الهيئة المبهمة الغامضة التي ظهر بها بعض الخارجين أمنياً في وسائل الإعلام، تبدو شديدة القرب بالهويات الغامضة التي يظهر من خلالها مدمنو المخدرات، في وسائل الإعلام.
فغالبيتهم فتية في بواكير الشباب، كانوا ممتلئين نشاطاً وحيوية قبل أن يترصد بهم الوحش في أحد منعطفات دروب الحياة ويلتقمهم.
في دراسة أخيرة أجرتها وزارة الداخلية وجدت بأن معظم مدمني المخدرات يأتون من خلفية عائلية مضطربة وغير آمنة بالشكل الذي جعلهم هشين قابلين للاختراق.
المؤلم والحارق في هذه المحرقة بأن الوقود هو الشباب، الشباب هم أرجل المجتمع الذي يسير عليه باتجاه الغد، من الذي أخذهم باتجاه المحرقة؟
مروجو المخدرات يترصدون بالفتية والشباب يخترقون اندفاعهم وقلة خبرتهم وفضولهم تجاه الحياة وغموض العالم، ويسعون الى استدراجهم الى تلك الهوة المظلمة المرعبة.
كذلك هم أصحاب الفتاوى التكفيرية، يختبئون في ظلمة كهوفهم وعباءاتهم، ثم يبعثون بالشباب الى حتفهم بينما هم آمنون مطمئنون.
إنه تماماً نفس السبيل ونفس الطريقة ولكن بلغة مختلفة، الظلمة، والفئات المستهدفة، والسبل المريبة للوصول إلى أغراضهم.
هي حرب يجب أن نعترف على مستوى المجتمع....!! أنها نوع شرس وشرير من أنواع المواجهة، ويجب أن نعترف بأن هناك مأزقا حقيقياً يحتاج إلى نوع من المعالجة والتي يجب أيضاً أن يعد لها المجتمع اقصى طاقاته ويستنفر أقصى قواه واستراتجياته قصيرة المدى وبعيدة المدى، بل ويبدأ بمراجعة جميع الآليات التي أفرزت هذه الظاهرة بصورة لا مجال فيها للتسويف أو المحاباة.
لم يعد من المجدي أن نتعامل مع هذه القضايا بأسلوب المسكنات والمهدئات، أم كما يحاول المرض أن يتنكر ويتخفى حتى مرور العاصفة ومن ثم لا يلبث أن يعود لنفس الممارسات والأساليب والحجر والتطويق على العقول والأفئدة والاقصاء والتكفير وجميع أنواع المخدرات التي قادتنا الى ما نحن عليه اليوم.
|