* رام الله - نائل نخلة:
كشف وزير في الحكومة الفلسطينية أن إسرائيل لا تزال تستخدم الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين حقلا لتجارب أدويتها الجديدة أو المنتهية الصلاحية والأسلحة الجديدة التي تقوم بتطويرها.
وأضاف وزير الدولة ومسؤول لجنة الأسرى في المجلس التشريعي السيد قدورة فارس في مؤتمر صحفي عقده في مدينة البيرة أنه واثق من قيام إسرائيل باستخدام الأسرى في تجاربها، لكنه لا يملك أي دليل قاطع عليها نظرا للتحفظ الإسرائيلي على الأسرى الفلسطينيين.
وأوضح فارس أنه يملك معلومات أكيدة مصادرها إسرائيلية أن الدولة العبرية استخدمت أدوية جديدة قامت بتجريبها على الأسرى الفلسطينيين قبل أن تصبح هذه الأدوية معتمدة في الأسواق.
وقال فارس ان الشاهد على ذلك هو كلام الوزيرة الإسرائيلية السابقة في حزب العمل دالية اتسك التي تحدثت عن الموضوع علانية في احدى جلسات الكنيست الإسرائيلي.
وطالب الوزير فارس خلال المؤتمر بإطلاق سراح الأسير الفلسطيني محمد أبو هدوان 65 عاما من مدينة القدس، الذي يقبع في أحد المستشفيات الإسرائيلية في حالة غيبوبة تامة، وترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحه رغم خطورة وضعه الصحي.
وحمل الوزير حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المريض أبو هدوان الذي أنهى قبل عدة أيام عامه السابع في سجن مستشفى الرملة وترفض إسرائيل إطلاق سراحه وتصر أنه يجب أن يبقى مدى الحياة داخل سجونها.وكشف الوزير أنه ووزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية هشام عبد الرازق سيقومون بزيارة تفقدية للسجون التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون مع حلول عيد الأضحى المبارك وذلك للاطلاع على الأحوال الصعبة التي يعيشونها.
ولفت فارس إلى وجود العشرات من الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال، والذين ترفض مصلحة السجون الإسرائيلية تقديم العلاج الطبي لهم أو نقلهم إلى المستشفيات.
وقال الوزير ان إسرائيل استخدمت المرض والإصابات التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية ورقة ضغط عليهم ليقدموا لها الاعترافات مقابل علاجهم، كما عمدت إلى استهداف مواقع الإصابة للضغط عليهم.
وانتقد فارس التقصير والصمت الدولي المرتكبين بحق الأسرى الفلسطينيين من قبل المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي في عدم القيام بواجباتها التي وجدت من أجلها.
ودعا الوزير هذه المؤسسات إلى أن تعمل على إلزام إسرائيل لاحترام ما وقعت عليه وأن توفر ظروف الاعتقال الإنسانية للأسرى كما نصت عليه العهود والمواثيق الدولية.
السلطة زودت حزب الله بقوائم الأسرى
وحول صفقة تبادل الأسرى التي أبرمها حزب الله مع إسرائيل قال الوزير قدورة فارس إن السلطة الفلسطينية زودت حزب الله بأسماء الأسرى المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال في العام 2000 عقب اختطاف الجنود الثلاثة.
وشكر الوزير المسئولين في حزب الله على اهتمامهم بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، واعتبره مؤشرا آخر على زيادة الاهتمام على الصعيد المحلي والعربي بمعاناة الأسرى.
وأعلن الوزير قدورة فارس التزام السلطة الوطنية الفلسطينية بإطلاق سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، رغم انقطاع الاتصالات مع الإسرائيليين، ومتى توفرت هذه الاتصالات فسيكون موضوع المعتقلين في صدارة المباحثات معهم.
74% من الأسرى أصيبوا قبل اعتقالهم
كما تحدث خلال المؤتمر زياد أبو عين الوكيل المساعد في وزارة شؤون الأسرى وقال ان إحصائيات الوزارة تشير إلى أن هناك 767 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية يعانون من أمراض مزمنة.
وأضاف الوزير أن 74% من الأسرى الفلسطينيين أصيبوا قبل أو أثناء عمليات اعتقالهم وهم لا يزالون يعانون من نقص في العلاج الطبي المقدم لهم.
وأشار أبو عين إلى وجود أكثر من 500 طفل فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال منذ بداية الانتفاضة، إضافة إلى 79 أسيرة فلسطينية، و60 أسيراً معزولين بينهم الأسير مروان البرغوثي.
وتحدث أبو عين عن وضع زجاج يفصل بين الأسرى وذويهم أثناء الزيارة، الأمر الذي يحرم الأسرى حتى من لمس أيدي أطفالهم أحبتهم خلال الزيارة ويقلل من مدى الرؤيا والتمكن من سماع أطراف الحديث.
ولفت أبو عين إلى وجود أكثر من 20 أسيرا فلسطينيا قضوا أكثر من عشرين عاما داخل سجون الاحتلال، أبرزهم الأسير سمير القنطار من لبنان، وسعيد العتبة من نابلس ونائل البرغوثي وفخري البرغوثي من رام الله.
وطالب أبو عين المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه الأسرى وما يجري لهم من قمع مبرمج على أيدي السجانين بدعم من الحكومة الأمريكية التي تستغل الأوضاع الحالية لإنهاء القضية الفلسطيني لصالح إسرائيل.
| 
