* رفح - بلال أبو دقة:
لم يسلم الفلسطينيون نساءً وأطفالاً, شيوخاً وشباناً من بطش وقهر جنود الاحتلال الاسرائيلي؛ الذين على ما يبدو لا يكترثون لسفك دماء الأبرياء العزل في فلسطين المحتلة.. المرأة العربية الفلسطينية في الأراضي المحتلة قدمت فلذات أكبادها على ملحم الحرية, ولم تسلم هي الأخرى من بطش أعداء الانسانية.. ليسقط خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن 206 طفلة وفتاة وأم فلسطينية.
الشهيدة منى فايز أحمد اسماعيل (31 عاماً) من مدينة رفح المنكوبة في قطاع غزة؛ لم تكمل خبز الطابون لطفلتها التي لم تتعد سن الخامسة من العمر لطفلها الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره؛ قتلها الجنود الاسرائيليون بدم بارد؛ وهي داخل منزلها في المنطقة المحاذية للشريط الحدودي بين فلسطين ومصر, جنوب مدينة رفح؛ ولم تقتصر فصول تلك الجريمة الاحتلالية على ذلك؛ بل أصيبت شقيقتها منال (29 عاماً)؛ بجراح خطيرة؛ وهي ترقد الآن على سرير المستشفى, وكذلك ابن عمهما أصيب هو الآخر بجراح متوسطة.
بدت تفاصيل الجريمة تتكشف ظهر يوم الأربعاءالماضي 7(الموافق 2004/1/21) كانت الشهيدة وشقيقتهامتواجدتين في كشك صغير مصنوع من الصفيح), مقام بجوار المنزل تخبزان خبزاً في الطابون لأطفالهما كون الشقيقتين قد تزوجتا بابني عمهما؛ فالبيت المتواضع واحد, ولقمة العيش التي يتحصل عليها لآرباب الأسرة الكبيرة بعناء شديد يتقاسمها الجميع.
لم يحم كشك الصفيح جسد الشهيدة ولا شقيقتها ولا حتى ابن عمها من الأعيرة النارية الثقيلة لتخترق رصاصات الاحتلال الجميع؛ لتلقى الشهيد منى حتفها على الفور.
أحمد ابراهيم اسماعيل (30 عاماً), زوج المصابة منال اسماعيل, والذي كان متواجداً مع العائلة في المنزل قال ل(الجزيرة) من مستشفى أبو يوسف النجار الذي ترقد فيه زوجته على سرير المسشتفى: انه سمع صوت اطلاق نار كثيف استهدف المنزل, تلاه صراخ بصوت عالٍ؛ كان مصدره كشك الصفيح, فتوجه إليه؛ ليجد زوجته (منال) وشقيقتها (منى) وابن عمهما (جهاد) غارقين في بركة من الدماء.
وأضاف الرجل العاطل عن العمل قائلاً ل(الجزيرة): المنزل الذي نعيش فيه يسكنه أشقائي الأربعة؛ كل واحد منا يعيش هو وعياله في غرفة واحدة بالاضافة إلى أبنائنا.. كانت الشهيدة منى ترافق أختها منال في كل الأوقات لم تر المسكينة أسرتها المقيمة في منطقة العريش المصرية منذ وقت طويل؛ لأن الظروف الاقتصادية تحول دون ذلك الجميع عاطلون عن العمل..!!
جيران أسرة أبو إسماعيل المنكوبة قالوا في أحاديث متفرقة مع (الجزيرة): إن هذه الأسرة المنكوبة؛ تقتات من مساعدات الجمعيات والمؤسسات الخيرية.. لقد ألمت بهم كارثة؛ شهيدة ومصابة وشاب آخر مصاب؛ ظروفهم الاقتصادية لا تساعدهم على تحمل أعباء ما ألم بهم.
الدكتور علي موسى مدير مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح, أكد ل(الجزيرة): أن المواطنة منى إسماعيل (31 عاماً) استشهدت؛ جراء اصابتها بعيار ناري في الرأس أطلقه عليها جنود الاحتلال في باحة بيتها, وأن شقيقتها منال (25 عاماً) أصيبت برصاصة في الظهر وقد وصفت جراحها بالخطيرة؛ وأن ابن عمها الطفل جهاد خالد إسماعيل (13 عاماً) أصيب هو الآخر برصاصة في ذراعه.
شهود عيان أكدوا ل(الجزيرة): أن قوات الاحتلال احتلت أسطح عدد من العمارات السكنية المرتفعة في المنطقة النار بشكل عشوائي على بيوت المواطنين الفلسطينيين, فيما استخدمت الكلاب في اجراء تفتيشات دقيقة داخل المنازل المتواضعة.
|