حرصت المقاومة اللبنانية على تسجيل انتصار آخر باسم العرب بفرضها على اسرائيل الافراج عن 435 عربي من الاسرى في سجون الاحتلال حيث لم تقتصر مطالب هذه المقاومة على مجرد اطلاق المواطنين اللبنانيين بل شمل اتفاق تبادل الاسرى مئات الفلسطينيين و23 لبنانيا إلى جانب مواطنين من سوريا والسودان.
وكانت هذه المقاومة انعشت الآمال العربية ورفعت هامة العرب وهي تطرد جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان في واحد من الانتصارات النادرة والمشهودة للعرب ضد الكيان الصهيوني..
وتحتاج الأمة دائماً إلى مثل هذه الامثلة المتفردة التي تنطوي على نكران للذات والشجاعة المتناهية، كما أن اجيالنا الجديدة تتوق لرؤية ومعايشة افعال بمثل هذه القوة تستمد منها عناصر تكوينها وتعزز بها ملامح الشخصية النضالية خصوصا ان الاحتلال الاسرائيلي لا يزال يجثم على أراض عربية وان الاطماع الاسرائيلية تسفر عن وجهها بين حين وآخر.
ومن خلال هذا الاتفاق تعترف اسرائيل بصورة واضحة بشرعية المقاومة فهي تفاوضت معها وبالتالي تسقط دعاويها وتخرصاتها التي كانت تصف المقاومة الاسلامية في لبنان بأنها مجرد تنظيم إرهابي.
ومن المؤكد أن الهزيمة التي الحقتها المقاومة الاسلامية اللبنانية باسرائيل قبل أقل من اربع سنوات جعلت إسرائيل تقتنع انها أمام قوة لا يستهان بها خصوصاً أن إسرائيل خبرت طوال احتلالها لجنوب لبنان الروح القتالية العالية لدى عناصر المقاومة واصرارهم على طردها من جنوب لبنان.
ويبقى درس المقاومة اللبنانية نقطة تحول مهمة في السعي المستمر لتحرير الأراضي العربية ونموذجاً طيباً للتمسك بالحق والقتال بضراوة من اجله.
|