Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جاء يبحث عن وظيفة فوقع في الفخ جاء يبحث عن وظيفة فوقع في الفخ
سارق الجوال كاد أن يدفع حياته بسببها!!

بينما كنت أتصفح عدد الجزيرة رقم (11438) الصادر يوم الخميس الموافق 30/ 11/ 1424هـ أحزنني كثيراً الموضوع المنشور بالصفحة الخامسة والذي جاء على أربعة أعمدة وتحت عنوان: (شاب يقفز من الدور الثالث للحاق بهاتفه الجوال المسروق)..وفي حيثيات وسياق الخبر (أن شاباً في الثلاثين من العمر أقدم على محاولة سرقة هاتف جوال ولكن المحاولة تحولت إلى ما يشبه انتحار, حيث قفز هذا الشاب بنفسه من الدور الثالث بعد أن انكشف أمره, مع الاشارة إلى أن الشاب - كما جاء في الخبر - دخل إلى مقر شركة مقاولات بأحد المجمعات التجارية في الدمام يسأل عن وظيفة شاغرة, لكن محاسب الشركة شك في أن هذا الشاب هو الذي قام بسرقة هاتف جوال السكرتير قبل شهرين.. واتفق السكرتير والمحاسب - بالاشارة كما أورد المحرر - أن يقدما له الطعم الذي يكشفه وذلك بأن خرج السكرتير من المكتب تاركاً هاتفه الجوال على الطاولة.
وبعد فترة اتصلا بالجوال فوجداه مغلقاً ودخلا المكتب مع مجموعة من الموظفين وحين أحس الشاب أن أمره انكشف قفل باب المكتب وهو يصرخ وهدد بالقفز من (البلكونة), لكن الموظفين بقيادة المحاسب والسكرتير كسروا الباب ولم يكن هناك خيار أمام هذا الشاب إلا القفز على طريقة أفلام الأكشن (كجلمود صخر حطه السيل من علٍ) ليصطدم بالأرض ويصاب بكسور متفرقة في أنحاء جسمه وينقل لمستشفى الدمام المركزي ..) انتهى الخبر. وهنا لي عدة ملاحظات وتعليقات حول الطريقة والحيلة التي قام بها المحاسب والسكرتير للايقاع بالشاب وذلك بوضع جهاز جوال على الطاولة كنوع من الطعم حتى يختبران الشاب في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون هناك اختبار للوظيفة .. فهدف الشاب كان البحث عن عمل وليس عن السرقة .. ثم ما الذي يمنع السكرتير والمحاسب من مواجهة الشاب أو الاتصال بالجهات الرسمية طالما أنهما يشكان في أنه هو الذي سرق السكرتير قبل شهرين ..؟! ومهما كانت مبررات السرقة هنا ودوافعها غير المقبولة دينياً واجتماعياً وأخلاقياً إلا أن قيام السكرتير وبمباركة من المحاسب في الشركة بهذا الأسلوب الرخيص واستغفال الناس بالباطل واجبار هذا الشاب على السرقة.. هو عمل يحمل من السوء الشيء الكثير وغير مقبول البتة ولاسيما أنهما سكرتير ومحاسب لشركة مقاولات رائدة في المجال العقاري.. مما قد يدفع بكثير من الناس إلى تجنب التعامل مع هذه الشركة لأن لموظفيها حيلاً وطرقاً للايقاع بالآخرين دونما أي اعتبارات إنسانية للشباب مما أجبر هذا الشاب على السرقة ويقع أمام خيار الهروب والقفز الانتحاري.. ومن الطبيعي جداً أن يحاول هذا الشاب السرقة, فالإنسان قد يكون عرضة لحالات ضعف أمام ما يعانيه من ظروف وحاجة للمال وعوامل أخرى قد لا نعلم عنها شيئاً.. ولعل خيار القفز هو الخيار الوحيد بعد أن قام السكرتير والمحاسب مع مجموعة من الموظفين بطرق الباب وكسره مما جعل الشاب يخاف على نفسه من هجومهم عليه لأنهم لم يتركوا له خياراً آخر ..؟!!
والسؤال هنا لماذا لم يتنبه السكرتير إلى سرقة جواله إلا من خلال المحاسب وظل لأكثر من شهرين يتذكر ملامح السارق رغم ان الجهاز ليس جهازه.. ؟!
إن ما قام به المحاسب والسكرتير واجبارهما الشاب على أن يسرق بعد أن نصبا له كميناً ووضعا له الفخ محبوك السيناريو .. لا بد أن يجدا الرادع المناسب, فهما يتحملان نسبة عالية وكبيرة فيما تعرض له هذا الشاب من كسور ورضوض وكدمات, بل وكادا ان يتسببا في قتله .. فقد كان من الأولى بهم ان يواجها الشاب بما كانا يشكان فيه وابلاغ الجهات المختصة لتتولى التحقيق بدلا من قيامهم بالحيل وتوفير فرص ذهبية للسرقة فالسرقة هنا كانت مدبرة, فدافع السرقة لم يكن موجودا لدى الشاب الثلاثيني .. مما يذكرنى بفيلم فريد شوقي جعلونى مجرماً ..!!
فالفرق بين ما قام به الشاب من سرقة للأسف وما قام به المحاسب والسكرتير أنهما جعلاه سارقا وهو جاء يبحث عن وظيفة ولكنهما تسببا له بهذه الحيلة في إقامة مفتوحة في المستشفى المركزي مدفوعة التكاليف وربما اعاقة أو شلل مما يتطلب الأمر ان يحاسب كل من تسبب في هذه المأساة التي تعرض لها الشاب بما فيهم الشاب نفسه

محمد حجيل الخبر


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved