* الرياض - مكة المكرمة شيخة القحيز - واس:
اختتم مؤتمر مكة المكرمة الرابع الذي اقامته رابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من الثاني حتى الرابع من الشهر الحالي فعالياته مساء أمس وذلك باصدار عدد من التوصيات حيال ما تم طرحه من أبحاث وأوراق عمل تتعلق بموضوع المؤتمر (الأمةالإسلامية في مواجهة التحديات) حيث تمخض عن المؤتمر التوصيات التالية.. دعوة رابطة العالم الإسلامي قادة الأمة في مختلف بلاد المسلمين بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في حياة الأمة ودعوة المسلمين وقادتهم إلى العمل على تحقيق الاخوة الإسلامية وتوحيد صفهم ودعوة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى متابعة انشاء محكمة العدل الإسلامية ودعوة قادة المسلمين لاعداد العدة للدفاع عن شعوبهم وأوطانهم ولا سيما ان إسرائيل تعمل على امتلاك أحدث التقنيات العسكرية وتمتلك ترسانة نووية كبيرة وتشن الغارات على جيرانها.
وأكد المؤتمر على حق الشعب الفلسطيني في تمسكه بأرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس مشيدا باصرار الشعب الفلسطيني على الدفاع عن أرضه والمسجد الاقصى المبارك وأكد حقه الشرعي في المقاومة والكفاح لتحرير أرضه.
وناشد المؤتمر الهيئات الدولية ومحبي العدل والسلام الوقوف في وجه هذا العدوان الظالم وحذر من خطر ترسانة الاسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل وخطورتها على السلام في المنطقة وفي العالم أجمع وأوصى المؤتمر رابطة العالم الإسلامي بنقل هذه القرارات إلى هيئة الامم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الانسان ومطالبتها بالسعي الجاد عبر المؤسسات الدولية إلى ازالة هذا العدوان ومنع الممارسة العدوانية ضد شعب فلسطين وتهديد أمن الشعوب الإسلامية.
ودعا المؤتمر إلى دعم الشعب العراقي والحفاظ على وحدته وتأكيد حقه في الاستقلال وحكم نفسه بنفسه وتقديم المساعدات الاغاثية له لتخفيف معاناته وابعاده عن الفتن وحمايته من الفئات المعادية المغرضة التي تسللت إلى أرضه وفيها مؤسسات تنصيرية وأخرى صهيونية ورأى المؤتمر الاهابة بشعب العراق أن يتقي الله ويلتزم بإسلامه وواجبات الاخوة الإسلامية ويحرص على وحدة البلاد ويبتعد عن أسباب الفرقة وتكوين وفد إسلامي لزيارة العراق واللقاء بالقيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية بهدف تحديد وسائل انقاذ العراق واعداد تقرير بذلك وتقديمه إلى قادة الدول والمنظمات الإسلامية والدولية.
ونبه المؤتمر إلى ان من أعظم التحديات التي تواجه الأمة ثقافة العولمة التي تتضمن ما يتناقض مع الإسلام وتشجع على ارتكاب المحرمات باسم الحرية إلى جانب التدخل في المناهج الثقافية والتعليمية والارشادية في البلدان الإسلامية كما نبه الى خطر الانحراف الثقافي الذي أدى إلى وجود تيارات بعضها مفرط مغال وبعضها مفرط متهاون وأوصى المؤتمر الرابطة والمنظمات الإسلامية بالحذر من التعامل مع ظاهرة العولمة وضرورة التعاون مع المؤسسات الثقافية والدعوية ووزارت الثقافة في البلدان الإسلامية لحماية الأمة من سلبياتها والتحذير من تدخل أي جهة أجنبية في خصوصيات الأمة وقضياها الدينية والثقافية وجمعياتها ومؤسساتها الدعوية والثقافية والخيرية والكتابة بذلك إلى الوزارات والجهات المختصة في البلدان الإسلامية ودعم المنظمات الإسلامية العاملة في مجالات الدعوة والتعليم والثقافة ولا سيما هيئة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي وحثها على التنسيق بين الهيئات والمؤسسات والمجامع والكليات الإسلامية التي تعمل في هذا المجال ودعوة المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية في العالم للاستفاده من اصداراتها المتنوعة في تعريف الشعوب باعجاز القرآن والسنة وجذبهم الى هذين المصدرين والتحذير مما تقوم به بعض الجهات المعادية من ضغوط للتأثير على مسيرة التعليم الديني في بعض المجتمعات الإسلامية تحت حجج ومزاعم مختلقه ودعا المؤتمر الدول الإسلامية إلى الوقوف امام هذه المحاولات وطالبها بالتوسع في التعليم الديني وتنشئة الاجيال المسلمة على الكتاب والسنة وفق المنهاج الوسطي للإسلام، وأكد على ان يكون أي تطوير للمناهج التعليمية مرتكزا على مصلحة الإسلام والمسلمين وبمبادرة إسلامية مستقلة عن أي تأثير خارجي وأكد المؤتمر على ضرورة اتخاذ الوسائل المساعدة في مواجهة التحديات الثقافية ودعا الرابطة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ورابطة الجامعات الإسلامية لوضع مشروع إسلامي ثقافي مشترك يسهم في مواجهة التحديات الثقافية التي تعاني منها الأمة.
وطالب المؤتمر الرابطة والندوة العالمية للشباب الإسلامي بالتعاون في انجاز عقد مؤتمر مشترك لتحديد المشكلات التي تحيط بالشباب المسلم الذي داهمته تيارات العولمة الاجتماعية والثقافية وتقديم الحلول لمعالجة المشكلات المستجدة ووضع برنامج تثقيفي للشباب المسلم بأصول دينه وقواعد وسطية الإسلام والاعتناء بالشباب من خلال المؤسسات والمراكز والجمعيات الإسلامية في العالم وتنفيذ البرامج المتنوعة التي تنمي مواهبهم وتساعدهم على خدمة دينهم ووطنهم وامتهم ودعوة المؤسسات الاقتصادية الإسلامية للمشاركة في مؤتمر مشترك تقيمه الرابطة والندوة العالمية للشباب الإسلامي لمعالجة مشكلة البطالة ووضع الحلول لها.
وأعرب المؤتمر عن قلقه العميق للحملات الظالمة المناوئة للإسلام في مؤسسات الاعلام العالمي ودعا إلى ان يرتقي اعلام الأمة المسلمة في ادائه وان يبدع في عرضه وان يوطد أسباب التعاون والتنسيق بين مؤسساته وان يجتهد ويجد في تفنيد المقولات التي تروجها الحملات الجائرة ودعا الرابطة والمنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية ومؤسسات الاعلام إلى التعاون في تنفيذ المشروعات الاعلامية الضرورية مؤكدا على أهمية متابعة وضع استراتيجية إعلامية موحدة لتحسين الخطاب الاعلامي الإسلامي وتوجيهه الى ما يخدم مصالح المسلمين وانشاء مراكز للبحوث والدراسات لرصد ما ينشر عن الإسلام والمسلمين والقيام بحملات إعلامية من أجل ارساء قواعد للتفاهم المتبادل بين المسلمين وغيرهم والتنسيق بين المنظمات الإسلامية في الخارج سعيا لكسب ثقة شعوب تلك الدول وتنشيط مركز الرصد الاعلامي الذي أسسته الرابطة ودعمه والتصدي للكتاب والصحفيين الذين يخرجون عن نطاق الموضوعية وآداب الكتابة وقواعد السلوك المتحضر والرد على مزاعمهم الباطلة بأسلوب موضوعي ورفع دعاوى قضائية ضدهم إذا لزم الامر وان تدعوالرابطة إلى تقويم ذاتي لاداء المنظمات والاتحادات الاعلامية في العالم الإسلامي للتخلص من حالة الرتابة وازمات التمويل والخروج عن اهدافها .وقدر المؤتمر ميلاد الهيئة الإسلامية العالمية للاعلام تحت مظلة الرابطة وأشاد بالاهداف التي تظمنها نظامها الاساسي ودعا الرابطة لدعمها ومساندتها ودعا المؤتمر الهيئة الإسلامية العالمية للاعلام إلى اصدار ميثاق للاعلام الإسلامي يناسب المرحلة الحالية ويتظمن الرؤى الإسلامية في مواجهة التحديات ومعالجة آثارها وتعميمه على وزارات الاعلام والمؤسسات الاعلامية والاعلاميين الإسلاميين وحث المؤتمر رجال الاعمال المسلمين على الاستثمار في وسائل الاعلام والاستفادة منها في الوصول الى عقول الآخرين وافهامهم بما يخدم أهداف الإسلام.
وأوصى المؤتمر بأن تتعاون الرابطة والبنك الإسلامي للتنمية في وضع مشروعات أنظمة مالية وعرضها على مجامع الفقه واستصدار موافقة الجهات المعنية عليها ودعا المؤتمر أن تطالب الرابطة الدول الإسلامية بتخفيف القيود على حركة السلع بينها والسعي الجاد لوضع صيغة للتعاون الاقتصادي الإسلامي تشمل اتحاداً جمركياً وسوقاً مشتركة واتحاد اقتصادي وتشجيع الاستثمارات الإسلامية في تنمية البلدان الإسلامية والتوسع في انشاء المصارف الإسلامية وتقديم الدعم لها واشاد المؤتمر بجهود البنك الإسلامي للتنمية في انشاء الهيئة العالمية للوقف ودعا رجال الاعمال للتعاون معها ودعمها كما دعا إلى انشاء الهيئة العالمية للزكاة.
وطالب المؤتمر الدول والمنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية بالتعاون لمعالجة أنواع الخلل في حياة الأمة الإسلامية والسعي لاصلاح حالها مطالبا كلا من منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي بالسعي لدى حكومات الدول الإسلامية من جل تحقيق التضامن والتكامل بين الدول الإسلامية والحرص على احترام اخوة المسلمين واصلاح ما افسدته الفرقة وكذلك تحقيق الوحدة الثقافية للامة من خلال تعميم ثقافة وسطية الإسلام وجعلها قاعدة عامة لجميع المناشط الثقافية الإسلامية داخل البلدان الإسلامية و خارجها وكذلك الاهتمام بالعمل الاعلامي المشترك وايجاد استراتيجية إسلامية للاعلام يتم تنفيذها من خلال ميثاق الشرف الاعلامي وتحقيق الوحدة الاقتصادية بتأصيل مبادئ الاقتصاد والتجارة والمال وفق هدي الشريعة الإسلامية.
|