Tuesday 27th January,200411443العددالثلاثاء 5 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاحتجاز في البرد ليلاً وسيلة إسرائيلية جديدة لعقاب عائلات الأسرى والمطلوبين الاحتجاز في البرد ليلاً وسيلة إسرائيلية جديدة لعقاب عائلات الأسرى والمطلوبين

* رام الله- نائل نخلة:
الزمان الساعة الثانية فجر السبت 24 كانون ثاني، المكان قرية ترمسعيا في أقصى شمال شرق رام الله، قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم القرية للقيام بإرهابها الليلي المعتاد، من خلال مداهمة المنازل وإخراج جميع ساكنيها إلى العراء ثم اعتقال أحدهم أو عدد منهم بعد تفتيش المنزل وتحطيم جزء من محتوياته وإثارة حالة من الرعب وسط الأطفال والنساء.
لم تمنع عاصفة البرد الشديد التي كانت تجتاح مدينتي رام الله والبيرة وجميع مدن فلسطين المحتلة في إطار عاصفة قطبية تتأثر بها المنطقة بأكملها جنود الاحتلال من الاستمرار في حملات التنكيل بالأطفال والنساء والشيوخ، بحجة تنفيذ حملات الاعتقالات بحق المدنين الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم الذين تدعي قوات الاحتلال أنهم مطلوبون لها بتهمة مقاومة الاحتلال.
عائلة الشاب نسيم عوض حزمة 26 عاما من قرية ترمسعيا كانت فجر السبت على موعد مع العذاب الليلي المتكرر، فقد فوجئ النيام في المنزل بوجود عدد كبير من جنود الاحتلال يحاصرون منزلهم، أفاقوا من نومهم على أصوات بساطير جنود الاحتلال تقرع الأبواب، بينما يقوم جنود آخرون بإلقاء الحجارة على المنزل الذي تحت جزء من زجاجه جراء ذلك.
الأم وطفلاتها لم يستوعبوا ما يحصل فقد أفاقت العائلة وسط حالة من الرعب والذعر على الأصوات التي يصدرها جنود الاحتلال، الطفلتان اللتان لم تتجاوزا العامين ونصف العام بدأتا بالبكاء الشديد على أسماع الجنود الذين رفضوا السماح لهم ولأمهم بالبقاء داخل البيت لحمايتهما من البرد.
الوالد كان محتجزا مع جنود الاحتلال ويجيب عن أسئلتهم لم يستطع حتى الدفاع عن زوجتيه وطفلتيه اللتين بقيتا في العراء بين كومة من الجنود تجمعوا أمام المنزل يلبسون لباساً خاصاً للبرد والريح والأمطار، بينما الصغار والأم يرجفون من البرد لمدة زادت على الساعة دون أن تتحرك أفئدة أحد هؤلاء ويسمحوا لها ولطفلتيها بالدخول إلى منزلهم.
ويروي المواطن حزمة طريقة تعامل جنود الاحتلال معه ومع شابين آخرين استهدفتهم عملية المداهمة التي جرت في قريتهم فيقول طلب جنود الاحتلال الذين حضروا إلى المنزل مني الخروج على الفور بعد إحضار بطاقة هويتي الشخصية دون أن يسمحوا لي بتغيير ثياب النوم، وفي العراء وقبل الاقتراب منهم أجبروني على الكشف عن جسدي للتأكد من خلوه من المتفجرات والأحزمة الناسفة، وقاموا بعدها بإعصاب عيني وتقييد يدي ووضعي في إحدى ناقلات الجند التي حضرت معهم. وهناك كانت وجبة التنكيل الأولى التي تعرضت لها حيث سارت الناقلة مدة خمس دقائق لا أدري إلى أين، ثم توقفت وبعد ومدة زادت عن نصف الساعة تم إحضار شابين آخرين إلى نفس ناقلة الجند، تبين لي فيما بعد أنهم شقيقان من قريتنا.
اقتادوا ثلاثتنا إلى معسكر داخل مستوطنة شيلو القريبة من قريتنا وقاموا بالتنكيل بنا بضربنا ضرباً مبرحاً لمدة زادت على السبع ساعات، بعدها أطلقوا سراحنا على أحد الشوارع التي يسلكها المستوطنون وأجبرونا على الركض حتى مشارف القرية وهم يلاحقوننا بسيارة الجيب العسكرية التي يركبونها.
أما زوجات المطاردين الفلسطينيين فحالهم أسوأ، حيث يقوم جنود الاحتلال بشكل متكرر باقتحام منازلهم في ساعات متأخرة من الليل عادة، بحجة البحث عن مطاردين مثيرا حالة من الرعب الشديد بين أطفالهم الذين يخضعون وأمهاتهم لعمليات تحقيق ميدانية متكررة.
وتروي زوجة المطارد فلاح شحادة 32 عاما من قرية دير سودان شمال رام الله، الذي تطارده قوات الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة قائلة إن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها الذي لا يوجد به سواها وثلاثة من أطفالها في منتصف الليل تقريبا، وأخرجوها وأطفالها إلى العراء وقاموا بتفتيش منزلها بشكل دقيق.تضيف زوجة المطارد بعد ذلك أخضعوني لتحقيق ميداني تخلله ضغط نفسي وتهديدات كبيرة وجهها لي الجنود باعتقالي في حال عدم قيام زوجي بتسليم نفسه لهم، وقبل انسحابهم طلبوا مني الحضور في اليوم التالي إلى معسكر عوفر غرب رام الله، ليقوم جنود ضباط الاحتلال باستجوابي عن مكان زوجي.
هذا ودرجت قوات الاحتلال خلال الانتفاضة الحالية على التنكيل بأسر فلسطينية بأكملها عند اقتحامها للمنازل، في إطار سياسة إذلال غير مسبوقة، حيث تضطر جميع عائلة المعتقل للخروج في العراء وسط برد الشتاء وحر الصيف حتى تقوم قوات الاحتلال بتفتيش المنزل وباعتقال المواطنين والاعتداء عليه أمام أسرهم.واشتكى كثير من المواطنين خلال الانتفاضة الحالية من قيام جنود الاحتلال أثناء مداهماتهم وتفتيشهم بسرقة مصاغهم الذهبي وأموالهم التي يعثرون عليها داخل المنزل أثناء مداهماتهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved