Tuesday 27th January,200411443العددالثلاثاء 5 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
أهل الظلام والخوف من أضواء الإعلام
عبد العزيز الهدلق

لا يترك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد مناسبة دون أن يسجل فيها موقفاً داعماً للإعلام الرياضي السعودي، وكان الفوز بكأس الخليج آخر المناسبات التي أشاد بها سموه بالإعلام الرياضي السعودي وبما وصل إليه من تطور مؤكدا سموه أن هذا الإعلام شريك فيما تحقق من إنجازات للرياضة السعودية. وهذا أيضاً شأن سمو نائبه الأمير نواف بن فيصل.
هذا الموقف الثابت من سموهما هو استمرار لما كان عليه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الذي كان من أكبر الداعمين للإعلام الرياضي السعودي وكان هذا الإعلام عبر أجياله المختلفة يحظى برعاية سموه واهتمامه ومتابعته الدقيقة وكان الإعلاميون يجدون في سموه السند والملاذ دائماً.
هذه الممارسات الحضارية والواعية من القيادة الرياضية تجاه الإعلام الرياضي تنم ولاشك عن قوة في المواقف وثقة في النفس وكذلك سعة صدر كبيرة وإيمان عميق بالإعلام ودوره، وهذه مرتكزات لا ينطلق منها إلا من اتسعت مداركه بالخبرة والتجربة وامتدت آفاق فكره بالعلم والثقافة والمعرفة. ولهذا كان الإعلام الرياضي يستمد قوته وتطوره ونجاحه دائماً من هذا الدعم الكبير والمستمر من قيادته الرياضية الحكيمة.
وقد لفت نظري في هذا السياق موقف لإدارة نادي الاتحاد عندما كرمت مجموعة من رجال الإعلام نهاية الاسبوع الماضي، ولم تكن الإدارة الاتحادية مجبرة على هذه الخطوة، كما لم يكن الإعلاميون المكرمون متلهفين لها ولكنها مبادرة تعكس وعي الإدارة الاتحادية واحترامها للعمل الإعلامي والعاملين فيه وتقديرها لإسهاماتهم وجهودهم كما أن هذه المبادرة تعكس أيضاً إيمان الإدارة الاتحادية بدور الإعلام وأهميته، وفوق كل ذلك ثقتها بنفسها وبعملها، فكثير من الإعلاميين المكرمين كانت لهم مواقف مغايرة لموقف الإدارة الاتحادية في بعض القضايا وبالأخص في شأن المدرب كندينو الذي كان النقد الموجه له أشبه ما يكون بالحملة المركزة ولكن ذلك لم يهدم العلاقة بين الإدارة الاتحادية والإعلام ولم يقطع جسور التواصل بينهما فقد بقيت الإدارة الاتحادية ثابتة في موقفها وفي قناعتها بمدرب فريقها وبقي الإعلام يواصل دوره النقدي، في ممارسة رائعة بين الطرفين لمبدأ اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
وعلى النقيض من هذه المواقف الرائعة والمشرقة هناك مواقف مظلمة وسوداوية وذلك عندما ترى بعض إدارات الأندية في الإعلام الرياضي عدواً يجب محاربته وابعاده والاحتراس منه والشك فيه دائما. وهذا الموقف بلاشك يعكس قصور في الثقافة والوعي لأصحابه وانعدام في الثقة بالنفس والخوف من افتضاح ممارسات إدارية مشينة، كما تكشف ضيق صدور أصحابها بالرأي الآخر وعدم إيمانهم بتعدد الآراء واختلافها.
والضيق بالإعلام الرياضي يصاحبه دائماً ضيق بالجماهير التي تمثل الرأي العام.
حتى ان الإدارات التي تنهج هذا الأسلوب تنعت دائماً بأنها تمارس عملها في الأندية كما لو كانت تدير أملاكاً خاصة لا أندية جماهيرية أمرها يهم مئات الآلاف وأحياناً الملايين من البشر المنتشرين في مساحات جغرافية واسعة ومتنوعة.
وتتذرع بعض إدارات الأندية في ضيقها بالإعلام الرياضي بأنه يتدخل في عملها ويجعل من نفسه وصياً عليها أو أنه يريد استصدار القرارات التي يريدها وتلك أعذار واهية وهشة ولا تنطلي إلا على البسطاء والسذج من ضحلى الثقافة وعديمي الوعي، ولكنها مبررات تتذرع بها تلك الإدارات لتسوغ لنفسها العمل بعقلية الملكية الخاصة، ولتتستر على ما تمارسه من تخبط وعشوائية وارتجال في العمل.
فمن يثق في نفسه وعمله وفي سلامة منهجه وممارسته يجب ألا يخشى من النقد أو أن يضيق صدره بالرأي الآخر لأنه يعلم ان النهاية ستكون لصالحه، أما أصحاب العمل في الظلام فهم الذين يخشون الإعلام وأضواءه ويحاربونه لأنه يفضح ويكشف حقيقة ما يدور وهذا ما يخيفهم وما يحاربون الإعلام من أجله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved