة (orthomyxoviridae) مشابه لعائلة مرض النيوكاسل الضاري (ND) والذي ينتمي لعائلة (Paramyxoviridae) حيث انهما يشتركان في كلمة (Myxoviridae) والتي تعني الفيروسات التي تهاجم الأغشية المخاطية أو اللزجة (Slime or mucus membranes) والاثنان يحتويان على البروتينات السطحية، كما أنهما يتشابهان في الأعراض التي تظهر في الدواجن، لذا من الصعب التمييز بينهما بدون التحليل السيرولوجي أو عزل الفيروس.
صنفت فيروسات الإنفلونزا بفحص البروتين النووي والبروتين الأمي إلى ثلاثة أصناف A,B&C الصنف A يصيب الطيور والثديات أما الصنفان A&B يصيبان الإنسان فقط قسم الصنف A من فيروس الانفلونزا من خلال فحص البروتينات السطحية حتى الآن إلى 16 نوعا من (H) و 10 أنواع من (N) والتي تعطي 160 تركيبة مضادة أو عترة حيث تصيب الثديات بما فيها الإنسان والدواجن والطيور الأخرى.
أما عن الانتشار والعدوى فيقول الدربي:
- يتكاثر فيروس انفلونلزا (AI) عن طريق التناسخ (Replication) في الخلايا الظاهرية للجزء العلوي من الجهاز التنفسي والامعاء ومن ثم يطرح الإفرازات التنفسية والبراز. تصاب الطيور السليمة بواسطة الاستنشاق أو أكل هذه الإفرازات الملوثة تنتقل الإصابة من مزرعة لأخرى عن طريق المعدات، السيارات، الألبسة والأحذية الملوثة بالإفرازات المرضية، ويلعب الهواء الملوث دوراً مهماً في نقل العدوى من مزرعة لأخرى خاصة في مراحل الإصابة المبكرة عندما تكون المزارع قريبة من بعضها، لاتوجد أدلة كافية لانتقال المرض الرأسي لكن البيض المنتج من قطعان يكون ملوثاً بفيروسات الانفلونزا.
ينتقل المرض أيضاً بواسطة الطيور البرية والتي تعمل كمصدر ومستودع لفيروس الإنفلونزا لأنه في إمكانها حمل المرض في الجهاز الهضمي بدون أن تظهر عليها أي أعراض مرضية اكلينيكية واضحة وبالتالي تنشر المرض، حيث اتضح أن هجرة الطيور لها دور كبير في نقل المرض من دولة لأخرى أو من قارة لأخرى.
وعن الأعراض الإكلينيكية للمرض يقول:
- مرض إنفلونزا الطيور من الأمراض التي يمكن أن تكون شديدة الضراوة ومتوسطة الضراوة، كما أن فيروس المرض له القابلية على إحداث تغيرات وراثية تؤدي إلى طفرات وراثية جديدة وبالتالي تؤدي إلى تغيير وبائية المرض، فترة حضانة المرض من ساعات إلى ثلاثة أيام تعتمد على نوع الطيور المصابة, عمرها وشدة ضراوة المرض، حيث من أعراضه:
- التهاب الجهاز التنفسي والتهاب الأكياس الهوائية وسعال وخرخرة.
- التهاب في الجهاز الهضمي وإسهال.
- انخفاض في استهلاك العلف.
- إفرازات في العيون وتورم في الوجه.
- نزول في الإنتاج.
- النفوق في الحالة متوسطة الضراوة يصل إلى 55% لكن يمكن أن ترتفع إلى 50% إذا ظهرت إصابة بكتيرية ثانوية مصاحبة للإصابة الفيروسية، أما في الحالات شديدة الضراوة يحصل موت مفاجىء بدون أعراض ظاهرية وقد تصل الهلاكات 70- 90% وينخفض الإنتاج ليصل صفرا%.
أما عن الأعراض التشريحية: فيقول: إنها تتمثل في:
- احتقان في القصبة الهوائية والتهابات في الأكياس الهوائية، تورم في الوجه والرأس، كسر بيض في الغشاء البرتيني، التهاب في غشاء القلب، نزيف في الجهاز الهضمي والأرجل والرأس، ماء في الرئتين.
ويقع في الكبد، الطحال، وفي بعض الحالات تورم الكليتين.
وعن تشخيص المرض: قال د. الدربي:الأعراض السريرية والتشريحية لمرض الانفلونزا يجب تمييزها عن أعراض الأمراض المشابهة مثل مرض النيوكاسل (ND) والكوريزا والتسمم الدموي وبعض الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، لذا لا بد من إجراءات الاختبارات المصلية وعزل الفيروس وتحديد هويته وذلك مهم جداً حتى يتم تشخيص نوع الفيروس بشكل دقيق وهذا يفيد في تحديد أساليب السيطرة على المرض والقضاء عليه.
|