Wednesday 28th January,200411444العددالاربعاء 6 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البوارح البوارح
لو كنت فلسطينية
د. دلال بنت مخلد الحربي

دفعت الدكتورة جيني تونغ النائبة البريطانية ثمناً لموقفها الصريح والعلني في الدفاع عن معاناة الشعب الفلسطيني، فخسرت منصبها الحزبي في بريطانيا. وجاءت تصريحات النائبة احتجاجاً على مواصلة إسرائيل بناء الجدار الفاصل في الأراضي الفلسطينية الذي تسعى من خلاله إلى المزيد من سلب الأرض الفلسطينية وجعل الفلسطينيين يعيشون في رقعة ضيقة من الأرض تحت سيطرة إسرائيلية.
لقد جاءت تصريحات النائبة معبرة عن موقف قوي مبعثه إيمانها بسلامة ومصداقية القضية الفلسطينية وشعور بمعاناة شعب فلسطين من التنكيل الإسرائيلي، فدفعها ذلك إلى القول: (إنني أعتقد أنني إذا ما اضطررت إلى الحياة في ظل هذا الموقف الذي يواجهه الفلسطينيون... فإنني قد أفكر في أن أصبح انتحارية تقوم بتفجيرات).
وكانت تونغ زارت فلسطين العام الماضي ورأت بأم عينها ما يقاسيه الشعب الفلسطيني من بؤس وشقاء وعذاب وقهر، وقد لامس كلُّ ذلك مشاعرها التي صرحت توضيحاً لموقفها السابق بأنها: (لمست الإذلال والعنف والاستفزاز الذي يتعرض له الفلسطينيون يوميًّا وظلوا يعانون منه منذ أن احتلت إسرائيل أراضيهم).
وقالت أيضا: (إن الجنود الإسرائيليين يشعرون بالأمان داخل دباباتهم، بينما يطلقون النار على المدنيين). كما شبهت الأوضاع في غزة بما كانت عليه الأحياء اليهودية (الغيتو) المكتظة بالسكان والفقيرة في وارسو أثناء حكم النازية، وهي مقارنة أوردتها للتنبيه والتذكير، وإن كانت لن تجدي في إحياء ضمائر زعماء اليهود في فلسطين الذين أصبح همهم الأكبر والوحيد القتل والترويع.
إن تصريحات النائبة تونغ وموقفها الصلب يعطيان دلالة على أن القضية الفلسطينية لم تُعْدَم أنصارها في الغرب، وأن المتعاطفين مع القضية على الرغم من قلَّتهم إلا أن لهم مواقع سياسية وفكرية مؤثرة، وهو ما يتطلب السعي إلى استثمارهم لصالح القضية والضغط من خلالهم على الدولة اليهودية.
إن الشيء الرائع أن النائبة تونغ لم تتراجع عن موقفها الصلب رغم قرار حزبها بفصلها وإبعادها، وقد عبَّرت عن ذلك بقولها: (لست نادمة على ما قلته).
ولعلي هنا أشير الى الموقف السويدي الرسمي من العمل المشين الذي قام به سفير إسرائيل في السويد ضد عمل فني عن فدائية فلسطينية صمَّمه يهودي باعتباره عملاً يمجِّد العمليات الانتحارية كما يقول. ومن المؤسف أن الأضواء لم تُسلَّط على تلك المشكلة بالحجم الذي تحتاج إليه في وسائل الإعلام العربية.
إن الإعلام العربي يرتع في خمول وينشط في ترسيخ حالة الازدراء بالإنسان العربي من خلال ما يقدِّمه من أعمال ممجوجة سخيفة، يحتاج الى أن يستيقظ وأن يستثمر حالة تونغ وأمثالها لإشعار المتلقي الأجنبي على وجه الخصوص بمواقف قد تحفِّز على توسيع دائرة التأييد والمساندة للقضية الفلسطينية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved