في مثل هذا اليوم من عام 1945، قامت القوات الروسية بدخول مدينة أوشويتز في بولندا، وتحرير الناجين من شبكة معسكرات الاعتقال مُظهرةً للعالم مدى بشاعة الجرائم التي اُرتكبت هناك. كانت أوشويتز في الواقع عبارة عن معسكرات مرقمة 1، 2، 3. وكان هناك ما يقرب من 40 معسكراً متنقلا صغيرا. وقد أقامت ال SS في أوشويتز 2 في بيركينو، التي شُيدت في شهر أكتوبر عام 1941، ساحة قتال وحشية بها: 300 سجن وأربعة حمامات لقتل السجناء بالغاز ومخازن للجثث وأفران لحرق الجثث. كما كان آلاف المعتقلين يُستخدمون في التجارب الطبية التي يجريها طبيب المعسكر جوزيف مينجيل الذي أطلق عليه لقب «شبح الموت».
وقام الجيش الأحمر بالتقدم بعمق داخل بولندا منذ منتصف شهر يناير. وبعد أن تمكنت القوات الروسية من تحرير وارسو وكراكاو مضت قدماً نحو أوشويتز. وعند توقعها لوصول الروس، بدأ البوليس السري النازي في الانهماك في أعمال القتل، فقاموا بإطلاق الرصاص على السجناء المرضى وتفجير المحرقة في محاولة بائسة لطمس الأدلة علي جرائمهم. وعند اقتحامهم المكان أخيراً، وجد الجنود الروس 648 جثة وأكثر من 7000 شخص يموتون جوعاً في المعسكر. وكان هناك ستة مخازن ممتلئة بمئات الآلاف من الفساتين النسائية والبذات الرجالية والأحذية التي لم يجد الألمان وقتاً لحرقها.
|