يستطيع العراقيون إثبات وجودهم وبالتالي فرض وجهة نظرهم بشأن مستقبلهم السياسي اذا استطاعوا تجاوز الخلافات التي تنشأ عادة بين مختلف الطوائف.. والأمر المهم الآن هو الشكل الذي سيقود إلى الحكم الوطني بعد انتهاء الاحتلال.
وحتى الآن فقداستطاع الضغط الشعبي أن يحدث تغييراً في الرؤية الأمريكية لكيفية انتقال السلطة، حيث بدا واضحاً أن واشنطن تتخلى عن اتفاق الخامس عشر من نوفمبر الموقع بين سلطة التحالف ومجلس الحكم العراقي والذي يحدد شروط تسليم السلطة في الثلاثين من شهر يوليو المقبل وهي تدرس بدائل عدة لنقل السلطة.
وإلى أن تجد الولايات المتحدة الصيغة المثلى فإن الفرصة أمام مختلف الطوائف والفئات العراقية لكي تجد هي نفسها تلك الصيغة المثلى أو تملي على واشنطن الصيغة المرجوة.
ويفترض مثل هذا الأمر درجة عالية من التنسيق بين مختلف الجماعات العرقية والطوائف العراقية، وإلا فإن البديل هو فرض خطة أمريكية تقبل بها هذه الجماعة العراقية أو تلك، وهو أمر ينطوي على الكثير من الحساسيات في ساحة مثخنة أصلاً بالجراح..
ولأن العراقيين هم أدرى بتكويناتهم المعقدة فإنهم أيضا الأكثر دراية بالوضع الأمثل الذي يتفق مع هذه التركيبة العرقية والطائفية المتنوعة وسيكون عليهم اتخاذ القرار الصائب قبل اطلاق مختلف الجموع البشرية للترويج لهذه الفكرة أو تلك.
ان خروج اكثر من تجمع بشري في شكل تظاهرات ومن مختلف الطوائف لن يفيد في خدمة الهدف العراقي الموحد، والأحرى أن سياسة الاستعانة بالجموع البشرية قد تؤدي إلى قدر من الفوضى بل والانفلات مع كل النتائج الوخيمة لمثل هذه التوجهات.
ويبقى أن تعارض السياسات يفسح المجال أمام قوة الاحتلال لفرض مرئياتها والاستعانة بطرف عراقي لضرب الأطراف الأخرى، وسيكون الهدف إزاء ذلك هو خدمة مصالح أخرى ليس من بينها المصلحة الحقيقية للعراق.
|