في مثل هذا اليوم من شهر يناير عام 1926، قام المخترع الاسكتلندي جون لوجي بيرد بعرض أول جهاز تلفاز حقيقي في لندن، بادئا بذلك ثورة في عالم الاتصالات والمتعة.
وقد استخدم بيرد في اختراعه، وهو جهاز لنقل الصور أطلق عليه اسم «تلفاز»، أقراص ميكانيكية دوّارة لمسح الصور المتحركة وتحويلها إلى نبضات إليكترونية.
ثم انتقلت هذه المعلومات بعد ذلك عن طريق كابلات إلى شاشة عرض، حيث تم إظهار صور بدرجة وضوح ضعيفة. وكان أول برنامج تلفزيوني عرضه بيرد لاثنين من الدمى تتحدثان، وقام بعرضه أمام جهاز الكاميرا في حضور المشاهدين. وقد اعتمد بيرد في تصميم جهازه على عمل بول نيبكو، العالم الألماني الذي سجل براءة اختراع جهاز تلفاز كامل في عام 1884. وقد استخدم نيبكو أيضاً قرصاً دواراً بفتحات لمسح الصور، ولكنه لم يصل لأكثر من عرض صور مظللة غير واضحة.
وقد حاول العديد من المخترعين تطوير هذه الفكرة، ولكن بيرد كان أول من استطاع عرض صور قابلة للرؤية.
واستطاع بيرد نقل أول إذاعة خارجية من لندن إلى نيويورك عبر خطوط التليفون، وفي نفس العام قام بعرض أول تلفاز ملون، وفي يناير من عام 1928، تم عرض أول جهاز استقبال منزلي للتلفاز في ولاية نيويورك، وبحلول شهر مايو، بدأت محطة إذاعية في البث لمجموعة المنازل في هذه المنطقة التي تمتلك الأجهزة التي قامت جنرال إلكتريك بتصنيعها، وفي عام 1932، قامت هيئة الإذاعة الأمريكية بعرض جهاز تلفاز إلكتروني باستخدام أنبوب أشعة الكاثود في جهاز الاستقبال وكذلك أنبوب كاميرا «الأيكونوسكوب» التي طورها الفيزيائي الروسي فلاديمير زاوركين. وقد ساهم هذان الاختراعان في تحسين جودة الصورة إلى حد كبير.
وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية ال(BBC) في بث برامج إذاعية بصورة منتظمة في لندن عام 1936، ودخل جهاز التلفاز الذي صنعه بيرد في منافسة على بث البرامج مع جهاز آخر قامت شركتا ماركوني إلكتريك وميوزيكال إندستريز بتصنيعه، ولكن جهاز شركة ماركوني والذي قدم 405 خط للصور، مقارنة بجهاز بيرد الذي قدم 240 خطاً فقط، كان الأفضل، وفي بداية عام 1937، اختارت هيئة الإذاعة البريطانية العمل بجهاز ماركوني على وجه الخصوص، وبدأ بث البرامج التلفزيونية بصورة منتظمة في الولايات المتحدة عام 1939، كما بدأ البث الملون الدائم في عام 1954.
|