Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

14-4-1391هـ الموافق 8-6-1971م العدد 346 14-4-1391هـ الموافق 8-6-1971م العدد 346
بلا عنوان
حضارة الزر الكهربائي

لا يبالغ من يقول ان الحضارة الاوروبية أضحت حضارة كهربائية ومن كان في شك من ذلك، فليتصور لحظة من الزمن، أن ينقطع التيار الكهربائي مدة
شهر فقط!! عندئذ تنقلب المدينة الحديثة رأسا على عقب وتصبح أشبه بالقرون الوسطى!! فلا مصانع ولا نور سوى نور السراج ولا مصاعد في المباني ولا راديو ولا تلفزيون ولا أدوات وأجهزة مطبخية ومنزلية كالبراد والغسالة والمكنسة، ولا هاتف ولا ولا..
ولذلك قد أصاب رئيس المؤسسة الفرنسية حين سمى حضارة العصر بأنها حضارة الزر الكهربائي.
وأسطع دليل على (مستقبل الكهرباء) في السنين المقبلة أن الرئيس بومبيدو شاهد مصنعا ضخما في ضاحية باريس نموذج السيارة الفرنسية الكهربائية، وهي من صناعة (رينو) ويسعها أن تسير مئة كيلو متر بلا حاجة إلى التمون بالطاقة، وتبلغ سرعتها 75 كيلو مترا في الساعة. وغير خفي أن الشأن الاول سيكون للكهرباء لازالة تلويث الجو في المدن الكبيرة.
ومما شاهده رئيس الجمهورية أيضا بين محققات مؤسسة الكهرباء سلك كهربائي له طاقة بنقل تيار عالي التوتر حسب المصطلح العلمي، فان قدرته تبلغ مليون فولت وهو أقدر سلك في العالم ولا بد من الذكر ان أقدر الأسلاك الحاضرة ليس لها طاقة الا بنقل تيار كهربائي قدرته 400 ألف فولت.
ومعروف أن مشكلة الكهرباء الكبرى في الوقت الحاضر ليست مشكلة توليد الكهرباء بل هي مشكلة نقل التيار على المسافات البعيدة، اذ يحصل (تبذير) وخسارة كلما امتدت المسافات، فضلا عن أن التيارات ذات الضغط العالي أو التوتر العالي، قد تشوش البث الاذاعي والتلفزيوني.
ولا بد للعلم من تذليل هذه المشاكل ولذلك تجري الابحاث في هذا الشأن على قدم وساق في مصانع المؤسسة الفرنسية.
ومن المشاريع الاخرى الموضوعة على بساط الاختبار في مكاتب التصميم لدى هذه المؤسسة، تكوين جو كهربائي اصطناعي في المنازل، بحيث يسع أهل المنزل أن ينظموا الحرارة في مختلف حجراته كيفما يحبون، بل يسعهم أن يكبسوا على زر، فيضيء مصباح لامع (ويشمس) الحجرة، وهو ما سماه المهندسون الفرنسيون «الشمس الكهربائية».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved