Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

14-4-1391هـ الموافق 8-6-1971م العدد 346 14-4-1391هـ الموافق 8-6-1971م العدد 346
العودة إلى الدين... ظاهرة جديدة تثير القلق في أروقة الكرملين..!

بدت في الآونة الاخيرة ظاهرة أقلقت المراقبين في الكرملين ممن يرصدون الاتجاهات العقائدية والفكرية داخل الاتحاد السوفياتي تلك الظاهرة هي ازدياد الشعور بالتدين لدى الجيل الجديد والرغبة في العودة إلى المسجد والكنيسة كما تشير إلى ذلك حوادث متفرقة وصغيرة ولكنها عميقة الدلالة على العوامل النفسية والتيارات الفكرية المستبطنة في ضمائر الشعب والتي ربما لم يعلن عنها أصحابها لأسباب كثيرة يعلمها من يمارس الحياة في ظل الشيوعية.
فالشيوعية كمذهب ترى أن الدين لا يتفق معها أبداً فهي تفسر الحياة على أنها ظاهرة طبيعية لا دخل للدين في تفسير أي جانب منها وكل العقائد التي تدور حول مستقبل الإنسان بعد فناء الدنيا أو بعد فناء الإنسان ما هي إلا ضرب من التحذير يجب أن يزول من أدمغة الناس ليعيشوا حياة علمية بعيدا عن الأوهام والخرافات وهي فوق ذلك تقول انها لا تجبر الناس على ترك التعبد وممارسة الطقوس الدينية ولكنها من جانب آخر تترك الحرية للآخرين ليهاجموا أي اتجاه ديني وأي متدين مما يجبر المتدينين على ممالأة هذا الاتجاه ليعيشوا في مجتمع لا يعترف بالدين في أي جانب من جوانب الحياة الاجتماعية.
وهي بهذا تضرب بواسطة تنظيماتها المحلية مثل منظمات الشباب وفروع الحزب الشيوعي وتكتلات العمال والفلاحين بطريقة أكثر فعالية.
ولكن حادثة بسيطة وهي أن اثنين من العلماء الشبان وخطيبتيهما في مدينة (كييف) عقدوا قرانهم في الكنيسة فقط فقامت الدنيا ولم تقعد بعد لأن هذا الحادث قد يؤدي إلى ردة فعل في صفوف الجيل الجديد الذي يجب أن يتخلص من كل اثر للدين ولا مانع من احتمال بقايا الجيل القديم الذي عاش قبل الثورة البلشفية إلى أن يغنيى بعوامل مشروعة، وغير مشروعة عندما يستلزم الأمر!
ولعل في هذا ما يؤكد فشل الحملات التي تتشكل بها الحملات اللا دينية للقضاء على الدين كجزء من حياة الانسانية هو أسمى ما عرفت ولا يزال مفتاح السعادة وميزان انتظام الحياة على هذا الكوكب الذي يقف الآن على حافة الدمار بما يحمله من أثقال الادوات المدمرة.
ويؤكد أيضا فشل ما يسمى بالمذاهب والمعتقدات الأرضية في الحلول محل دين الله لأن الانسان الذي يؤمن بالدين من صنع الله ولم يستطع الانسان أن يصل بعد الى اكتشاف سر الحياة مبدأ ونهاية فهو أعجز عن أن يصنع عقيدة تطاول العقيدة الالهية وقد مضت في التاريخ حركات كثيرة تحاول هدم الدين والانحراف بالانسان إلى غير الطريق الرباني السوي ولكنها باءت بالفشل وان الانتصار المؤقت في دفع جماعات من البشر إلى طريق آخر وهو ما يتصوره فلاسفة هذه المذاهب على أنه نجاح في احلال المذاهب الارضية محل الديانات السماوية لهو ضرب من الخداع لا يلبث أن يزول.
ولكن على المؤمنين في شتى أرجاء المعمورة أن يحزموا أمرهم وعلى المسلمين منهم وهم أصحاب العقيدة السليمة الباقية ان يتدبروا أمرهم مليا لأن أعداءهم لن يتركوا لهم حرية التعبد ان غلبوهم على أمرهم واحتلوا ديارهم فقد أبيد المسلمون من الأندلس بيد جماعات من الناس كان الصليب على صدرها والانجيل في يدها فليس بغريب أن تأتي حملة أخرى من جماعات لا تحمل حتى صليبا ولا انجيلا وانما تحمل في هذه المرة منجلا ومطرقة!!

«عن جريدة البلاغ»


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved