ترجمة : د . سيد محمد الداعور
كانت أمريكا على يقين بأن إسرائيل ستحسم الموقف لصالحها لذا لم تتعجل وقف إطلاق النار حتى في المراحل التي تفوق فيها الجانبان السوري والمصري، وفي ما بعد مارس كيسنجر دبلوماسية المماطلة لاعطاء الفرصة لإسرائيل لقلب موازين القوة، في الوقت الذي كان يسعى فيه الروس لتقليل خسائر حلفائهم العرب، أما التيار الأوربي فقد اتسم بالحياد ان لم يكن يلقي باللوم على إسرائيل كما هو الحال بالنسبة للموقف الفرنسي.
الوثيقة الرابعة والثلاثون «ب»
مذكرة الحوار بين نيكسون ووزراء الخارجية العرب، يوم الأربعاء، 17 أكتوبر 1973، الساعة 11 صباحا، في البيت الأبيض.
في بداية الحرب طلب دبلوماسيو دول عربية مهمة تربطها علاقات سياسية و/أو اقتصادية وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لقاء مع كيسنجر ونيكسون للإعراب عن قلقهم من موقف الولايات المتحدة الأمريكية حول وقف إطلاق النار يقوم على أساس الوضع القائم قبل اندلاع الحرب واحتمال قيام الولايات المتحدة بإعادة إرسال المعونات لإسرائيل، فقبل موعد انعقاد اللقاء تحول الاهتمام بمسألة وقف إطلاق النار والجسر الجوي لإسرائيل كان متواصلا.
أراد كيسنجر أن يقنع الدبلوماسيين بأن موقف الولايات المتحدة الأمريكية متوازن، ليس مؤيداً لإسرائيل ولا للعرب، وأن أي إجراء من جانب الدول العربية المنتجة للنفط لاستخدام سلاح النفط سوف «يعيق جهودنا للعب دور فاعل في صنع السلام»، فقد أكد وزراء الخارجية خلال المناقشات -السقاف (المملكة العربية السعودية)، وابن هيما (المغرب)، وبوتفليقة (الجزائر)، والصباح (الكويت) - على أن القتال لا يمكن أن يتوقف حتى تتم إعادة جميع الأراضي التي احتلت في العام 1967 ويتم حل المشكلة الفلسطينية.
ومع ذلك، رفض نيكسون وكيسنجر القيام بإعطاء أية التزامات لا يستطيعا تنفيذها وأكدا أن قضايا التسوية الرئيسية يجب فصلها عن مسألة وقف إطلاق النار، لأنه لوطالت مدة القتال فإن الأمر سوف يؤدي إلى مواجهة بين القوتين العظميين.
تأمل الولايات المتحدة في «تحسين الوضع» ولكن القتال يجب أن يتوقف أولا، وفي نفس الوقت، سوف يستمر الجسر الجوي «للحفاظ على التوازن» في المنطقة.
اجتماع بلا ثمرة
لم يقنع أسلوب كيسنجر، الذي يبدو عقلانيا، مستمعيه العرب بشكل كامل؛ حيث علق بن هيما قائلا، انه من الصعب بالنسبة للوزراء أن ينقلوا تطمينات حول الموقف الأمريكي لرؤسائهم في الوقت الذي تستمر فيه الولايات المتحدة في إرسال المساعدات لإسرائيل.
الوثيقة الخامسة والثلاثون
من ثوماس آر بيكرينج، السكرتير التنفيذي بالخارجية الأمريكية، الى جورج سبرنج ستين، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، في 17 أكتوبر1973م، مرفقة بمذكرة كتبها لورانس ايجل بيرجر في 17 أكتوبر 1973م.
كما كان متوقعاً، تزايد التوتر أثناء حرب أكتوبر بين الولايات المتحدةوالأوروبيين، فمبادرة هنري كيسنجر عام أوروبا تمخضت عنها خلافات عبر الأطلسي حول عمليات اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي الجديد الموسع، واعتماد أوروبا الغربية الكبير على واردات النفط من الشرق الأوسط كانت أساس الخلافات أثناء الأزمة.
الموقف الفرنسي
أحد أكبر منتقدي كيسنجر الأوروبيين، كان وزير الخارجية الفرنسي ميشيل جوبير، الذي كان متوجسا من مبادرة «عام أوروبا» ومن استراتيجية الوفاق التي كان راعيها كيسنجر، والتي كان يعتقد أنها أسفرت عن اتفاق ثنائي بين القوتين العظميين على حساب أوروبا.
ففي 17 أكتوبر وأثناء إلقاء كلمة له أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) هاجم إسرائيل لإعاقتها عملية السلام، والقوتين العظميين لتأجيجهما لهيب الحرب بإمداداتهما العسكرية: نرى الآن السيد بريجينيف، عراب الوفاق، والدكتور كيسنجر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، يتصافحان بالأيادي بينما يرسلان آلاف الأطنان من الأسلحة والعتاد جوا.
لقد أغضب هذا التصريح كيسنجر الذي أمر بإرسال احتجاج رسمي للسفير الفرنسي، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الإشارات إلى كيسنجر، ليست «عدوانية وغير ضرورية» فحسب، بل رفضت أي مساواة بين الموقفين الأمريكي والسوفيتي، ورأت ان تصريح جوبير لا يتلاءم مع العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، وأن الأمور يمكن أن تتفاقم.
مخاوف تداعيات الحرب
الوثيقة السادسة والثلاثون «ب»
مذكرة محادثة، مبادئ مجموعة العمل الخاصة: حرب الشرق الأوسط، في 17 أكتوبر1973، الساعة 4 بعد الظهر.
فيما عدا هذه المخطوطة، فإن جميع وقائع اجتماعات مجموعة العمل الخاصة في واشنطن أثناء حرب أكتوبر بقيت سرية، ناقش المشاركون في هذا الاجتماع مسائل رئيسية: التخطيط لأزمة طاقة، الوضع العسكري العربي- الإسرائيلي ومشاكل متعلقة بالجسر.
وأثناء استعراض خطط تقليل استهلاك الطاقة حال نشوء أزمة نفطية، أظهر كيسنجر بعض التفاؤل حيث ان استراتيجيته الدبلوماسية خلال الحرب الجارية سوف تجنبهم حظراً نفطياً عربياً.
وبعد ساعة من بداية الاجتماع، اتصل نيكسون مشيراً إلى أن ما يشاهده يظهر أن «النفط ووضعنا الاستراتيجي في رهان»، وركز على الإمدادات عبر الجسرين الجوي والبحري لإسرائيل، والتي كان يعتقد أنها أساسية للحفاظ على «مصداقية الولايات المتحدة في كل مكان» وأيضا لدفع تل أبيب للوصول إلى تسوية.
ففي تصريح يهنئ فيه نفسه، أعلن كيسنجر أن تلك كانت أفضل أزمة تمت إدارتها من قبل إدارة نيكسون، مشيراً إلى أنه رغم «الجسر الجوي الضخم» فان وكالة الأنباء الروسية أصدرت فقط شكاوي معتدلة، بينما وزراء الخارجية العرب كانوا يقومون بإبداء «إعجابهم في حديقة الزهور»، فهذه الحالة والمزاج السعيد كان سابقاً لأوانه لأن منتجي النفط العرب لم يعلنوا المقاطعة النفطية وتخفيض الإنتاج، والتي كانت رداً مباشراً على الجسر الجوي.
معركة القنال
الوثيقة السابعة والثلاثون
برقية رقم 3167 من قسم رعاية المصالح الأمريكية في مصر إلى وزارة الخارجية، «الوضع العسكري المصري»، في 18 أكتوبر 1973.
تحدث الدبلوماسيون الأمريكيون في مصر عن معركة «حامية الوطيس» تجري على ضفتي القنال، وهذه المواجهة ربما تبين أن «المعركة قد بدأت تميل لصالح الإسرائيليين، حتى ولو بشكل مؤقت». والدلائل على أن الأشياء لا تسير على ما يرام بالنسبة للمصريين هي عدم صدور بيانات عسكرية، وتأخير طلب مراسل إن بيسي الذي رغب في الذهاب إلى جبهة السويس.
هؤلاء الذين أرسلوا هذا التقرير لا يعرفون أن الجيش الإسرائيلي كان قد بدأ خطته لمحاصرة الجيش الثالث المصري، تطور مثل هذا يمكن أن يتسبب في أزمة كبرى.
(حاشية 40) المسؤول في مجلس الأمن القومي الذي قرأ هذه البرقية، بقوة ملاحظته، كتب عليها تحول اتجاه التيار؟.
الوثيقة الثامنة والثلاثون
برقية رقم 3801 من سفارة الولايات المتحدة في الكويت إلى وزارةالخارجية، تعليق العتيقي حول اجتماع أوابك (منظمة الأقطار العربية المنتجة للنفط)، في 18 أكتوبر 1973.
اجتمع منتجو النفط العرب في الكويت لمناقشة سياسة إمدادات النفط أثناء الحرب حيث قرروا، وقت ورود هذه البرقية، البدء في فرض حظر شامل على إمدادات النفط للولايات المتحدة الأمريكية.
فقد أشار منتجو النفط عكس ما توقع كيسنجر، إلى أن اتخاذ هذا الإجراء حول السياسة البترولية سيكون حافزاً نحو المفاوضات وليس عقبة أمامها، وأرادوا أن يحذروا «الولايات المتحدة والمستهلكين الآخرين» من أن المنتجين مصممون مثلهم مثل المقاتلين على خط الجبهة على أن تتخلى إسرائيل عن الأراضي المحتلة».
ومع ذلك، كان واضحاً أن السعوديين أصروا على أن لا يشير بيان أوابك إلى الولايات المتحدة بالتحديد، ولكن بدلاً من ذلك الأقطار «غير المؤيدة» للقضية العربية.
غياب الدعم الأوروبي
الوثيقة التاسعة والثلاثون
برقية رقم 12113 من سفارة الولايات المتحدة في المملكة المتحدة إلى وزارة الخارجية، المواقف الأوروبية في نزاع الشرق الأوسط، 18 أكتوبر 1973.
بالنسبة لإدارة نيكسون، أحد أكثر العناصر المثيرة للامتعاض في حرب أكتوبر كان موقف الحكومات الغربية.
كما بين سفير الولايات المتحدة السابق لدى ألمانيا الغربية مارتن هيلين براند أن واشنطن اشتكت بصوت مدو مما اعتبرته غياب الدعم الأوروبي.
بينما حلفاء رئيسيون مثل المملكة المتحدة التي منعت استخدام قواعدها لنقل المساعدات الجوية لإسرائيل، لم تقم إدارة نيكسون بإجراء «مشاورات مسبقة» مع حلفائها الأوروبيين في الناتو حول قراراتها أثناء الحرب.
(ملاحظة رقم 40) هذه البرقية، الموقعة من قبل الاعلامي الكبير والتر أنين بيرج، سفير الولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة، تلقي بعض الضوء على الخلافات.
بينما كان أنين بيرج غير راض بشكل واضح من أن يبقى الأوروبيون متنحين جانباً وأن المواقف الأوروبية كان لها تأثير على عزل الولايات المتحدة عن الناتو، فان عضو البرلمان المحافظ، الذي يحظى بثقة رئيس الوزراء إدوارد هيث، جيمس بريور أعتقد أن التعاون كان صعباً لأن المصالح كانت متعارضة.
لقد أوضح أن حرب الشرق الأوسط سببت مشاكل صعبة وخطيرة لبريطانيا بسبب أهمية «النفط العربي» ومصالح بريطانيا الاقتصادية والتجارية في الدول العربية، اتخاذ هذا الموقف بشكل جلي سبب بعض المخاطر لحكومة هيث لأن الغالبية العظمى من الشعب البريطاني كانت متعاطفة مع إسرائيل.
التفوق ووقف إطلاق النار
الوثيقة الأربعون
وزارة الخارجية، مركز العمليات، مجموعة المهام في الشرق الأوسط، تقرير عن الأوضاع رقم 43، تقرير حول الوضع في الشرق الأوسط من بداية الساعة السادسة بالتوقيت العالمي، في 19 أكتوبر 1973.
بينما كانت معركة الدبابات مستعرة في سيناء بدون توقف، قامت القوات الإسرائيلية بتوسيع «رأس الجسر» الذي أقامته على الضفة الغربية للقناة مع تواجد أكثر من مائتي دبابة.
وهذا التطور، كما يعتقد الإسرائيليون، يعطيهم الخيار في التوجه نحو القاهرة، وكذلك يزيد من قدرتهم على تدمير الجيش المصري.
يشعر الإسرائيليون الآن بأنهم حولوا اتجاه الحرب، وأن المبادرة الآن في كلتا الجبهتين أصبحت في أيديهم.، وهذا يعني أن «رائحة النصر» ربما تجعل تل أبيب غير راغبة في قبول وقف إطلاق النار، الشيء الذي يؤدي إلى مشكلة خطيرة: الأثر الذي يسببه للعلاقات الأمريكية- السوفيتية لو أن الإسرائيليين دمروا جيش أحد حلفاء موسكو الرئيسيين.
الوثيقة الواحد والأربعون
من بريجينيف إلى نيكسون، في 19 أكتوبر 1973، سلمت إلى كيسنجر الساعة 11:45 ص.
على اثر الانتكاسات التي وقعت في سيناء، أراد السادات وقفاً لاطلاق النار، وتعامل السوفيت مع هذه الرغبة كمسألة ملحة، ففي مساء يوم 18 أكتوبر، قرأ دوبرونين على أسماع كيسنجر نص قرار مقترح من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار؛ صباح اليوم التالي كتب بريجينيف إلى نيكسون حول الأزمة
(ملاحظة رقم 42) رأى السوفييت وضعاً خطيراً جداً وأن من مسؤولية «القوتين العظميين» أن تضبط الأوضاع حتى لا تتجاوز الحدود.
ومن منطلق حرصه على تجنب هزيمة مهينة لحلفاء موسكو العرب، وقلقه من الضرر الذي لحق بالعلاقات مع واشنطن، وتصميمه على لعب دور في التسوية التي ستعقب الحرب، حث بريجينيف نيكسون على أن يرسل كيسنجر إلى موسكو لإجراء محادثات حول تعجيل اتخاذ قرارات سياسية عاجلة وفاعلة لوقف القتال. (ملاحظة رقم 43).
مهمة كيسنجر
الوثيقة الثانية والأربعون
مذكرة حول محادثة بين كيسنجر وشيليسنجر وكوبلي ومورار، 19 أكتوبر 1973، من الساعة 7:17 - 7:28 مساءً.
قبل سفره إلى موسكو بساعات، تحدث كيسنجر في الاجتماع إلى كبار المسؤولين من وزارة الدفاع والمخابرات حول طلب بريجينيف ورحلته المقررة، فبينما كان كيسنجر يبين أن الذهاب إلى موسكو سوف يؤخر قرار وقف إطلاق النار لعدة أيام، ويحفظ ماء وجه السوفييت، ويجنب الوصول لوضع سيئ: يحضر وزير الخارجية جروميكو إلى هنا بتعليمات قاسية.
وقد أكد كيسنجر على ما يراه من دور مركزي للولايات المتحدة: كل شخص في الشرق الأوسط يعرف أنهم إذا رغبوا في التوصل إلى سلام عليهم أن يأتوا إليه عبرنا.
وعلى الرغم من أنه رأى فشل السوفيت سياسياً في المنطقة قال: نحن لا نستطيع إهانتهم كثيراً.
الوثيقة الثالثة والأربعون
من نيكسون إلى بريجييف، 20 أكتوبر 1973 ليس بأقل من بريجينيف، فقد رأى نيكسون أشياء كثيرة في خطر إذا استمر القتال؛ فقام بسرعة بإعطاء تعليمات إلى كيسنجر بالسفر إلى موسكو للتفاوض حول قرار وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من إدراكه ان رحلته إلى موسكو ستكون وسيلة لكسب الوقت لمزيد من المكاسب العسكرية الإسرائيلية، شعر كيسنجر بالأسى من قرارنيكسون بإعطائه الصلاحية الكاملة للتفاوض: الالتزامات التي ربما يقدمها كيسنجر أثناء المناقشات تحوز على دعمي الكامل.
بالنسبة لكيسنجر فان المزيد من حرية اتخاذ القرار كان غير مساعد فلو أراد أن يماطل، مثلاً، لمساعدة الإسرائيليين لتحسين موقفهم، سوف يكون غير قادر على استغلال مشاوراته مع الرئيس كعذر لذلك. (ملاحظة رقم 44)
مؤتمر السلام
الوثيقة الرابعة والأربعون
مقتطفات من الرسائل الأمريكية- المصرية المرسلة عبر القنوت السرية، بين 20-26 أكتوبر 1973.
تطرق إسماعيل أيضاً إلى وقف إطلاق النار في هذه الرسالة التي بعثها لكيسنجر في ساعة متأخرة من مساء يوم 20 أكتوبر، عالماً بخطط كيسنجر لمقابلة بريجينيف في موسكو، كان يأمل في أن هذه المحادثات ستصل إلى اتفاق على قرار لإنهاء القتال في «الخطوط الحالية»، ملتزما بالخطاب الذي ألقاه السادات في 16 أكتوبر، طالب إسماعيل بالموافقة على عقد مؤتمر للسلام للتوصل إلى «تسوية أساسية».
الوثيقة الخامسة والأربعون «ب»
برقية رقم 4663 من السفارة (الأمريكية) في المملكة العربية السعودية إلى وزارة الخارجية، حظر سعودي على شحنات النفط للولايات المتحدة، في23 أكتوبر 1973.
بينما كان كيسنجر في بداية محادثاته مع بريجينيف في 20 أكتوبر، واصل الجيش الإسرائيلي تقدمه عبر قناة السويس حيث كان القتال عنيفاً على الجبهة الجنوبية.
أما الجبهة السورية فكانت هادئة إلى حد ما وكان السوريون يضغطون على الملك حسين لإرسال المزيد من القوات الأردنية.
علمت وزارة الخارجية أن المملكة العربية السعودية قد انضمت للمقاطعة النفطية العربية واتخذت قراراً بتخفيض الإنتاج بشكل كبير، ووفقاً لبرقية وردت من سفارة الولايات المتحدة في جدة بعد بضعة أيام، فان إعلان الولايات المتحدة عن تقديم حزمة مساعدات لإسرائيل بقيمة 2 ،2 مليار دولار قد أثار حفيظة الملك فيصل الذي «اشتاط غضباً» من التناقض بين «نغمة التطمين» التي حملتها اتصالات حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والإعلان عن الحجم «الذي لا يصدق» للمعونة الأمريكية لإسرائيل.
فمزيد من القرارات من قبل منتجي النفط العرب بخفض الإنتاج سوف يكون له أثر كبير على أسعار النفط في الأسابيع القادمة. (ملاحظة 45).
القضية الأساسية
الوثيقة السادسة والأربعون
مذكرة حول الحوار بين بريجينيف وكيسنجر، في 20 أكتوبر 1973، من الساعة 9:15 - 11:30 مساءً.
أظهرت المناقشة الأولى بين كيسنجر وبريجييف أنه لا توجد خلافات حول القضيةالأساسية وهي ضرورة التوصل إلى إنهاء القتال، وكذلك عدم اعتراض السوفيت على اقتراح كيسنجر الأساسي بأنه توجد «مشكلتان» - وقف القتال والتسوية السلمية - ويجب معالجتهما كل على حدة.
ومع ذلك كان كيسنجر مصمما على ان منحه سلطة التفاوض، التي لم يرحب بها، من قبل نيكسون لن تجبره على اتخاذ قرارات سريعة يمكن أن تؤثر سلبا على هدفه المتمثل في اعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لتحقيق مكاسب عسكرية.
لذا قال لبريجينيف: لو أننا توصلنا لبعض نقاط التفاهم، لازلت أرغب في تقييمها ومراجعتها مع الرئيس. وبسرعة وافق على بيان بريجينيف حول أهمية وقف كل «الادعاءات المغرضة» بأن موسكو وواشنطن تسعيان لإملاء ارادتهما على الآخرين في الشرق الأوسط، وأعرب كيسنجر أيضاً عن موافقته بشكل عام على الاقتراح السوفيتي حول قرار لوقف إطلاق النار على الرغم من إدراكه أن الإسرائيليين سوف يرفضون أي إشارة للقرار 242. (ملاحظة 47)
ترويض الحلفاء
الوثيقة السابعة والأربعون
رسالة من بيتر رودمان إلى كيسنجر، توهاك 20، في 20 أكتوبر 1973، تنقل مذكرة من سكوكروفت إلى كيسنجر.
بعد لقائه مع بريجينيف، صدم كيسنجر بتلقيه رسالة من سكوكروفت بناء على توجيهات نيكسون، معتقداً بأن تسوية دائمة في الشرق الأوسط ستكون هدفاً هاماً جداً، رغب نيكسون في اتفاق أمريكي- سوفيتي حول «البنود العامة» والذي سوف يسهل على القوتين العظميين ترويض حلفائهما.
من المحتمل أن شكوكه في أن كيسنجر منحاز جداً للمصالح الإسرائيلية، جعلت نيكسون يطلب من مستشاره أن يتخذ أسلوبا جافا مع كلا الطرفين، حيث انه لا الإسرائيليون ولا العرب سوف يتجهون نحو هذا الموضوع بطريقة عقلانية، أعتقد نيكسون بأن موسكو وواشنطن عليهما فرضت سوية: بممارسة الضغوط الضرورية على أصدقائنا كل فيما يخصه. لتعرضه لهجوم متواصل بسبب فضيحة واترغيت ولتطلعه بدون شك لميزة سياسية كبرى في نجاحه الدبلوماسي، أراد نيكسون ان يطمئن بريجينيف بأنه لو أمكنهم التوصل إلى تسوية فإنها سوف تكون بدون أدنى شك واحدة من ألمع النجوم التي يؤمل في أن تضيء مجرة السلام الناشئة من علاقة نيكسون وبريجينيف.
كيسنجر يتجاهل تعليمات نيكسون
الوثيقة الثامنة والأربعون
رسالة من كيسنجر إلى سكوكروفت، هاكتو 06 (20 أكتوبر1973).
تجاهل كيسنجر تعليمات نيكسون. وكونه غير سعيد من رسالة نيكسون إلى بريجينيف حول صلاحياته التفاوضية، ومدركا أن نيكسون ليس في وضع يمكنه من فرض إرادته، نقل كيسنجر إلى سكوكروفت «صدمته». حيث ادعى أنه لو نفذ التعليمات فان ذلك سوف ينهي بشكل تام ميزة المناورة التي لازالت لديه.
ورؤية نيكسون للقوتين العظميين تفرضان ارادتيهما على حلفائهما كانت غير متوافقة مع تصميم كيسنجر باستبعاد الاتحاد السوفيتي من عملية السلام في الشرق الأوسط.
الوثيقة التاسعة والأربعون
مذكرة حول محادثة بين بريجينيف وكيسنجر، 21 أكتوبر 1973، من الساعة 12 ظهرا -4 بعد الظهر.
الاجتماع القادم بين بريجينيف وكيسنجر كان مقررا الساعة 11 صباحا يوم 22 أكتوبر، ولكن بريجينيف أجله حتى يتمكن المكتب السياسي من مناقشة الاتصالات الأخيرة بين المصريين والسفير السوفيتي في القاهرة.
وهو يدرك ان قواته كانت في ظروف يائسة، فكان السادات «يتسول» وقفا لاطلاق النار، على العكس، الأسد لم يعديطلب وقفا لاطلاق النار لانه كان يحاول استرداد هضبة الجولان. اهتمامات الأسد، مع ذلك، لم تؤثر على القيادة السوفيتية التي أقرت انه من الضروري التوصل لاتفاقية سريعة لوقف إطلاق النار على الرغم من انهم كانوا حريصين على عدم إفشاء أي أسرار عن وضع المصريين أثناء محادثاتهم مع كيسنجر.
«يتبع في الحلقة القادمة»
|