في مثل هذا اليوم من عام 1967، لقي ثلاثة رواد فضاء مصرعهم عندما اشتعلت النيران في منصة إطلاق صاروخ ساترن في كيب كنيدي.
وكان طاقم الفضاء المكون من قائد الرحلة جاس جريسوم وإدوارد وايت وروجر شافيه مشاركين في تجربة إطلاق مهمة أبوللو الأولى.
ومن المعتقد أن شرارة كهربائية بدأت الحريق الذي انتشر بسرعة كبيرة داخل الكبسولة المليئة بالأوكسجين فأدى إلى مقتل الطاقم في غضون لحظات.
ولم يكن شافيه، الرائد البحري، الذي يبلغ من العمر 31 عاماً قد سبح في الفضاء من قبل.
أما جريسو، المقدم في القوات الجوية، والذي يبلغ من العمر 39 عاما، فكان أول أمريكي يقوم برحلتين في الفضاء.
كما أن وايت، المقدم بالقوات الجوية، ويبلغ من العمر 35 عاما، كان أول من مشى في الفضاء. هذا ويخشى أن تؤجل كارثة منصة الإطلاق 34 الخطط الأمريكية لوضع أول رجل على القمر في غضون عام.
وكان الرجال الثلاثة على متن المركبة في وضع الاستعدادلإطلاق الصاروخ، ولكن ساترن لم تكن مزودة بالوقود.
وفي الساعة31:18 سمع صوت أحد رواد الفضاء يقول: «أشم رائحة حريق»، وبعد لحظات، قال رائد آخر ربما يكون المقدم وايت: «حريق في ركن الطيار».
وقد انتشرت النيران بسرعة كبيرة داخل الكابينة، وكان آخر اتصال بالطاقم بعد 17 ثانية من ذلك، ولم يسمح الهواء المضغوط داخل السفينة للرواد بفتح بابها. حيث تأخذ عملية فتح الباب في الظروف الجيدة 90 ثانية من خلال تهوية الكابينة لتخفيف الضغط الداخلي.
وقد أخذت هذه العملية خمس دقائق من الفنيين لفتح الباب بعد اشتعال الحريق.
هذا وقد حدث تحقيق كامل في أسباب الحريق ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان هناك عدم دقة في إجراءات الأمان بسبب الإسراع والتسابق في الصعود إلى سطح القمر.
كان الرواد يعرفون أن هناك مخاطر، وكان المقدم جريسوم الأمريكي الثاني على سطح المركبة ليبرتي بيل7 والتي امتلأت بالمياه وكان تقريبا في تعداد الغرقى.
وقبل أسابيع من مأساة منصة الانطلاق كتب جريسوم:
سوف يكون هناك مخاطر، كما يحدث في أي برنامج تجريبي، وسنواجه آجلا أو عاجلا مشكلة ما ونخسر أحد الأشخاص.
أتمنى ألا يحدث ذلك، ولكن في حالة حدوثه أرجو ألا يعتقد الأمريكيون أن هذا يعد ثمناً باهظاً لتجارب الفضاء.
«هذا وقد كان من المقرر إطلاق رحلة أبوللو إلى الفضاء في 21 من شهر فبراير».
| 
