لا ندري أي نسق ثقافي يجعلنا نهمل (دورات مياهنا) العامة بالصورة التي تبدو فيها تلك الأماكن بحالة سيئة تدعو للرثاء. تلك المناظر نحن شهود عليها وليس فينا من سيسأل عن أدلة أو براهين تثبت فظاعة تلك الأحوال الرثة لأدوات الحمامات.
أن تقدم رجلك اليسرى في دخول تلك الأماكن وتتعوذ من الخبث والخبائث.. فذلك أمر محمود بوصفه سنة نبوية، ولكن أن تغيب عنك (كركبات) المكان, وتتجاهل (بلادة) كثير من الحمامات العامة، فإن ذلك يحيل الى خلل في الوعي الجمالي لدى الكثير منا، ويشير الى غياب المسؤولية ويؤكد جهلنا بأهمية الخدمة الاجتماعية والتطوعية في تعديل كثير من الأخطاء.
آخر موضوع يمكن أن تطوله (الميزانيات) سواء على مستوى المؤسسات التربوية أو الدوائر الحكومية أو المساجد، هو دورات المياه (أقفال مخلعة، وأبواب مهترئة، ونوافذ مغبرة، وفضاء ملوث)، فآخر (علمنا) بالحمامات يوم الانتهاء من بنائها، لا صيانة، ولا متابعة، ولا نظافة.. وكأنها الأهرامات غير قابلة للتلف.
ولا نظن مطلقاً.. أن ثمة علاقة لا من بعيد ولا من قريب بين شكل الحمام الظاهري وما يمارس فيه، فكلاهما مختلف، ولكننا نتعجب كثيراً.. كثيراً.. عندما يوافق (شن طبقة)، من هنا يكون التوقف عند مثل هذه الموضوعات أمراً مبرراً.
دخول الحمامات الخاصة والعامة جزء من برنامجنا اليومي باعتبارها حاجة ملحة، وهذا يحتم علينا الارتقاء بالمكان بالصورة التي نشعر أننا كبشر محترمين حتى في دورات المياه.
إذا لم نهتم بشكل الحمام الخارجي وتجهيز خدماته بالتصور اللائق فإن ذلك يعني مزيد القصور الجمالي والخدماتي والإنساني، لأن البيئة الرثة للحمام ستكون نموذجاً راسخاً في وعينا نتوارثها عبر الأزمان. ليصل بنا الأمر أن نضحك مستقبلاً على من يهتم بتجميل (حمامه)، وأظن بعضنا - الآن - يضحك بملء شدقيه على ذلك.
|