Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تفتقد كل الخدمات الضرورية تفتقد كل الخدمات الضرورية
حصامة المحازرة (تعتزل) المدينة وتغوص (رغماً عنها) في البدائية
الطرق الوعرة باتت (مقبرة) للحوامل.. و(الكيروسين) بالكاد يضيء المنازل

  * متابعة وتصوير - علي يحيى الراجحي:
يعاني سكان وقاصدي قرية حصامة المحازرة بجازان والواقعة في أعالي جبال السراة وإلى الشمال الشرقي من محافظة المسارحة والتابعة إدارياً لمركز الخشل من صعوبة التنقل منها وإليها، حيث يربطها بمحافظة المسارحة طريق جبلي وعر وشاق بطول 40كلم ينحدر عبر أودية سحيقة ويتدلى عبر الجبال الشواهق ويستغرق قاصدها للوصول إليها ساعة كاملة بينما يصلها بمركز الخشل طريق جبلي بطول عشرين كيلومتر وهو لا يقل وعورة عن الطريق الأول ولا يتم الوصول إليها إلا من خلال السيارات القوية والكبيرة ذات الدفع الرباعي بينما تقف المركبات الصغيرة عاجزة عن الوصول إلى موقع القرية المعروف بعزلته ووعورته.
ويعيش أهالي هذه القرية حياة بدائية بسيطة لا أثر فيها على الاطلاق لحياة المدينة أو ملامح التحضر، فالسواد الأعظم فيهم لازالوا يستخدمون الحمير في التنقل ويعتمدون على الزراعة وتربية المواشي ويستخدمون الكيروسين لأغراض الاضاءة وأعمال الطهي ويسكنون في بيوت متهالكة يلفها الظلام ليلا عدا قلة قليلة منهم ممن سمحت لهم ظروفهم المادية المحدودة بشراء مولدات صغيرة لأغراض الاضاءة وتملك سيارات كبيرة وقديمة لأغراض التنقل كما خصص أهل القرية غرفة صغيرة بمساحة 3 \ 4م2 مسجدا لأداء الصلاة وهو مسجد صغير يفتقد إلى السجاد وإلى الاضاءة والتهوية ويضيق بالمصلين في كثير من الأحيان غير أن معاناة أهالي حصامة المحازرة لا تقتصر على عدم وجود الكهرباء والطرق المعبدة بل تشمل انعداما كليا للخدمات الصحية والبلدية والهاتفية والمياه الصالحة للشرب إلى جانب غياب وسائل الاتصالات بما في ذلك الجوال.
(الجزيرة) كان لها جولة ليلية في هذه القرية وقد كانت نقطة انطلاقنا من محافظة المسارحة بعد صلاة العصر على متن سيارة لاندكروزر وعبر ذلك الطريق الوعر والشاق الذي يربط المسارحة بالقرية وبطول 40كلم، وقد استغرق خط سيرنا زهاء الساعة ولم نصل إليها إلا بعد غروب الشمس وقد أرخى الليل سدوله عليها فبدت لنا منازل صغيرة متهالكة يلفها الظلام وقد التقينا في جولتنا بالمواطن احمد عبده محزري من أهالي القرية والذي أوضح بأن الأهالي يعانون أشد المعاناة من جراء عدم وجود طريق معبد يربطهم بمدن ومحافظات المنطقة وهم يواجهون صعوبة بالغة في التنقل من وإلى سكناهم كما ان القرية تنعزل انعزالا كليا مع هطول الأمطار وانهمار المياه من أعالي الجبال الواقعة على جنبات المنازل والبيوت واضافة إلى ما تسببه تلك المياه من إصابات وأضرار مباشرة لعدد من المنازل والتي أصبح بعضها آيلاً للسقوط من جراء تلك الأمطار هذا ويضيف المواطن محزري ان الزراعة وتربية المواشي يمثلان الدخل المعيشي الأساسي لغالبية أهالي القرية مشيرا إلى احتياج الأهالي وبشكل عاجل للكهرباء ومركز للرعاية الأولية ومشروع للمياه الصالحة للشرب خصوصا مع عدم استطاعة الكثير من الأهالي للانتقال إلى مركز الخشل أو المحافظات البعيدة بفعل وعورة الطريق وقلة الإمكانات والحيلة. من جانبه ناشد المواطن جابر بن محمد محزري من أهالي القرية وزارة المواصلات ووزارة الشؤون البلدية والقروية بضرورة الاسراع في العمل على ايجاد طريق معبد يربط القرية بمركز الخشل أو محافظة المسارحة بما يسهم في ايجاد حل عاجل لمعاناة الأهالي، كما طالب وحدة كهرباء الخشل بسرعة ايصال التيار الكهربائي للقرية خصوصا وان خطوط الضغط العالي لا تبعد كثيرا عن القرية.
من جانبه قال المواطن أحمد خلوفة إن الأهالي في حصامة المحازرة بحاجة ماسة إلى مد يد العون من المحسنين والجمعيات الخيرية والمسؤولين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتحسين الحياة المعيشية لأهالي القرية والذين يعيش السواد الأعظم منهم حياة معيشية بدائية وبسيطة وهم بحاجة إلى مساعدات مالية عاجلة بما يسهم في رفع المستوى المعيشي لهم. وناشد المواطن علي بن حسين محزري أهل الخير والمسؤولين في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد بالإسراع في تشييد جامع يستوعب أعداد المصلين والذين ضاق بهم المسجد الصغير القائم حاليا.
وألمح المواطن محمد بن علي محزري إلى تفاقم معاناة الأهالي من عدم وجود مركز للرعاية الأولية حيث يضطر المرضى للسير مسافة عشرين كيلومترا عبر طريق جبلي وعر للوصول إلى مركز الرعاية الأولية بالخشل ويضطر المرضى المحولون إلى المستشفى السير مسافة ستين كلم للوصول إلى مستشفى صامطة العام باعتباره أقرب مستشفى لهم، مشيراً إلى ان عددا من الحوامل قد لقين حتفهن وهن في الطريق إلى المستشفى خصوصاً مع وعورة الطريق وتعذر وجود وسائل المواصلات في غالب الأحيان. وناشد محزري المسؤولين في وزارة الصحة بالإسراع في تأمين مركز للرعاية بقريتهم والعمل على تشييد وتجهيز مستشفى عام بمركز الخشل باعتباره موقعا متوسطا للتجمعات السكنية المحيطة والمعروفة بكثافتها السكانية والبشرية.
وبعد فهذه حصيلة جولتنا الميدانية التي قمنا بها في قرية حصامة المحازرة والتي تعد حالة فريدة من نوعها في جازان نظرا لما يعانيه الأهالي من انعدام كلي للمرافق الخدمية بها والأمل قائم إن شاء الله تعالى في تحرك الجهات المسؤولة وبشكل عاجل لوضع حد لما يعانيه المواطنون هناك جراء عدم وجود طرق معبدة وخدمة بلدية إضافة إلى حاجتهم الماسة والملحة لمركز الرعاية الأولية ومشروع للمياه وآخر للكهرباء والاتصالات إلى جانب أهمية الاسهام في رفع الحالة المعيشية للأهالي عبر الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved