* حوار: ياسر المعارك:
يلعب الغذاء دوراً مهماً جداً في صحة الإنسان وفي موسم الحج يبذل الحاج جهداً أكبر في أداء المناسك في ظل ظروف مناخية حارة ووجود أكثر من مليوني حاج من مختلف بقاع الأرض. وحول موضوع الغذاء التقت«الجزيرة» الأستاذة ريما سلمان إخصائية التغذية فكانت هذه الحصيلة:
* ما علاقة التغذية بالحج ؟.
- الغذاء يلعب دوراً مباشراً بنشاط الجسم والحاج يجب أن تتوفر لديه طاقة لأداء مناسك الحج بطريقة صحيحة وميسرة وعلى الحاج أن يتناول غذاءه بصورة متوازنة تشمل جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم لوقايته من الأمراض والمحافظة على نشاطه وتأمين الطاقة اللازمة له.
* ما الأغذية التي تنصحين الحاج بتجنبها ؟
- سؤال جيد .. أولاً: يجب على الحاج أن يتجنب المأكولات التي تحتوي على عناصر تؤثر على الجهاز الهضمي كالأطعمة الحارة والخضروات التي تسبب الغازات وكثيراً من المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين مثل المنبهات كالشاي والقهوة.
* إذاً ما الأطعمة التي تنصحين الحاج بتناولها ؟
- أنصح بتناول السوائل كالعصيرات الطازجة لأن السوائل تساعد الجسم على القيام بالعمليات الحيوية بصورة سليمة فإذا قلت كمية السوائل التي يأخذها الحاج سيصاب بجفاف في الجسم.
كما أنصح بالإكثار من الخضروات والفواكه والمأكولات المطبوخة المعرضة لدرجات حرارة كبيرة حتى تقتل جميع أنواع البكتيريا الموجودة في الغذاء.
أيضاً أنصح الحاج بالاهتمام بوجبة الإفطار لتمده بالطاقة ولانتظام هرمون الأنسولين بالجسم وفي وقت الحج أنصح بعدم تجربة أي نوع جديد من أنواع الطعام نظراً لاحتمال أن تكون سبباً في إحداث مشاكل في الجهاز الهضمي أو تسبب بعض أنواع الحساسية.
* ماذا عن مرضى القلب والضغط؟
- مريض الضغط عليه أن يتناول أغذية بعيدة عن الملوحة العالية بعيدة عن القهوة والشاي لأنها تساعد على ارتفاع ضغط الدم في الجسم، يبتعد عن كل المخللات والزيتون لأنه في الحملات تكون هناك وجبات مفتوحة فهناك الكثير من الأطعمة وعلى كل شخص أن يتناول الطعام المناسب له وعليه أن يتجنب الطعام الذي يسبب له الإعياء أما مريض القلب فعليه أن يكون هناك شخص يرافقه في الحالات الإسعافية (أهم من مريض السكر) كما يجب عليه أن يتجنب كل الأغذية المقلية والدسمة ويتجنب كذلك المقبلات وألا يكون الخضار مضافاً إليه كميات من الدسم الحيواني مثل الزبدة والسمن فإنها تؤثر على مريض القلب.
* لقد ذكرت قبل قليل أن بعض الحجاج يشكون أو يعانون من مشاكل صحية فبماذا تنصحين هؤلاء الحجاج؟
- هناك طبعاً فئات مختلفة. فئة مرضى السكر، فئة مرضى ضغط الدم. فئة مرضى القلب، فئة كبار السن.
نبدأ بفئة مرضى السكر فهذه الفئة عليهم أن يضبطوا الغذاء مع الدواء وعليهم أن يستشيروا معلم السكر أو أخصائي التغذية قبل أن يسافروا على أن يعرف كل واحد كمية الدواء التي عليه أن يلتزم فيها بالأوقات وكم كمية الغذاء لأن مناسك الحج تختلف .. فمثلاً على الحاج أن يتناول وجبات خفيفة وكمية كافية من السوائل والعصيرات قبل الطواف والسعي حتى لا يحدث لديه هبوط بالسكر وعليه أن يكون حريصاً على تناول الدواء أو يحمله معه أو يحمل قطعة من الحلوى أو مكعبات من السكر حتى إذا حدث لديه انخفاض في السكر تكون بحوزته كمية الدواء الذي يتناوله لترفع له السكر كما يفضل أن يكون بمعية المريض شخص آخر يعرف حالته بحيث إن حدث له إغماء يتصرف في الحالات الإسعافية.
* هذا يعني أنك تنصحين بوجود مرافق بالحج يكون مطلعاً على صحة المريض ويعرف العلاج اللازم في حالة تعرضه لأزمة ؟
- بالضبط إذا كان عنده أي حالة إسعافية يعرف المرافق كيفية إعطائه الدواء وإبرة الأنسولين أو يعطيه حبة من الحلوى أو كأساً من العصير.
* مع اشتداد حرارة الشمس في موسم الحج يفقد أغلب الحجاج كثيراً من السوائل ما رأيك ؟
- قلنا إنه على الحاج أن يشرب كثيراً من السوائل والعصيرات لأن الحاج يفقد كمية كبيرة من السوائل من جسمه وبالتالي سيصاب بجفاف ومثلما قلت فإن الماء مهم جداً في العمليات الحيوية في الجسم فإذا فقد الحاج كميات كبيرة من السوائل سيفقد الأملاح المعدنية فمثلاً ملح الصوديوم سيفقده مع التعرق فسيحدث مع الحاج شيء من الهبوط في ضغط الدم وشعور بالإعياء وشعور بقلة النشاط وقلة الحركة فالحمد لله الآن مواسم الحج ليس فيها تعب فالجو بارد ولكن قبل 10 سنوات كان موسم الحج يتميز بدرجات حرارة مرتفعة فكان كثير من الحجاج يصابون بضربات الشمس أو جفاف الجسم لعدم تناولهم كميات كافية من السوائل ولكن في الوقت الحالي فإن الجو يميل للبرودة.
* ماذا عن ضربات الشمس؟
- بالنسبة لضربات الشمس فإن لها علاقة بالماء لأن الماء من المغذيات فإذا فقد الحاج أحد المغذيات ومنها السوائل في التعرق أو في إخراجه فحتماً سيصاب بجفاف وفي هذا تأثير على صحته.
بالنسبة للعلاج فإن الحاج يتوقف بعرفة لساعات طويلة وعلى الحاج المصاب بمرض السكر أن يكون لديه وعي كامل بأن (يتناول السوائل الكافية) ويحتاط بأخذه للدواء قبل وقفة عرفة هذا شيء مهم جداً.
* مع بداية أول أيام عيد الأضحى المبارك يتجه كثير من الحجاج بشكل مباشر للإكثار من أكل اللحوم الحمراء فما رأيك بهذا السلوك؟
- بالنسبة لتناول كميات كبيرة من اللحوم يجب أن يكون ذلك بطريقة صحية ومنزوع منها كل طبقات الشحم التي عليها (هذا مفيد للجسم لأن الجسم يحتاج للحوم) وكل جسم يأخذ الكمية الكافية له وعلى مريض القلب أن يتناول وجبات صغيرة معدة بطريقة خفيفة ويتناول الطعام بكميات صغيرة حتى لا تشكل عبئاً على القلب فيحدث لديه اضطراب في نبضات القلب.
* من الملاحظ أن غالبية الحجاج هم من كبار السن، فما هو البرنامج الغذائي الذي تنصحين به لهذه الفئة ؟
- أول شيء على كبار السن أن يتناولوا وجبات خفيفة وجبات باردة يعتمدوا فيها على اللبن وعلى العصيرات الطازجة (الوجبات التي تقدمها الحملات وجبات سيئة عالية الدهون لا تمت بأي صلة إلى الغذاء المتوازن وليس لديهم تنويع ولا يقدمون عصيرات طازجة والألبان تكون كلها كاملة الدسم فعلى كبير السن أن يهتم بالعصيرات الطازجة والألبان والزبادي ويمكن تناول بعض السلطات أو الشوربات. وأنا أنصح دائماً بالابتعاد عن أي غذاء مكشوف وعلى الحاج ألا يتناول أي غذاء يباع في الطرقات لأن بعض الباعة المتجولين يبيعون بعض الأطعمة المعدة بطريقة غير معروفة هل هي صحية أم لا.
والشيء الذي أطالب به أنه مطلوب أن تكون لدى الحاج درجة من التوعية ليس فقط الغذائية بل الصحية أيضاً.
ومن المهم أن نتكلم على نظافة الحاج نفسه ونظافة معد الغذاء بالنسبة للحاج. لأن من الأمراض التي تنتقل من شخص لآخر أمراض الجهاز الهضمي وكثرة الديدان وهذه الأمراض تحدث بسبب عدم نظافة الحاج وعدم غسل يده بعد استخدام الحمام أو أن معد الطعام لم يتقيد بالتعليمات.
* الكلمة الأخيرة إخصائية ريما سلمان..
أول شيء أقوله للحجاج حج مبرور وأسأل الله أن يتقبل من الجميع وأنصحهم أن يلتزموا بتعليمات الصحة والغذاء في فترة الحج وأن يتسلحوا بشيء من القوة والإرادة حتى يسلموا الأمانة التي أعطاهم إياها رب العالمين.
|