* النعيرية - خالد الحارثي:
شهدت محلات بيع مستلزمات الرحلات البرية انتعاشاً ملحوظاً من قِبَل هواة البر الذين خرج العديد منهم بأسرهم للاستمتاع بالمناطق البرية والأجواء الربيعية في تلك المحافظة، وذلك بعد الأمطار الأخيرة التي هطلت على محافظة النعيرية؛ حيث يشهد سوق الخيام حركة كبيرة للتأجير والشراء. وأوضح لنا سلطان متعب العتيبي أحد أصحاب المحلات بأن هناك طلباً كبيراً هذه الأيام من كل عام على الخيام بمختلف أنواعها؛ حيث العديد يرغب في التأجير لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وتُعتبر هذا الأيام موسماً لنا يأتي إلينا الزبائن من مختلف المحافظات ومن دول الخليج العربي، خصوصاً بعد سقوط الأمطار وفترة إجازة عيد الأضحى المبارك، ونحن بدورنا نلبي ما يحتاجه المتنزهون من خدمات من تأمين مواتير للكهرباء وخزانات للمياه وخيام بمختلف الأحجام مع البناء والتجهيز.
كما انتعشت محلات بيع مستلزمات الرحلات البرية، خاصة صناديق الأدوات وفرش النوم وأجهزة الاتصال وأجهزة تحديد المواقع (s.p.g ) والمناظير والحطب والفحم.
كذلك انتشرت أماكن تأجير الدبابات البرية التي يرغب العديد من هواة البر في استئجارها طوال اليوم.
صاحب أحد الأسواق المركزية قال: إن كثرة الزوَّار قد أنعشت المحلات التجارية هذا مع بدء موسم الربيع، وأتوقع بمشيئة الله زيادة الزوار أثناء إجازة عيد الأضحى المبارك.
أما سوق الخميس الشعبي في النعيرية فيشهد حركة غير عادية من الزوار والمتنزهين الذين حرصوا على التسوق في هذا السوق الذي تشتهر به المحافظة منذ قديم الزمان، ويعتبر من أكبر الأسواق الشعبية على مستوى المملكة وأقدمها، وهذا مما زاد من قيمة أغلب البضائع المعروضة، فبلغ أقل معدل للشراء (500) ريال للرأس الواحد من الأغنام، في حين أقبل الكثير من المتسوِّقين على شراء المنتجات الحيوانية؛ مثل السمن والمضير (الأقط) الذي يُوجد بكثرة في سوق النساء المجاور لسوق الأغنام.
)الجزيرة) استطلعت آراء بعض الزوار والمتنزهين الذين أتوا لمحافظة النعيرية والتي أخذت مخيماتهم مساحة واسعة من بر النعيرية.
ففي البدء، يقول العم (أبو حارث) 70 عاماً والذي قدم للنعيرية من مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية: في البداية الحمد لله على ما أنعم الله به على النعيرية وعلى مختلف مناطق المملكة هذا العام من أمطار غزيرة، أما بالنسبة لمحافظة النعيرية فسرَّني ما وصلت إليه من تقدم وازدهار بفضل الله، ثم بفضل وجود محافظها ذلك الشاب النَّشِط الذي لفت الأنظار إليه من خلال ما يقدمه للنعيرية من جهود واضحة وملموسة، وخصوصاً فكرة قيام المخيم الربيعي في كل عام ومتزامناً مع سقوط الأمطار التي تشهدها المحافظة والذي يقدم خدماته المتعددة، فقبل عامين خيَّمت أنا وأسرتي في النعيرية واستفدنا كثيراً من خدمات المخيم الربيعي، فربيع النعيرية هذا العام يختلف كثيراً عن كل السنوات التي أتيت فيها للنعيرية، ولكن هناك مشكلة وأتمنى أن تجد الحل من الجهات المسؤولة، ألا وهي مشكلة طريق السفانية - النعيرية الذي لا يزيد عرضه على 3 أمتار، بالإضافة إلى كثرة المنعطفات الخطرة فيه، وكثرة التشققات والحفر التي تزيد من مخاوف مرتادي البر في النعيرية.
ويقول عائض البلاهدي - أبو بندر الذي قدم أيضاً من المنطقة الشرقية: لا يختلف اثنان على جمال ربيع النعيرية في هذا العام، فعلى امتداد النظر تجد الأرض خضراء حيث العشب الطبيعي والهواء الطلق، فالحمد لله أن محافظة النعيرية قريبة منا، فهي تعتبر المتنفس الوحيد لنا في المنطقة الشرقية، كما يسرُّني أن أقدم الشكر لكل القائمين على تنشيط السياحة في محافظة النعيرية وعلى رأسهم المحافظ.
متعب بن صياد قال عن ربيع النعيرية: لقد اعتدت أنا وزملائي التخييم كل عطلة أسبوع في بر النعيرية، ولقد أعجبنا ربيع النعيرية، خصوصاً بعد سقوط الأمطار الأخيرة التي هطلت على المحافظة والتي كان لها الدور الكبير في جلب الزوار والمتنزهين.
وفي مخيم آخر مجموعة من الشباب (حارث أبو سلطان بندر بن عايض وعبدالله بن عيضة وعبدالرحمن الصياد وبدر مستور وخالد بن عيضة وتركي عايض وأخوه خالد وعبدالله)، كان مخيمهم مليئاً بالجرابيع التي يتسابقون في طردها عند الليل، وإذا أتى الصباح قاموا بإطلاقها، وعند سؤالي عن الهدف من ذلك قالوا: يصعب عليك مسك الجربوع بسهولة، فهو يتمتع بسرعة عالية ومراوغة تجعلنا عند طرده نتصادم بعضنا البعض.
|