Tuesday 27th January,200411443العددالثلاثاء 5 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الروائي الكبير الروائي الكبير

خبر وفاة الروائي الكبير عبدالرحمن منيف كان خبراً مفاجئا ولكن هذه هي طبيعة الحياة، فالموت يتعقب كل بني الانسان، لكن المبدع يظل يمتاز بقدرته على خلق حيوات أخرى له عبر ابداعه وهذه هي ميزة الابداع ان يحيى المبدعين، الحياة الحقيقية والحياة التي يرسمها عبر ابداعه، في حين ان وفاة الروائي عبدالرحمن منيف ليست نهاية لهذا المبدع الخلاق، بل هي بداية للتواصل معه عبر ما أبدعه من أعمال روائية، كان لها الحضور الفاعل عربيا وعالميا فهي بحاجة الى المزيد من الدراسات ومزيد من التواصل معها.
عبدالرحمن منيف استطاع أن يجسد حياة الانسان العربي المسحوق، واستطاع ان يجسد الاضطهاد بكل أشكاله وأنواعه التي تمارسها بعض السلطات تجاه الموطن العربي.قرأت له الكثير من أعماله، ربما ما يظل في ذهني دائما رواية «الشرق المتوسط» التي تخيفك بما فيها قدرة على التجسيد وما يحدث داخل السجون في بعض الأوطان.وانتقل بنا إلى عوالم وجزئيات من دول الشرق الأوسط في «مدن الملح» وجسد ببراعة واقع «العراق» عبر «مدن السواد»، واستطاع ان يرسم فيها ملامح أرض العراق وإنسان العراق على حقيقته، وان يتنبأ بالكثير مما نشاهده يحصل اليوم في العراق، التي كانت عبر التاريخ وما تزال منطقة الاضطرابات، هذا الروائي الكبير، تمكن من أن يجسد هذا المفهوم بقدرة فائقة وان يرسم ملامح للمكان وللزمان عبر هذا العمل الذي يستحق بجدارة ان يحصل على جائزة نوبل للآداب فهو كمبدع لا يقل عن تلك الاسماء التي حصلت على هذه الجائزة، وما حصل عليه من جوائز سابقة تؤكد ذلك وانتاجه الغزير الذي يمتاز بالابداع المتفرد في عمل تلو عمل تجعله أهلا لذلك.

خالد الخضري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved