كثر الحديث عن الصفقات الاتحادية المتتالية، وعن هجرة النجوم إلى العميد وما يترتب عليها من تكديس وتعطيل لمواهبهم والاستفادة من خدماتهم في ظل وجود عدد كبير منهم في كل مركز اتحادي، لدرجة (التخمة) كما في محور الارتكاز الذي يضم خميس العويران ومحمد نور وسعود كريري وعبدالله الواكد وخميس الزهراني.
هنا.. لا يحق لأحد منا ان يعترض أو يلوم مهندس الصفقات الاستاذ منصور البلوي، طالما انه يتحرك وفق ما تسمح به أنظمة ولوائح الاحتراف، وما دام الرجل مقتنعاً بأن مصلحة ناديه تقتضي الاستعانة بأكبر عدد من النجوم بغض النظر عن أية اعتبارات أو حسابات أخرى لا تعنيه ولا تمنعه من الاستمرار في منهجه الذي ارتضاه وكلَّفه إنفاق ملايين الريالات من جيبه الخاص.
ولكن في المقابل، وبالنظر لمصلحة الجماهير والاندية والكرة السعودية عموما، من الضروري ان نشير الى ان تفريغ الفرق من أبرز نجومها واستقطابهم في فريق واحد هو الاتحاد سيكون له آثاره السيئة على الحضور الجماهيري لمباريات معظم الفرق وعلى مستوياتها، وبالتالي المستوى العام لمختلف المسابقات الكروية، لذلك نتمنى من اتحاد الكرة ان يعمل على تنظيم وتحديد عملية انتقال اللاعبين بحيث لا يزيد عدد المنتقلين للنادي في الموسم الواحد عن ثلاثة لاعبين، أو حسب ما يراه اتحاد الكرة، المهم ان يتوصل الى نتيجة واضحة ومحددة ومفهومة من الجميع.
الطائي والطريق المسدود
لجأ الطائيون على مدى سنوات طويلة إلى الصحافة الرياضية لتكون الوسيلة الوحيدة المتوفرة أمامهم لشرح معاناتهم والتعبير عن همومهم، بل المطالبة بحقوقهم.. ومع تسليمنا بأنها - أي الصحافة - من الوسائل المهمة والقادرة على تشكيل واستمالة الرأي العام، وقد لا نبالغ إذا قلنا ان صحيفة واحدة مثل «الجزيرة» بتوجهاتها وشمولية اهتماماتها وحجم انتشارها حققت للطائيين جلَّ ما يريدونه ويهدفون اليه في هذا الشأن.. إلا أن ما قامت به «الجزيرة» أو حتى الصحف كلها مجتمعة لا يعني ان يتوقف الطائيون عند هذا الحد وعدم التحرك عبر القنوات الأخرى الرسمية والمعنية بحسم الكثير من قضاياهم المتراكمة المعلقة.
ندرك ويدركون ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد حريص على حل مشاكل الاندية وتوفير الأجواء الصحية التي تساعدها على الارتقاء بممارساتها وكافة شؤونها، وأن سموه لن يتردد في الموافقة على استقبال الطائيين والاستماع لآرائهم حيال ما يعانيه ناديهم سواء بالنسبة للمنشآت أو تلك المواقف والقرارات الصادرة من بعض الجهات التابعة للرئاسة واتحاد الكرة.. لكنهم على الرغم من هذا كله لم يجربوا ولو مرة واحدة استخدام هذه الخطوة العملية والمجدية والمهيأة لهم والتي لجأت اليها أندية غير قليلة بمجرد ان تعرضت لمشكلة بسيطة لا تقارن بكثافة وفداحة ما يتعرض له الطائي..!
ما الذي يمنعهم من طلب الالتقاء بسمو أمير الشباب؟! وهو برأيي لقاء تاريخي حاسم مع المسؤول القيادي الرياضي الأول والمتحمس لاتخاذ كل ما يكفل للاندية والرياضة السعودية نموها وتطورها ومواصلة منجزاتها..
القرار السائب!!
مع احترامنا الشديد وتقديرنا البالغ لإسهامات ومبادرات أعضاء الشرف في الاندية صغيرها وكبيرها، لكننا من منطلق ايضاح بعض الامور فإننا نتساءل: ما علاقة أعضاء الشرف بتقرير مصير المدرب وتحديد كفاءته وإمكانية تجديد الثقة به أو العكس..؟!
في الاجتماع الأخير لأعضاء شرف الهلال تم التصويت على بقاء أو رحيل المدرب أديموس، واتفق المجتمعون بأغلبية الاصوات على بقائه وأنه المدرب المناسب للهلال.. وعلى ضوء ذلك انتهى الموضوع وأقفل باب الجدل الدائر حول المدرب، باعتباره قراراً نافذاً لا يجوز التراجع عنه..!!
كما تلاحظون، لم يكن لمجلس الادارة دور رسمي أو مؤثِّر في اتخاذ قرار حساس وخطير يقع تحت مسؤولياته وفي إطار الصلاحيات المخولة له، وهو الأدرى والاكثر إلماما ومعرفة من أعضاء الشرف في هذه المسألة الفنية المرتبطة مباشرة وإجرائيا به كمجلس إدارة يتحمل وحده تبعاتها ونتائجها سلبية كانت أو ايجابية..!!
إذا كان مجلس أعضاء الشرف سيتولَّى بنفسه صياغة وصناعة قرار كهذا فما هو دور مجلس الإدارة إذاً..؟! ومن يضمن عدم وجود ضغوط وتدخلات في سائر التصرفات والقرارات الأخرى غير المعلنة، والتي يبدو انها من أسباب اضطراب وفوضوية التدابير الهلالية في السنوات الأخيرة..!!
سأل المذيع محمد الشهري الأستاذ أحمد الزامل الرجل الرمز والداعم الدائم والمتفاعل دوماً مع ناديه القادسية عن موقفه من إلغاء عقد المدرب أحمد العجلاني، فأجاب: على الرغم من انني رئيس هيئة أعضاء شرف القادسية وقريب جدا من الادارة والنادي، وصديق حميم للعجلاني وكنت أتمنى استمراره وواثق من نجاحه، إلا ان هذا كله لا يجيز لي التدخل في قرار يخص مجلس الإدارة..!
غرغرة
* بعيداً عن «اللف والدوران» حول اجتهادات صحافية ومناورات إدارية.. لا تودي ولا تجيب.. سيتجه النجم ياسر القحطاني في نهاية الامر للنادي الذي يدفع أكثر.. وهو بكل تأكيد الاتحاد..!
* إذا أردت أن تحكم على الإدارة بالنجاح أو الفشل فانظر الى طريقة اختيارها للمدرب واللاعبين غير السعوديين.
* ثق يا سامي.. إن لم تبادر أنت بنفسك وبملء إرادتك باكتشاف ما ينفعك وما يضرك فلن يقوم أحد آخر بالمهمة نيابة عنك...!!
* باستثناء الاتحاد والشباب فإن معظم انتصارات الفرق لم تكن بسبب تألقها ومهارة عناصرها وإنما جاءت بالصدفة وب«البربسة» وأشياء أخرى.
* دائما ما يتحول النظام أمام تجاوزاته إلى «فص ملح وذاب».. وسالفة تسجيل اللاعبين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
|