شكراً للأخت والزميلة فاطمة العتيبي حيث كان لنهاراتها اشعة عميقة تبزغ على كبد الحقيقة فتجعلها اكثر حقيقة.. كانت مقالتها المعنونة «بدموع المرأة» بعمق احساسي بها كل الملح الاجاج الذي ينزل على الجرح فيجعله اعظم اتساعا، وحديثها كان عن الاقسام في الكليات التي تبتلع ميزانية التعليم دون مردود لذلك، حيث لاتزال الخريجات يقبعن في البيوت ويقبلن اقل العروض بسبب قلة الحيلة والحاجة لان الاقسام المتوفرة في الكليات لاتتمشى مع سوق العمل بالاضافة الى ان اغلب الطالبات الملتحقات بالكليات دون مبالغة جميعهن في اقسام لاتتناسب مع ميولهن وادخلن قصرا لهذه الاقسام بسبب قد يكون متعلقاً بمجموعها او عدم رغبة الجميع باحد الاقسام الذي تبدأ من خلاله عميدة الكلية ممارسة خصالها العسكرية وجمهرة الطالبات اللواتي يقعن تحت ظروف عدم الاحقية باختيار القسم ليكون القسم المرفوض هو مقرهن وبالتالي لم تنجح احداهن، واذا حالفهن الحظ في النجاح بسبب رغبة الاستاذ او الاستاذة التخلص من هذه المجموعة المكدسة ستكون النتيجة بلاشك وابلا من الفشل يحيط اجيالا قادمة هذا لو توفرت الوظيفة وحالف الحظ.
آن الاوان ان ينظر لسياسة التعليم بعين الاعتبار ولعل توصيات مجلس الشورى حول سياسة التعليم وتقويمه تشمل ماهية الاقسام التي تكتظ بها الكليات ولاتناسب سوق العمل بدليل اننا لازلنا نحتاج للعمالة الوافدة في مجالات كثيرة ومن باب اولى ان يكون هذا الاحتياج دافعاً قوياً لتغيير نظام التعليم والنظر في احتياج الدولة من هذه الاقسام وتوفير الوظيفة المناسبة للشباب والشابات الذين يقتطعون من اعمارهم سنوات طويلة ليناموا قريري الاعين على شهاداتهم الجامعية التي تقطن تحت الوسائد!!
ثم نعد العدة بعد ذلك لعمل دراسات عن اسباب البطالة وتفشي الجريمة والا مالذي يدفع مجموعة من الشباب في تكوين عصابة للسرقة ويعرضون انفسهم للخطر والمشاكل حتى يصلوا الى محل او مؤسسة ويسرقوا منها مايسد احتياجهم أو ان يكون السبب في حاجة هؤلاء الشباب الى مصدر للرزق وهذا يعود الى عدم مناسبة تخصصاتهم مع سوق العمل وعدم توفر الوظيفة أو ان يكون السبب راجعاً الى التربية الخاطئة والسلوكيات السلبية وهذا ايضا يعود الى عدم الاهتمام بالتدريب والتأهيل واعداد امهات واباء المستقبل والنتيجة في كلا الحالتين «فتاكة» ايضاً نعم لفاطمة ان التخصصات المتوفرة الان لاتستطيع حتى اعداد الطالبة لتكون زوجة المستقبل او ربة منزل على اعتبار عدم توفر الوظيفة المناسبة لهذا التخصص والا ماذا ستستفيد الطالبة المتخرجة من قسم الرياضيات من هذا القسم في مطبخها او هل ستكون مادة الفيزياء معول مساعدة في تربية الابناء!! لو توفر ذلك فسوف تمتلئ المملكة الحبيبة بالعلماء!!
فوزية ناصر النعيم /عنيزة |