لاشك في أن الارهاب في أساسه فكر.. غير انه فكر منحرف، ودليل انحرافه انفجاره، وحقيقة كون الإرهاب فكراً تستلزم القول: إن النجاح في مكافحته يتعين اولاً وقبل كل شيء بتجفيف روافده ومنابعه الفكرية، ومما يبدو فنحن، وحتى الآن وربما بفعل تأثير الصدمة قد اكتفينا فقط بمكافحة الارهاب فكرياً بشجب نتائجه واستنكار ما أدى اليه من حوادث مؤسفة ومنكرة، غير ان هذا في الحقيقة لايكفي حيث إننا في امس الحاجة الى العودة إلى الوراء لتتبع الاسباب الفكرية لانبعاثه، وسبر مسارات تكونه عبر السنين، وصولاً الى النقطة الزمنية التي تجلت فيها آثاره السلبية تطبيقاً على أرض واقعنا الآمن والمؤمن والمسالم.
بمعنى آخر اردت ان اقول: إننا لم نبحث حتى الآن بشكل جدي في حقيقة العلاقة بين خلل الفكر والارهاب، ولم نستقرئ بعد طبيعة العوامل والتحولات الفكرية التي ادت الى نموه في اوساطنا، علاوة على اننا لم نسبر غور تأثيرات التقاطع الفكري الأكيد للعوامل الداخلية مع العوامل الخارجية، الذي نتج عنه ذلكم المسخ الفكري الذي قاد الى ما قاد اليه مما شهدناه وشاهدناه من حوادث ارهابية مقيتة في الداخل والخارج على حد سواء.
هنالك بالطبع العديد من الروافد التي تصب في أحواض مستنقعات الفكر المنحرف، وبما ان تجفيف المستنقعات يتعين اولاً بتجفيف روافدها، عليه، فما هي يا ترى أهم الروافد الفكرية لما حدث لدينا من ارهاب..؟ ماهي اهم المجلات والصحف والمؤلفات والوسائل الفكرية التي استمد من لدنها الارهاب مواده الفكرية؟ وهل لاتزال أسواقنا تستهلك مثل هذه المواد، ام هل اننا قد بادرنا فمنعنا دخولها؟! بكل صراحة.. لا ادري، ومع ذلك اقول: انه لولا خوفي من عدم اجازة هذه المقالة لسردت لكم قائمة بأسماء مثل هذه المجلات والصحف التي يصدر بعضها في دول خليجية، ومع ذلك لاتجد أسواقاً او عقولاً تستهلكها مثلما تستهلكها اسواقنا وعقول شبابنا..!!
|