Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. ثروت باسيلي لـ« الجزيرة »: د. ثروت باسيلي لـ« الجزيرة »:
صناعة الدواء تتركز في مصر والسعودية وسوريا والأردن ومستقبلها واعد

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
بعد عام واحد تهب علينا رياح الجات تلك العاصفة التي تخرج من تحت عبائتها اتفاقية التربس بحلول يناير 2005 ومازالت صناعة الدواء تتخبط ما بين كيانات صغيرة لا تقوى على المنافسة ودول مطالبة بتوفير الدواء للمواطنين بأسعار مناسبة فما هي التحديات التي تواجه صناعة الدواء العربي؟ وهل استعدت الشركات العربية لمواجهة خطر التربس؟ وماذا عن التعاون العربي في هذه الصناعة؟ وما هو وضع صناعة الدواء في مصر خاصة في ظل الصراع الذي يشتعل يوما بعد يوم في ظل رغبة الشركات في رفع الاسعار ورفض الحكومة لمطالبهم؟
اسئلة عديدة طرحتها «الجزيرة» على الدكتور ثروت باسيلي وكيل لجنة الصحة بمجلسي الشورى ورئيس شعبة الدواء باتحاد الصناعات المصرية وكيل المجلس السلعي ورئيس مجلس ادارة العضو المنتدب لشركة امون للادوية.
* في البداية نريد التعرف على وضع صناعة الدواء في العالم العربي ومصر؟
توجد في المنطقة العربية صناعة الدواء في دول مختلفة وبدرجات متفاوتة وتتركز في مصر والسعودية ودول الخليج وسوريا والاردن وتونس والمغرب ومصنع بالجزائر وفي مصر يوجد 62 مصنعا من ضمنها ثمانية مصانع قطاع عام وسبعة فروع من شركات اجنبية والباقي قطاع خاص ينتج القطاع العام 17% من الدواء والفروع الاجنبية تنتج 29% والقطاع الخاص ينتج 54% ويصل قيمة الانتاج بنحو 6 ،6 مليار جنيه بسعر البيع للجمهور وينمو بمعدل 15% ويتم استيراد الادوية بنحو مليار جنية مصري.
* وما هي اهم المعوقات التي تواجه صناعة الدواء؟
معظمها معوقات قانونية نتيجة تثبيت اسعار الادوية على الرغم من زيادة تكاليف الانتاج والتي ادت الى ارتفاع اسعار المنتج النهائي في الوقت الذي يحدد فيه السعر بحيث لا يغطي تكلفة الانتاج مما يشكل عبئاً كبيراً على شركات صناعة الدواء.
* العالم يسعى الى التكامل الاقتصادي والشركات تتكامل فيما بينها لتصبح ذات قوة ونفاذ للأسواق المختلفة فماذا عن التكامل العربي في صناعة الدواء؟
اول قرار في التكامل العربي في صناعة الداوء كان في سنة 1975 منذ 25 عاما وهي مسألة اقرب الى الخيال خاصة بعد قرار وزراء الصحة العربية باعتبار الدواء المسجل في اي دولة عربية كما لو كان مسجلا في جميع الدول العربية الاخرى وتطبيق هذا القرار مستحيل فاذا كان عدد الادوية في مصر يتراوح بين 5000 الى 6000 داوء ومثل هذا الرقم او اكثر موجود في الدول العربية فسوف نجد بعد حذف الأصناف المكررة ان عدد الادوية يصل ما بين 5000 الى 20 الف دواء في يوم واحد وهذا بالطبع مستحيل حيث لا يمكن توفير هذه الادوية في الصيدليات وعدم قدرة الاطباء على الاستيعاب وعدم قدرة السوق على استيعاب هذه الاعداد .
* فما هو اقتراحك للتكامل العربي في صناعة الدواء؟
الاقتراح الذي يمكن تطبيقه هو ان تقوم كل دولة عربية بتقديم عضو واحد يقوم بتسجيل صنف واحد بحيث لا يكون متشابها في بقية الدول العربية الاخرى ومثل هذا الصنف يمكن تسجيله في جميع الدول العربية واذا كانت اللجنة تجتمع كل ثلاثة شهور وتقوم بتسجيل 100 صنف ويبقى في هذه الحالة 400 صنف في السنة يتم تسجيله عربيا وهو رقم معقول ويمكن ان يصبح كنواة لسوق داوء عربي مشترك ويمكن لهذا السوق ان ينمو مع الوقت بشكل سليم وصحيح.
* العالم يتجه نحو الاندماجات الاقتصادية في الصناعات المختلفة فكيف يمكن لصناعة الدواء التعايش مع الشركات متعددة الجنسيات؟
- اعتقد ان التواجد في ظل الشركات متعددة الجنسيات ممكن ولكن المنافسة غير متكافئة لهذا يجب البحث عن مكان لخريطة الدواء العربي مع عدم الانسياق وراء احلام وردية بالاكتفاء الذاتي او منافسة الشركات العالمية لان هذا غير ممكن.
* يتبقى عام واحد ويتم تطبيق اتفاقية حقوق الملكية الفكرية التربس في يناير 2005 فهل تم الاستعداد لهذه الاتفاقية؟ وما وضع شركات الادوية العربية؟
تطبيق اتفاقية التربس حقوق الملكية الفكرية في يناير 2005 بعد عام من اليوم بحيث يصبح صناعة اي دواء بعد هذا العام محظورا الا من خلال الشركة المكتشفة فقط فقد جاء في الفقرة 4 من المادة 65 بإعطاء فترة انتقالية للبلاد النامية بحيث يقضي اتاحة مدة اضافية قدرها 5 سنوات من اول يناير 2000 وحتى آخر ديسمبر 2004 وذلك فيما يتعلق بمد الالتزام القانوني بتوفير حماية براءة اختراع المنتج الى مجال المنتجات الدوائية والزراعية بحلول اول يناير 2005 وربما بعد تطبيق اتفاقية التربس ان يشعر المواطنون بارتفاع سعر بعض الادوية مع عدم وجود مثيل رخيص له نتيجة الاحتكار وتطبيق لاتفاقية حقوق الملكية الفكرية وشركات الادوية لن تتأثر.
* هل استعد القطاع الخاص لهذه الاتفاقية؟ وهل يوجد تفكير للاتجاه نحو الاندماج؟
لا يوجد شركات قطاع عام واخرى قطاع خاص فلا يجب التفريق بينهما وانما هي شركات عاملة في صناعة الدواء وبعد يناير 2005 سوف يكون دور الشركات عاديا ولن يتأثر كثيرا غير انها لن تستطيع انتاج ادوية تم اختراعها بعد يناير 2005 اما فكرة الاندماجات فهي متروكة لعملية شخصية بين الشركات ولن تأتي بقرارات سياسية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved