Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

توصيات مؤتمر مكة المكرمة الرابع توصيات مؤتمر مكة المكرمة الرابع
مطالبة قادة الأمة الإسلامية بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية
دعوة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى متابعة إنشاء محكمة العدل الإسلامية

* مكة المكرمة - عمار الجبيري - عبيد الله الحازمي:
اختتم مؤتمر مكة المكرمة الرابع الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من الثاني حتى الرابع من الشهر الحالي فعالياته يوم أمس وذلك بإصدار عدد من التوصيات حيال ما تم طرحه من أبحاث وأوراق عمل تتعلق بموضوع المؤتمر (الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات) حيث تمخض عن المؤتمر التوصيات التالية:
دعوة رابطة العالم الإسلامي إلى مطالبة قادة الأمة في مختلف بلاد المسلمين بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في حياة الأمة ودعوة المسلمين وقادتهم إلى العمل على تحقيق الاخوة الإسلامية وتوحيد صفهم ودعوة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى متابعة إنشاء محكمة العدل الإسلامية ودعوة قادة المسلمين لإعداد العدة للدفاع عن شعوبهم وأوطانهم ولا سيما ان اسرائيل تعمل على امتلاك أحدث التقنيات العسكرية وتمتلك ترسانة نووية كبيرة وتشن الغارات على جيرانها.
وأكد المؤتمر على حق الشعب الفلسطيني في تمسكه بأرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس, مشيداً بإصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن أرضه والمسجد الأقصى المبارك وأكد حقه الشرعي في المقاومة والكفاح لتحرير أرضه.
وناشد المؤتمر الهيئات الدولية ومحبي العدل والسلام الوقوف في وجه العدوان الظالم وحذر من خطر ترسانة الأسلحة النووية التي تمتلكها اسرائيل وخطورتها على السلام في المنطقة وفي العالم أجمع. وأوصى المؤتمر رابطة العالم الإسلامي بنقل هذه القرارات إلى هيئة الأمم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان ومطالبتها بالسعي الجاد عبر المؤسسات الدولية إلى إزالة هذا العدوان ومنع الممارسة العدوانية ضد شعب فلسطين وتهديد أمن الشعوب الإسلام.
ودعا المؤتمر إلى دعم الشعب العراقي والحفاظ على وحدته وتأكيد حقه في الاستقلال وحكم نفسه بنفسه وتقديم المساعدات الإغاثية له لتخفيف معاناته وابعاده عن الفتن وحمايته من الفئات المعادية المغرضة التي تسللت إلى أرضه وفيها مؤسسات تنصيرية وأخرى صهيونية . ورأى المؤتمر الاهابة بشعب العراق ان يتقي الله ويلتزم بإسلامه وواجبات الاخوة الاسلامية ويحرص على وحدة البلاد ويبتعد عن أسباب الفرقة وتكوين وفد اسلامي لزيارة العراق واللقاء بالقيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية بهدف تحديد وسائل إنقاذ العراق وإعداد تقرير بذلك وتقديمه إلى قادة الدول والمنظمات الإسلامية والدولية.
ونبه المؤتمر إلى ان من أعظم التحديات التي تواجه الأمة ثقافة العولمة التي تتضمن ما يتناقض مع الإسلام وتشجع على ارتكاب المحرمات باسم الحرية إلى جانب التدخل في المناهج الثقافية والتعليمية والارشادية في البلدان الاسلامية , كما نبه إلى خطر الانحراف الثقافي الذي أدى إلى وجود تيارات بعضها مفرط مغال وبعضها مفرط متهاون. وأوصى المؤتمر الرابطة والمنظمات الإسلامية بالحذر من التعامل مع ظاهرة العولمة وضرورة التعاون مع المؤسسات الثقافية والدعوية ووزارات الثقافة في البلدان الإسلامية لحماية الأمة من سلبياتها والتحذير من تدخل أي جهة أجنبية في خصوصيات الأمة وقضاياها الدينية والثقافية وجمعياتها ومؤسساتها الدعوية والثقافية والخيرية والكتابة بذلك إلى الوزارات والجهات المختصة في البلدان الإسلامية ودعم المنظمات الاسلامية العاملة في مجالات الدعوة والتعليم والثقافة ولا سيما هيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي وحثها على التنسيق بين الهيئات والمؤسسات والمجامع والكليات الإسلامية التي تعمل في هذا المجال ودعوة المنظمات والجمعيات والمراكز الاسلامية في العالم للاستفادة من إصداراتها المتنوعة في تعريف الشعوب باعجاز القرآن والسنة وجذبهم إلى هذين المصدرين والتحذير مما تقوم به بعض الجهات المعادية من ضغوط للتأثير على مسيرة التعليم الديني في بعض المجتمعات الإسلامية تحت حجج ومزاعم مختلقة ودعا المؤتمر الدول الإسلامية إلى الوقوف أمام هذه المحاولات وطالبتها بالتوسع في التعليم الديني وتنشئة الأجيال المسلمة على الكتاب والسنة وفق المنهاج الوسطي للإسلام وأكد على ان يكون أي تطوير للمناهج التعليمية مرتكزاً على مصلحة الإسلام والمسلمين وبمبادرة إسلامية مستقلة عن أي تأثير خارجي.
وأكد المؤتمر على ضرورة اتخاذ الوسائل المساعدة في مواجهة التحديات الثقافية ودعا الرابطة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ورابطة الجامعات الإسلامية الى وضع مشروع إسلامي ثقافي مشترك يسهم في مواجهة التحديات الثقافية التي تعاني منها الأمة.
وطالب المؤتمر الرابطة والندوة العالمية للشباب الإسلامي بالتعاون في إنجاز عقد مؤتمر مشترك لتحديد المشكلات التي تحيط بالشباب المسلم الذي داهمته تيارات العولمة الاجتماعية والثقافية وتقديم الحلول لمعالجة المشكلات المستجدة ووضع برنامج تثقيفي يعالج جهل كثير من الشباب المسلم بأصول دينه وقواعد وسطية الإسلام والاعتناء بالشباب من خلال المؤسسات والمراكز والجمعيات الإسلامية في العالم وتنفيذ البرامج المتنوعة التي تنمي مواهبهم وتساعدهم على خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم ودعوة المؤسسات الاقتصادية الإسلامية للمشاركة في مؤتمر مشترك تقيمه الرابطة والندوة العالمية للشباب الإسلامي لمعالجة مشكلة البطالة ووضع الحلول لها.
وأعرب المؤتمر عن قلقه العميق للحملات الظالمة المناوئة للإسلام في مؤسسات الإعلام العالمي.
ودعا إلى ان يرتقي إعلام الأمة المسلمة في أدائه وان يبدع في عرضه وان يوطد أسباب التعاون والتنسيق بين مؤسساته وان يجتهد ويجد في تفنيد المقولات التي تروجها الحملات الجائرة . ودعا الرابطة والمنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية ومؤسسات الإعلام إلى التعاون في تنفيذ المشروعات الإعلامية الضرورية مؤكداً على أهمية متابعة وضع استراتيجية إعلامية موحدة لتحسين الخطاب الإعلامي الإسلامي وتوجيهه إلى ما يخدم مصالح المسلمين وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات لرصد ما ينشر عن الإسلام والمسلمين والقيام بحملات إعلامية من أجل إرساء قواعد للتفاهم المتبادل بين المسلمين وغيرهم والتنسيق بين المنظمات الإسلامية في الخارج سعياً لكسب ثقة شعوب تلك الدول وتنشيط مركز الرصد الاعلامي الذي أسسته الرابطة ودعمه والتصدي للكتاب والصحفيين الذين يخرجون عن نطاق الموضوعية وأداب الكتابة وقواعد السلوك المتحضر والرد على مزاعمهم الباطلة بأسلوب موضوعي ورفع دعاوى قضائية ضدهم اذا لزم الأمر, وان تدعو الرابطة إلى تقويم ذاتي لأداء المنظمات والاتحادات الاعلامية في العالم الإسلامي للتخلص من حالة الرتابة وأزمات التمويل والخروج عن أهدافها.وقدر المؤتمر ميلاد الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام تحت مظلة الرابطة وأشاد بالأهداف التي تضمنها نظامها الأساسي ودعا الرابطة الى دعمها ومساندتها ودعا المؤتمر الهيئة الاسلامية العالمية للاعلام إلى إصدار ميثاق للاعلام الاسلامي يناسب المرحلة الحالية ويتضمن الرؤى الاسلامية في مواجهة التحديات ومعالجة آثارها وتعميمه على وزارات الاعلام والمؤسسات الاعلامية والاعلاميين الاسلاميين وحث المؤتمر رجال الأعمال المسلمين على الاستثمار في وسائل الاعلام والاستفادة منها في الوصول إلى عقول الآخرين وافهامهم بما يخدم الاسلام.
وأوصى المؤتمر بان تتعاون الرابطة والبنك الاسلامي للتنمية في وضع مشروعات أنظمة مالية وعرضها على مجامع الفقه واستصدار موافقة الجهات المعنية عليها ودعا المؤتمر الى ان تطالب الرابطة الدول الاسلامية بتخفيف القيود على حركة السلع بينها والسعي الجاد لوضع صيغة للتعاون الاقتصادي الاسلامي تشمل اتحادا جمركيا وسوقا مشتركة واتحادا اقتصاديا وتشجيع الاستثمارات الاسلامية في تنمية البلدان الاسلامية والتوسع في انشاء المصارف الاسلامية وتقديم الدعم لها .
وأشاد المؤتمر بجهود البنك الاسلامي للتنمية في انشاء الهيئة العالمية للوقف ودعا رجال الأعمال المحسنين للتعاون معها ودعمها كما دعا إلى إنشاء الهيئة العالمية للزكاة.
وطالب المؤتمر الدول والمنظمات الاسلامية الرسمية والشعبية بالتعاون لمعالجة أنواع الخلل في حياة الأمة الاسلامية والسعي لإصلاح حالها مطالباً كلا من منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي بالسعي لدي حكومات الدول الاسلامية من أجل تحقيق التضامن والتكامل بين الدول الاسلامية والحرص على احترام اخوة المسلمين واصلاح ما أفسدته الفرقة وكذلك تحقيق الوحدة الثقافية للأمة من خلال تعميم ثقافة وسطية الاسلام وجعلها قاعدة عامة لجميع المناشط الثقافية الاسلامية داخل البلدان الاسلامية وخارجها وكذلك الاهتمام بالعمل الاعلامي المشترك وايجاد استراتيجية اسلامية للاعلام يتم تنفيذها من خلال ميثاق الشرف الاعلامي وتحقيق الوحدة الاقتصادية بتأصيل مبادئ الاقتصاد والتجارة والمال وفق هدي الشريعة الاسلامية.
وطالب المؤتمر رابطة العالم الاسلامي بتكوين لجنة يشارك فيها عدد من قادة العمل الاسلامي وأصحاب التجربة والاهتمام بشؤون الأمة الاسلامية لإعداد مشروع للاصلاح الاسلامي الشامل في جوانبه السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية والاعلامية.
واستعرض المؤتمر ما ينبغي للمنظمات الاسلامية ان تقوم لدفع المخاطر عن المسلمين ورأى ان التحديات والمشكلات التي يتوجب على المنظمات الاسلامية التعاون في معالجتها وذلك بالحفاظ على وحدة الجهود وتنسيق العمل المشترك بين المنظمات الاسلامية وتطوير أداء المنظمات الاسلامية وتحقيق الاتصال الفعال بالمحيط الاسلامي وبالعالم الخارجي.
ودعا المؤتمر إلى حماية العمل الخيري الاسلامي وذلك بالتصدي لحملات التشويه الإعلامي والتضييق المالي والاستهداف القانوني وتفنيد ما يثار حوله من الشبهات والاتهامات وبذل جهود أكبر مع المنظمات النسائية ومنظمات الشباب والعناية بالشباب المسلم في الغرب فيما يضمن المواطنة للمسلمين مع المحافظة الكاملة على هويتهم الاسلامية.
ودعا المؤتمر منظمة المؤتمر الاسلامي والمجلس الأعلى للمساجد والإغاثة إلى تكوين لجنة مشتركة لتحديد المشكلات التي تعرقل مهام التنسيق والتعاون بين المنظمات الاسلامية ووضع الحلول المناسبة لتلك المشكلات وعقد مؤتمر حول مهام المنظمات الاسلامية في عصر العولمة وتحديد المشكلات التي تسببت فيها العولمة في حياة الأمة الاسلامية ودراسة سبل معالجتها ووسائل حماية الشعوب المسلمة من اخطارها.
ودعا المؤتمر إلى دعم المنظمات الاسلامية وتأييدها في تنفيذ برامج تنموية للقضاء على الفقر والجهل والمرض في المناطق المحتاجة كما دعا إلى الاستفادة من المسلمين في الغرب والتعاون في تأهيل علماء منهم للقيام بدور فاعل للتواصل بين العالمين الاسلامي والغربي واعتماد منهجية للعمل الاسلامي ودعم الحوار والتعايش المثمر مع الآخرين مما يؤدي إلى تحسين لغة الخطاب ودعوة المنظمات الاسلامية للتعاون واقامة علاقات مع المنظمات الدولية والإقليمية والتنسيق بين هذه المنظمات وتنشيط مركز المعلومات في الرابطة باستكمال المعلومات عن امكانيات المنظمات الاسلامية واحتياجات العمل الاسلامي وإتاحة فرصة المعلومات للجميع مع الاستفادة من المعلومات الموجودة في البنك الاسلامي للتنمية وغيره.
وأعرب المؤتمر عن رغبته في ان تسارع الرابطة إلى إنشاء الملتقى العالمي لعلماء المسلمين والمجلس التنسيقي العالمي للمنظمات الاسلامية الذي دعا إلى انشائهما المجمع الفقهي الاسلامي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد بالرابطة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved