Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لإضعاف الدور السوفيتي لإضعاف الدور السوفيتي
كيسنجر يقود مباحثات التضليل

  ترجمة: د. سيد محمد الداعور - أشرف البربري
تم في الاجتماع الأمريكي - السوفيتي التالي صياغة مسودة قرار وقف إطلاق النار بسرعة كبيرة، على الرغم من تفضيل نيكسون فرض تسوية بتعاون القوتين العظميين، قام كيسنجر بحرص بتضليل السوفيت بعيدا عن أي لغة يمكن ان تعطيهم دوراً مركزياً في مفاوضات التسوية الدبلوماسية التي ستعقب الحرب. مستخدما لغة طلبتها مائير والمصريون، اقترح كيسنجر ان قرار وقف إطلاق النار يجب ان يتضمن لغة حول المفاوضات بين الأطراف تحت رعاية ملائمة. بالنسبة للسوفيت، كما بين بريجينيف لاحقا في المناقشة، «الرعاية» تعني ان موسكو وواشنطن ستكونان مشاركين فاعلين في المفاوضات.
سياسة كسب الوقت
وهو يدرك ان الإسرائيليين سيرفضون بقوة المشاركة السوفيتية، حاجج كيسنجر من أجل الوصول إلى تفاهم أكثر ملاءمة، وأعلن ان الرعاية سوف تعني ان القوتين العظميين لن تشاركا في كل تفصيل، ولكن في المرحلة الافتتاحية وفي المراحل الحرجة طوال فترة المفاوضات. مصمماً على كسب الوقت لصالح إسرائيل، لفت كيسنجر نظر السوفييت عدة مرات إلى انه يتوجب عليه التشاور مع واشنطن، واعداد مذكرة، واستشارة الرئيس حتى يتمكن من فهم وتوقيع الاتفاقية، علاوة على ذلك، بينما اتفق كيسنجر مع بريجينيف على ان يتم تمرير القرار قبل منتصف ليلة ذلك المساء، أرسل برقية للسفير الأمريكي في الأمم المتحدة جون سكالي يحثه فيها أن يتحرك بوتيرة بطيئة في مجلس الأمن. ليس لدينا نفس الاهتمام (مثل السوفيت) في مثل هذه السرعة. (ملاحظة 50)
وثيقة رقم 50:
مذكرة حول محادثة بين كيسنجر وسفراء الدول الغربية، 12 أكتوبر 1973، من الساعة 6:30 - 6:45 مساءً. بمجرد ان بدأ التفاوض حول قرار وقف إطلاق النار، كان ضروريا إبلاغ الحلفاء والآخرين لتأمين موافقة الأمم المتحدة. كما تمت الإشارة إليه في الوثيقة رقم 44 ، ابلغ كيسنجر إسماعيل حول التطورات، مضمنا النتائج في لغة - تسوية أساسية - ترضي المصريين. اتصل هيج أيضا بدينتز ليخبره بان القرار منقوش على حجر ولا يمكن تغييره. (ملاحظة 51). قابل كيسنجر أيضا سفراء مهمين لحكومات تتمتع بالعضوية في مجلس الأمن - فرنسا، المملكة المتحدة، استراليا، كان الاجتماع قصيرا، وقته يكفي فقط لاعطائهم خلفية موجزة ومناقشة الاستراتيجية الدبلوماسية، وقد أكد كيسنجر أن أي أحد مهتم بالوقف السريع للقتال عليه ان يمتنع عن محاولة عمل تعديلات (على القرار).
رسائل سرية وثيقة رقم 51:
برقية رقم 13148 من السفارة الأمريكية في الاتحاد السوفيتي إلى وزارة الخارجية، في 21 أكتوبر 1973. قبل ان يغادر موسكو، اشرف كيسنجر بنفسه على إعداد بعض الرسائل التي سترسل عبر القنوات السرية لمسؤولين أجانب، وبسبب تعطل نظام الاتصالات، كان على كيسنجر ان يستخدم قنوات السفارة في موسكو وكانت تحت إجراءات مشددة للحد من تسرب المعلومات من وزير الخارجية. هذا الإجراء أخر لعدة ساعات الرسائل المرسلة إلى الحكومة الإسرائيلية حول وقف إطلاق النار. إحدى هذه الرسائل، برقية سرية للغاية للسفير دينتز، توضح الأزمة حول الحصار الإسرائيلي للجيش الثالث المصري تم فتحها في 23-24 أكتوبر، على ضوء التأخر في الاتصالات، ولكنه حريص ان يقبل الإسرائيليون خطة وقف إطلاق النار، أراد كيسنجر ان يبلغ دينتز بأننا سوف نتفهم إذا شعر الاسرائيليون بأنهم يحتاجون لبعض الوقت الإضافي من أجل تحقيق مكاسب عسكرية. علاوة على ذلك، حتى مع وجود مهلة رسمية مدتها 12 ساعة من وقت صدور قرار مجلس الأمن وبداية التطبيق الفعلي لوقف إطلاق النار، يمكن ان يقبل كيسنجر ان يأخذ الاسرائيليون مدة أطول بقليل. كيف فسر الإسرائيليون كلمة «أطول بقليل» أصبحت خارج يد كيسنجر ولكنها لم تكن المرة الوحيدة التي يعطي فيها إسرائيل الحرية في تفسير وقف إطلاق النار، فيما بعد، عندما اتضحت خطورة هذه النصيحة، وقام الاسرائيليون بشن هجوم رئيسي ضد الجيش الثالث المصري، كتب كيسنجر أن لديه شعورا بأنه ربما هو الذي شجعهم على القيام بذلك. أما إذا كان كيسنجر أو سكوكروفت شاركا نيكسون في هذه الرسالة يبقى غير معلوم إلى حين معرفة ذلك. (ملاحظة رقم 52)
تقارير متضاربة وثيقة رقم 52:
مركز العمليات في وزارة الخارجية، تقرير مجموعة مهمات الشرق الأوسط رقم 52، تقرير حول الوضع في الشرق الأوسط منذ الساعة 18:30 بالتوقيت العالمي، في 21/10/1973. بينما كان كيسنجر والسوفييت يضعون تفاصيل قرار وقف إطلاق النار، كان المحللون في وزارة الخارجية يتفحصون تقارير متضاربة حول القتال في يوم 21 أكتوبر، حيث يدعي الاسرائيليون بأنهم حققوا مكاسب على الضفة الغربية لقناة السويس، ويقول المصريون بأن القوات الإسرائيلية محاصرة، لو ان كلام الإسرائيليين دقيقا وان الجيش الإسرائيلي سيصبح في وضع يمكنه من عزل الجيش المصري عن القاهرة والسويس، فان وكالة الاستخبارات في وزارة الدفاع الأمريكية تعتقد ان الوحدات المصرية شرق القناة سيكون متبقي لديها مؤن لخمسة أيام فقط. في الوقت نفسه، مع انضمام السعوديين لمنتجي النفط العرب الآخرين في المقاطعة، فان نقص واردات النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية يمكن ان يصل إلى مليوني برميل يوميا.
تبادل أسرى الحرب وثيقة رقم 53:
مذكرة محادثة بين جروميكو و كيسنجر، في 22 أكتوبر 1973، من الساعة 8:45 - 9:45 مساءً. في الصباح التالي، بينما كانت تتوارد أنباء عن اتخاذ إجراء في مجلس الأمن حول ما سوف يصبح فيما بعد القرار رقم 338 (ملاحظة 53)، اجتمع جروميكو و كيسنجر على فطور عمل ودي إلى حد ما بمجرد أن توصلا لتفاهمين اثنين وهما: اللغة حول «الرعاية» والحاجة لضمان تبادل أسرى الحرب خلال 72 ساعة من بداية سريان وقف إطلاق النار وبأقصى جهد. محطة كيسنجر التالية - تل أبيب - شكلت معضلة بالنسبة للسوفيت؛ كما أشار لذلك جروميكو ، نفسيا... سيكون محببا لو انك لن تفصح عن محطتك القادمة من موسكو. من جانبه، رأى كيسنجر انه لا توجد مشكلة في جعل الإسرائيليين يقبلون القرار حيث كانت زيارته إلى إسرائيل مشروطة بمساندة مائيير للقرار.
وثيقة رقم 54:
مذكرة محادثة بين مائيير وكيسنجر في 22 أكتوبر 1973، من الساعة 1:35 - 2:15 بعد الظهر. بالرغم من ان السفير كيتنج كان ليس لديه أي إشعار عن خطط كيسنجر، وصل وزير الخارجية إلى تل أبيب للتشاور مع مائيير ومستشاريها، المزاح الودي الذي كان سائدا في موسكو تم نسيانه؛ بينما الدبلوماسي الإسرائيلي افرايم ايفرون قال فيما بعد، نحن كنا نعاني، وقد لاحظ هنري ذلك بسرعة. لم يأخذ منه وقتا طويلا ليشعر ان البلد لا تريد ان تمر بهذه التجربة مرة أخرى. (ملاحظة 54) على الرغم من ذلك، كان هناك شعور بعدم الرضى عن «الإملاء» الأمريكي- السوفييتي ووجد كيسنجر نفسه يبرر الإشارة في القرار 338 إلى القرار 242، والذي اغضب مائيير بشكل واضح. وقال محاججا انه على ضوء الجهود الأمريكية السابقة حول القرار 242 في المفاوضات مع السوفييت، كان يتوجب الإشارة إليه ولكن ذلك لا يضر الموقف الإسرائيلي لان اللغة حول «سلام عادل ودائم» و«حدود آمنة ومعترف بها» يعني لاشيء حتى يتم التفاوض حولها.
صفقة سرية في تل أبيب
بشكل أساسي كانت المحادثات عبارة عن جلسات متعثرة؛ حاول كيسنجر طمأنة مائيير حول ما يقلقها تجاه استراتيجية الولايات المتحدة، وأسرى الحرب، والمصريين، والمساعدات الجوية الأمريكية، واليهود السوريين. ففي كتابه الأخير «الأزمة» يدعي كيسنجر بأنه استغل اجتماعاته مع مائيير «لتثبيت وقف إطلاق النار» ولكن المحادثات تبين وضعا أكثر غموضا. مرة أخرى، أعطى كيسنجر الإسرائيليين حرية في تفسير وقف إطلاق النار لكي يمكنهم من الاستمرار في القيام بالعمليات العسكرية قبل أن يوضع (وقف إطلاق النار) حيز التنفيذ. لقد نصح مائيير قائلا بأن القوات الإسرائيلية إذا أرادت ان تتحرك أثناء الليل بينما أنا مسافر في الجو سوف لن يكون هناك «احتجاجات عنيفة من واشنطن». بمجرد ان خرق الاسرائيليون وقف إطلاق النار، فان كيسنجر سوف يأسف على جعلهم يتجرأون على فعل ذلك، بينما بريجينيف أصبح يشك كثيرا بأن هناك صفقة سرية تمت في تل أبيب. (ملاحظة 55). وحول المساعدات الجوية طمأن كيسنجر مائيير قائلا: بأنه أعطى الأوامر بان تتواصل ووعد بالمزيد من طائرات الفانتوم النفاثة وطلبية مساعدة عسكرية تبلغ 2.2 مليار دولار، وهو أيضا أفضى لها ببعض محادثاته مع السوفييت الذين كانوا «غير راضين عن العرب». وحول القضايا الأساسية استخدم كيسنجر لغة قاسية اعتقد أنها سوف ترضي الإسرائيليين: الاستراتيجية الأمريكية تهدف إلى «هزيمة العرب وهزيمة الروس» تلك الأهداف قد تم تحقيقها: أنتم انتصرتم، و أعتقد أننا انتصرنا كذلك، مهما اعتقد العرب في إسرائيل والولايات المتحدة، ادعى كيسنجر، فان «الحقيقة المجردة» أجبرتهم «للتحدث إلينا». فقط واشنطن يمكن ان تساعدهم في الوصول إلى تسوية.
تعثر المفاوضات وثيقة رقم 55:
مذكرة محادثة تمت على حفل غداء لكيسنجر، في 22 أكتوبر، من الساعة 2:30 - 4:30 بعد الظهر. أثناء تناول الغداء، ناقش كيسنجر والإسرائيليون قضايا جوهرية تشمل توقيت إعلان وقف إطلاق النار، وترتيبات أسرى الحرب، وآلية تطبيق وقف إطلاق النار، والقدرات القتالية للمصريين والسوريين، واحتمالات التسوية، وحول آلية وقف إطلاق النار، اقترح سيسكو ان يقوم الاسرائيليون «بالمبادرة بالاتصال بالقادة المصريين مباشرة»، اقتراح سبق محادثات الكيلو 101 التي بدأت في 28 أكتوبر. ومع ذلك، مناقشة هذه المسألة الهامة لم تؤد إلى نتيجة. وحول المهارات القتالية لخصومه أفاد الجنرال ديان انهم قاتلوا افضل من عام 1967؛ وبشكل خاص، كان السوريون مصممين، ومتحمسين، إنها كانت نوعا من الجهاد. وحول احتمالات المفاوضات، كان كيسنجر متشائما: البدء في العملية سيكون حدثا تاريخيا، حتى لو أنها تعثرت بشكل تام - وهذا ما أتوقعه بصراحة.
وثيقة رقم 56:
مذكرة محادثة، «إيجاز عسكري»، في 22 أكتوبر 1973، من الساعة 4.15 - 47.4 بعد الظهر. حدث قبل ساعات فقط من وقت سريان وقف إطلاق النار، اشتمل لقاء كيسنجر الأخير في تل أبيب على ايجازات قدمها رئيس الأركان وقائد القوات الجوية ومدير المخابرات العسكرية، تضمنت المزيد من التقييمات والتقديرات لمهارات العرب القتالية. ناقش رئيس أركان الجيش الليفتنانت جنرال دافيد اليعازر مجريات الأحداث في سوريا وفي سيناء و أشار بمرارة، في عبارة توقعت المرحلة التالية من الأزمة: إننا لم نفلح في القضاء على الجيش المصري الثالث، نعتقد انه من الممكن ان نفعل ذلك في يومين، أو ربما ثلاثة أيام. لقد أبقى الاسرائيليون المواقع الحقيقية لقواتهم سرية لعدة أيام لذا استمر كيسنجر في الاستماع، وطرح الأسئلة فقط عن التفاصيل، ربما أسف فيما بعد انه لم يقم بإبداء أية ملاحظات تحذيرية حول الأخطار المترتبة على محاولة «القضاء» على الجيش الثالث (ملاحظة 56). بدلا من ذلك استمع لتقييمات القوة والضعف الإسرائيلية في التعامل مع الأسلحة السوفييتية، والخسائر المصرية والسورية.
وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ وثيقة رقم 57:
مركز العمليات في وزارة الخارجية، مجموعة المهام في الشرق الأوسط، تقرير للوضع لرقم 55، تقرير حول الوضع في الشرق الأوسط منذ الساعة 00:18 بالتوقيت العالمي، 22/10/1973 يبين هذا التقرير ان وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل قد دخل حيز التنفيذ في 22 أكتوبر في تمام الساعة 12:13 بالتوقيت العالمي (الساعة 12:7 مساء بتوقيت القاهرة) حتى وإن كان من المفترض ان يبدأ قبل ذلك بعشرين دقيقة، بينما كانت التقارير الواردة من ساحة القتال متناقضة، فان المعلومات الواردة من الإسرائيليين تفيد بأن وقف إطلاق النار ترك مصر في وضع مكشوف بشكل خطير، حيث تسد القوات الإسرائيلية على الضفة الغربية لقناة السويس الطرق الهامة الاستراتيجية التي تربط القاهرة بالإسماعيلية، والقاهرة بالسويس. والجيش الثالث على الضفة الشرقية للقناة كان يواجه خطر الحصار التام. على الجبهة السورية لم يسر وقف إطلاق النار بعد، لان دمشق لم توافق بعد على القرار، أما منظمة التحرير الفلسطينية فأعربت عن تصميمها على مواصلة القتال ضد إسرائيل. على أية حال، ففي غضون ساعات ادعى الاسرائيليون بان الجيش المصري الثالث المحاصر قد خرق الاتفاقية، بينما المصريون مصممون بعدم إمكانية إجراء محادثات سياسية مع إسرائيل إلى ان تسحب قواتها من الضفة الغربية لقناة السويس، ما يدل على أن آفاق ثبات وقف إطلاق النار كانت ضيقة في الحقيقة، فبعد تطويق الجيش الإسرائيلي للجيش الثالث، فان الإسرائيليين لا يواجهون أي عائق أمام قواتهم بينهم وبين القاهرة؛ حيث يمكنهم بيسر ان يتحركوا نحو العاصمة ويخلعوا السادات. (ملاحظة 57).
اتهامات متبادلة وثيقة رقم 58:
برقية رقم 8513 من السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى وزارة الخارجية، محادثة مع رئيسة الوزراء مائيير، يوم 23 أكتوبر 1973. في اليوم الذي تلا مغادرة كيسنجر تل أبيب، قابل السفير الأمريكي كيتنج قولدا مائيير لمناقشة التطورات الأخيرة، بما فيها تبادل أسرى الحرب، ورفض المعارضة السياسية (في إسرائيل) وقف إطلاق النار، والاستفسارات البريطانية عن الخلافات الأمريكية- الإسرائيلية حول قرار الأمم المتحدة، وامكانية إجراء اتصالات بين العسكريين لتثبيت وقف إطلاق النار. مناقشة الادعاءات التي نقلتها القوات الإسرائيلية حول الخروقات المصرية لوقف إطلاق النار، جعلت كيتنج يطرح سؤالا «حساسا» حول إمكانية ان يرى البعض بشيء من الريبة المعلومات الصادرة عن مصادر الجيش الإسرائيلي... وسوف يتساءلون عما إذا كان الاسرائيليون يبادرون بخرق وقف إطلاق النار لكي يحققوا أهدافا عسكرية معينة. أقرت مائيير بان حكومتها تأخذ موضوع وقف إطلاق النار بقليل من الجدية: لقد أمرت (الحكومة) قواتها بالاستمرار في القتال حتى يتوقف المصريين عن ذلك، وقد عبر كيتنج عن قلقه من ان «يرد» الجيش الإسرائيلي على المصريين، ويقوم بشن هجوم يهدف إلى القضاء المبرم على الجيش المصري الثالث. فلو وصلت الأمور إلى هذا الحد فلا ادري من أي نوع وقف إطلاق النار الذي سنبني عليه.
انهيار وقف إطلاق النار الوثيقة 59:
مركز عمليات وزارة الخارجية الأمريكية، تقرير فريق قوة العمل الخاص بمتابعة الموقف في الشرق الأوسط رقم 57 تقرير الموقف في الشرق الأوسط في الساعة 1200 يوم 23/10/73. سواء كان المصريون أو الإسرائيليون هم من قاموا بالخطوة الأولى لخرق وقف إطلاق النار، فمن الواضح أن انتهاكات الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في ليلة 22 أكتوبر كانت كبيرة جدا لدرجة أنه دفع كميات هائلة من المعدات عبر القناة لكي يلتف حول الجيش الثالث المصري. والزعم الإسرائيلي بأنهم لم يبدأوا أي عمل عسكري سوف يغضب هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الذي فهم أن الجيش الإسرائيلي وليس المصري هو الذي بدأ الهجوم. في الوقت نفسه استمر القتال العنيف على الجبهة السورية وخاضت القوات السورية والإسرائيلية معركة جوية خسرت فيها إسرائيل عشر أو إحدى عشرة طائرة.
الوثيقة 60:
رسالة من بريجنيف إلى كيسنجر كما قرأها وزير الخارجية الروسي فورنتيسوف لوزير الخارجية الأمريكي في اتصال هاتفي يوم 23 أكتوبر الساعة العاشرة وأربعين دقيقة مساء. في الرابعة بعد الظهر يوم 23 أكتوبر تلقى كيسنجر اتصالا هاتفيا يبلغه باشتعال القتال مرة أخرى.احتجاج سوفيتي غاضب وفي أول رسالة من الرئيس السوفيتي بريجنيف إلى كيسنجر احتج السوفييت على الغش الواضح من جانب الإسرائيليين وانتهاك وقف إطلاق النار. ووفقا لمصادر داخل الكرملين فإن بريجنيف الغاضب بدأ يشك في أن كيسنجر خدعنا وعقد صفقة مع تل أبيب عندما كان هناك. والمؤكد أنه لو كان بريجنيف يعلم بالبيان الذي أعده كيسنجر عن تحريك القوات العسكرية خلال الليل وأثناء تحليقه في الجو فإنه كان سيزداد غضبا. ورغم ذلك وكما توضح هذه الوثيقة فإن بريجنيف كان واثقا من أن القادة الأمريكيين سوف يستخدمون كل الإمكانيات التي لديهم ونفوذهم من أجل إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار. ولكي يساعد في فرض وقف إطلاق النار فقد قدم اقتراحا من جانب الرئيس السادات بالاستعانة بمراقبين تابعين للأمم المتحدة للفصل بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية، كما اقترح أيضا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يؤكد على القرار رقم 338 ويطالب بسحب القوات إلى «النقطة التي كانت فيها وقت صدور القرار» رقم 338 الخاص بوقف إطلاق النار. ولكن كيسنجر لم يبتلع «الطعم» لكي يدفع الإسرائيليين نحو مزيد من التراجع لكنه أدرك على الفور الحاجة إلى تحرك الأمم المتحدة (انظر 59).
الرسائل الساخنة الوثيقة رقم 61 أ و61 ب:
رسائل الخط الساخن من بريجينف إلى نيكسون يوم 23 أكتوبر 1973. في ظهيرة ذلك اليوم وصلت رسالتان عبر الخط الساخن من بريجنيف إلى ريتشارد نيكسون، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذا الخط منذ اشتعال الحرب في الشرق الأوسط. طالب بريجنيف بضرورة اتخاذ كل الإجراءات القوية دون تأخير من جانب موسكو وواشنطن لوقف «الخداع» الإسرائيلي وانتهاك وقف إطلاق النار. ومرة أخرى حث بريجنيف على ضرورة تحرك جديد من جانب مجلس الأمن الدولي. وقال بريجنيف: لمإذا يسمح بكل هذا الغدر الواضح للإسرائيليين؟ مشيراً إلى احتمال أن يكون الأمريكيون وراء التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة. وفي الوقت نفسه أعرب المصريون لواشنطن عبر قنوات اتصال سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن قلقهم حيث طلب السادات لأول مرة من نيكسون التدخل بفاعلية حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة. وتحدث السادات عن ضمانات أمريكية سوفيتية لوقف إطلاق النار تنطلق من التفسير السوفيتي أكثر مما تنطلق من فهم كيسنجر لطبيعة الدور الأمريكي السوفيتي في الموقف، وقد رد نيكسون في اليوم نفسه على السادات بالقول بأن واشنطن «ضمنت» فقط الجهود للتوصل إلى تسوية وأنه طلب من كيسنجر تحمل كل المسؤوليات الملحة من أجل إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار. (انظر الوثيقة 44). وبسبب الخوف من استمرار تقدم القوات الإسرائيلية في اتجاه العاصمة المصرية القاهرة وزيادة صعوبة مأزق الرئيس السادات اتصل كيسنجر بدينتز من غرفة عمليات وزارة الخارجية الأمريكية وطالب بوقف كل التحركات العسكرية الإسرائيلية. ووفقا لما قاله روبرت ماكفرلين أحد مساعدي كيسنجر فإن كيسنجر بدأ ينصح دينتز ويقول له ألا تفهم؟، وفجأة توقف كيسنجر عن الصراخ آه لقد قيل لي فيما بعد أن الشرح الإسرائيلي الهادئ لهنري بأن الحكومة قد تكون أكثر اقتناعا إذا بعث برسول مختلف. (انظر 60).

«يتبع في الحلقة القادمة»


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved