في مثل هذا اليوم من عام 1952، أشارت تقارير الواردة من مصر إلى مصرع 20 شخصاً على الأقل وجرح مئات آخرين في ثورة ضد البريطانيين في القاهرة.
وأشارت الأرقام الأولية إلى مقتل 17 بريطانياً أو إحراقهم حتى الموت خلال هذه الاضطرابات، إضافة إلى جرح حوالي 200 والقبض على 300 شخص.
وجاءت أعمال الشغب عقب الاضطرابات التي حدثت في منطقة قناة السويس في الأسبوع المنصرم.
وقد أطلق النحاس باشا، رئيس الوزراء المصري، لقب «الخونة» على مثيري الشغب حيث أنهم يحاولون الإطاحة بالحكومة بإثارة المشاكل مع البريطانيين. هذا وقد أعلن الملك فاروق الأحكام العرفية في العاصمة. وتم فرض حظر التجوال من الفجر إلى الليل وتم إعطاء الشرطة أوامر بإطلاق الرصاص عند رؤية أي شخص.
وقد انتشرت القوات المصرية في جميع المناطق الرئيسية في القاهرة مرتدين الخوذات الصلبة ومسلحين بالبنادق، وذلك لحراسة قصر الملك وسفارتي بريطانيا وأمريكا.
وكان معظم الضحايا البريطانيين من كبار السن من أعضاء نادي تيرف، والذي تم تدميره بالكامل في أعمال العنف.
وقد أدى ذلك إلى ضياع العديد من اللوحات التاريخية لأعضاء النادي السابقين. كما لحقت أضرار كبيرة بفندق شبرد، المعروف لجميع السائحين على مستوي العالم.
هذا بالإضافة إلى قيام الحشود الثائرة بحرق ونهب بنك باركلايز، أكبر بنك بريطاني في القاهرة. وقد تنامى الشعور العدائي ضد بريطانيا بصورة كبيرة.
وتعرضت دوريات القوات البريطانية في منطقة قناة السويس إلى الهجوم من قبل المتمردين المسلحين.
أما القشة التي قسمت ظهر البعير فكانت مقتل الراهبة الأيرلندية المناضلة وهي في طريقها إلى الدير. وقد ردت القوات البريطانية بالاستيلاء على مدينة الإسماعيلية. ولقي أكثر من 40 ضابط شرطة مصري مصرعه في هذا الهجوم.
وقد صرح السيد جورج ايرسكين قائد القوات البريطانية، بأن هذا الهجوم كان ضروريا لمنع هجوم المصريين على جنوده مرة أخرى.
هذا وقد اتهمت الحكومة المصرية البريطانيين بشن ما أسمته بأعمال الحرب وأيضاً عدم مراعاة قوانين وأعراف الحرب في منطقة قناة السويس.
|