Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فلسطيني يعرض كليته للبيع ...للتغلب على«غول»الفقر فلسطيني يعرض كليته للبيع ...للتغلب على«غول»الفقر

*رام الله - نائل نخلة:
تفاجأ موظف في مكتب للدعاية والاعلان بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية بسيدة فلسطينية حامل في اوائل العشرينات تطلب منه نشر اعلان في احدى الصحف الفلسطينية حول استعداد زوجها «لبيع» كليته للخروج من المأزق الاقتصادي الذي يعيشونه.
الموظف الذي بدا مصدوماً للوهلة الاولى لم يصدق هذه السيدة، وظن انها طريقة جديدة للنصب او حتى لإثارة عواطفه والشفقة عليها.
السيدة، وعندما شعرت انه لا يصدقها، اعطته رقم زوجها ليتحدث معه، وبالفعل هذا ماحدث، فتحدث الرجل معه وكشف له عن اسمه وسنه (22عاما)ومكان اقامته (احدى قرى نابلس الشرقية)، وانه جاد تماما في عرضه بعد اغلاق جميع السبل في وجهه، وانه طلب من زوجته عدم العودة قبل التأكد من ان الاعلان سينشر غدا.
وأشار المواطن أنه كان قبل انتفاضة الاقصى يعمل في نابلس بمرتب حوالي 1500 شيقل وتمكن من الزواج ورزق بطفلة وزوجته حاليا حامل وتنتظر المولود الجديد، وأضاف أنه وبعد اندلاع الانتفاضة لم يتمكن من الاستمرار بالعمل بسبب الحصار المشدد على بلدته وتردي أوضاع العمال بشكل عام.
وأوضح أن ما زاد الطين بلة تلك الديون التي تراكمت عليه بعد زواجه وزادت أكثر بعد انقطاعه عن العمل لتصل الى حوالي 22 ألف شيقل، مشيرا الى انه كان سيسدد ديونه من دخله الشهري المعتاد عليه لكن احداث الانتفاضة قلبت موازينه وتوقعاته وترتيباته فهو الآن يقف أمام خيار صعب ويشعر انه قد وجد الحل.
وأكد هذا الموطن أنه حاول العمل خلال الثلاثة اعوام الماضية في مجال الباطون والبناء الا ان ارباب العمل كانوا يرفضون تشغيله بعد معرفتهم انه يضع «النظارات» على عينيه حيث يعاني نقصا حادا في النظر حسبما قال، وأضاف أنه حاول كذلك الحصول على قرض لتسديد ديونه ولكن دون جدوى. وبعد سؤاله عن شعوره وهو يريد بيع «كليته» وهل هو مصر على ذلك قال: كيف لا ابيعها وانا عاجز عن توفير الطعام والدواء لطفلتي وزوجتي؟ واضاف أن ما زاد في رغبته هذه المولود القادم، موضحا بأن والده حتى الآن غير مصدق بأنه جاد في رغبته هذه وأنه يرفض قطعيا إقدامه على ذلك.
وأكد أن المسؤول الأول والأخير عن مأساته هو الاحتلال الذي فرض على الشعب الفلسطيني حصاراً شديداً منذ اندلاع الانتفاضة من إغلاق وقتل وهدم وكذلك تدمير الأراضي الزراعية التي كان من الممكن استغلالها لسد ولو القليل من الحاجة بأنه لا يتمكن من الخروج من قريته بسبب الحواجز المنتشرة حولها منذ بداية انتفاضة الأقصى.
وأمام رفض الموظف نشر الإعلان إلا بشرط حضور المواطن بنفسه إلى المكتب في نابلس وذلك لأسباب قانونية، أكد هذا المواطن بأنه سيبذل قصارى جهده للخروج من قريته والوصول إلى نابلس بهدف نشر الإعلان الذي كان واضحاً بأنه مصمم عليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved