Tuesday 27th January,200411443العددالثلاثاء 5 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مراقبون فلسطينيون لـ « الجزيرة »: مراقبون فلسطينيون لـ « الجزيرة »:
إقامة دولة ذات قوميتين..تثير مخاوف متزايدة لدى الإسرائيليين

* رام الله- بلال أبو دقة:
قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة ال «غارديان» البريطانية رصدتها الجزيرة السعودية: إن الوقت المتوفر للتوصل إلى حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس إقامة دولتين للشعبين آخذ بالنفاد، على رغم من التزام الفلسطينيين، منذ الثمانينات بالاكتفاء بالضفة الغربية وقطاع غزة لإقامة دولتهم عليها..
وأضاف عرفات أن السببين الرئيسين لنفاد الوقت، هما بناء الجدار الفاصل، وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة..
مشيرا إلى أن آفاق إقامة دولة فلسطينية قد تبددت من جراء إقامة الجدار العنصري وتوسع المستوطنات اليهودية على حساب الأراضي الفلسطينية..
وأكد الرئيس الفلسطيني على أن هدف خطة الفصل من جانب واحد، التي تتحدث عنها الحكومة الاسرائيلية برئاسة شارون، هو ضم مناطق فلسطينية احتلت عام 1967، التي من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية لإسرائيل..
وأشار عرفات إلى أن بناء الجدار لن يحل المشاكل، وأن الطريق الصحيح لحل النزاع هو تدخل المجتمع الدولي وإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة ومراقبين دوليين إلى المنطقة..
واتهم الرئيس الفلسطيني إسرائيل بأنها تقف وراء استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، محمود عباس ( أبومازن)، وذلك لأن إسرائيل لم تمنحه شيئًا ولم تطلق سراح أسرى فلسطينيين، ولم تتنازل عن بناء الجدار وعن الطوق على المفروض على المدن الفلسطينية ومن ضمنها مدينة رام الله، المحاصر فيها الرئيس عرفات منذ قرابة العامين..
لن نتردد في الدفاع عن حقوق شعبنا..
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع ( أبو علاء ) قال في مطلع هذا الشهر في تصريحات صحفية: إن الفلسطينيين سيسعون إلى دولة ذات قوميتين، والمطالبة بنفس الحقوق التي يتمتع بها الإسرائيليون إذا نفذت إسرائيل تهديدها بالاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية.. وتابع ( أبو علاء ) قوله: إن إحساس الفلسطينيين باليأس في مواجهة خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، بفرض حدود تجردهم من بعض الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها إذا استمر توقف مساعي السلام..
إن الخطوات الأحادية من جانب شارون بما في ذلك الجدار الفاصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية، قد تدفع الفلسطينيين إلى التخلي عن جهود التوصل إلى تسوية للصراع تقوم على أساس دولتين..
لقد وضع شارون الفلسطينيين في كانتونات، في أقفاص كالدجاج، إن هذا حل قائم على الفصل العنصري..
لا يمكننا قبوله بأي حال من الأحوال..
ومما قاله رئيس الوزراء الفلسطيني: سنسعى إلى حل يقوم على أساس دولة واحدة.. لا يوجد حل آخر..
لن نتردد في الدفاع عن حقوق شعبنا عندما نشعر بنية إسرائيل الجادة للغاية بالقضاء على هذه الحقوق..
إقامة دولة ذات قوميتين؛ تثير مخاوف متزايدة لدى الإسرائيليين..
يذكر أن موضوع إقامة دولة ثنائية القومية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يثير جدلا واسعا خاصة بين أوساط الإسرائيليين..
هذا الموضوع يعني أن تتشكل قوميتان على أرض فلسطين التاريخية، وبالتالي تتوقف كافة القرارات الرئيسية على موافقتهما معا، وهو ما لا يتوفر ضمن إطار دولة اسرائيل بتكوينها السكاني والديموغرافي الحالي..ويقول مراقبون فلسطينيون ل الجزيرة: إن فكرة إقامة دولة ذات قوميتين، تثير مخاوف متزايدة لدى الإسرائيليين من أنهم إذا لم ينفصلوا عن الفلسطينيين، فإن اسرائيل قد ينتهي بها الأمر وهي تحكم منطقة تمتد من نهر الأردن إلى البحر المتوسط وسرعان ما سيصبح اليهود أقلية فيها. مسؤولون فلسطينيون يقولون في أحاديث متفرقة مع الجزيرة: إنه سيتم اللجوء إلى دولة ذات قوميتين، فقط كخيار أخير إذا سعى الفلسطينيون إلى التخلي عن طموحات إقامة دولة خاصة بهم..
وهنا يتساءل المراقبون والسياسيون في كلا الجانبين إن كانت هناك إمكانية لتطبيق هذه الفكرة على عموم فلسطين في المدى البعيد، وعلى قاعدة تاريخية..
إذ لا يمكن الوصول إلى حلول جذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا من خلال دولة ديمقراطية موحدة على عموم الأرض الفلسطينية، تتعايش فيها القوميتان على أساس المساواة القومية الكاملة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved