Monday 26th January,200411442العددالأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
في التعامل مع العمالة!
عبدالفتاح أبو مدين

إن خطيب الجمعة في المسجد الذي أسعى إليه تحدث في خطبته يوم 10/11/1424هـ عن الذين يسيئون إلى أنفسهم بإساءتهم إلى من يخدمهم بعد اتفاق على الأجر وحفظ الحقوق.. غير أن أنماطاً من الناس، نرجو لهم الهداية، ينحرفون عن سواء السبيل فلا يوفون بما وعدوا والتزموا ذلك أنهم يعدون بمرتب (كذا) شهرياً وحين يأتي العامل ويأخذ في ممارسة عمله ويأتي وقت تسلم المرتب لا يجد ما وعد به وإنما يلقى البخس!
* لعل هذا المسلك والإساءة تدفع بالعامل إلى أن يهرب من مكفوله لأنه حرمه حقه المكتسب وربما جنح إلى السرقة أو مقابلة السيئة بمثلها.. ولا أقول: إن كل العمالة مستقيمة وعلى مستوى جيد من أدب النفس ولا يعني أنهم جميعاً سيئون غير ان الحديث الذي ساقه الخطيب كان يتعلق بالحقوق.. ونجد في بعض شرائح مجتمعنا كما هي في غيره المطل في إعطاء حق العامل في وقته ويسبق ذلك ربما تسويف وسوء خلق وهذا السلوك المشين ليس من الإسلام في شيء بل إن الذين يرتكبون هذه الأخطاء يسيؤون إلى الإسلام الذي يعلن خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم أن (الدين المعاملة) والذي يغمط حق العامل بأي أسلوب كان ينقص إسلامه ويصبح غير سوي في خلقه وعقيدته.
نسأل الله السلامة من كل زلل ومن التصرفات السيئة التي ترتكبها شرائح منا بغطرسة بعيداً عن أدب النفس!
* وما أكثر ما نسمع وما يردد على الاسماع مثل: (إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك).. والذي يعقلون، وهم بلا ريب من الصفوة يعرفون ويقرون ما لهم وما عليهم ويحترمون التزاماتهم فينصفون من أنفسهم أدنى الناس بلا قياس إلى ظروف الحياة القاسية وهؤلاء نرجو الله أن يكونوا من الآمنين يوم القيامة!
* إن الشح والغفلة والبطر سبل تقود إلى الظلم والتكبر والتجبر وينسى أصحاب هذه الخصال غير السوية انهم محاسبون وأن الحياة على فناء وانه لا يبقى إلا صالح الأعمال.. ينسون الكثير وهم في غمرة الحياة الجائرة الخادعة وتدفعهم قوتهم الصحية والمالية والنفسية إلى ارتكاب الظلم ولعلهم يجهلون ذلك التوجيه الكريم من الحق سبحانه في ذلك الحديث القدسي: (إن الله قد حرم الظلم على نفسه فلا تظالموا)!
* ويظل الناس نياماً في الحياة الدنيا وحين يستيقظون بعد فوات الأوان بعد الرحيل إلى الدار الباقية يدب فيهم الصحو ولكنه لا يُجدي فقد مضى وقت الأداء والتراجع ترك الراحل وراءه كل شيء ولم يبق له إلا ما قدم.. وما أكثر الذين يرددون بألسنتهم انهم قادمون على رب كريم وأنا معهم في صفات الخالق جل جلاله ومنها العفو لكن حقوق الناس ظلمهم غمط حقوقهم.. كل ذلك لا محيد عنه ولا تراجع فيه لأن الغفور الرحيم يقول في الكتاب العزيز: { لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} وهذا مسجل في الكتاب المنشور الباقي حجة على من خالفه!
* ويتبع العمالة - الخدم - في المنازل وقد أتى الخطيب على ذلك في خطبة الجمعة اللاحقة وما أكثر ما نسمع وما نقرأ في الصحف من جور سيدات البيوت والرجال وأبناء الأسرة من إهانات الخادمات وإذلالهن والضرب، والجور كذلك في أداء الحقوق المادية ويُرحَّلن - حالات ربما معدودة يغادرن بنقص الحقوق والوعود بالتحويل ومثل هذه التصرفات كثيرة وبعض العمالة والخادمات يلجأن ويلجأون إلى سفاراتهم وقنصلياتهم في بلادنا ليتدخلوا بالمطالبة بحقوقهم وحقوقهن! ورحم الله القائل: (لو أنصف الناس استراح القاضي)!
* وأنا موقن أن بعض أخلاقيات العاملين والعاملات سيئة غير أن معالجة هذا السوء لا يكون بالظلم بألوانه وأشكاله وإنما بحسن الخلق والرفق نعالج المسائل غير السوية فإذا عجز المرء عن ذلك فإن آخر الطب الكي وهو تسفير الشواذ من الجنسين والله سبحانه يعوض بخير منهم!
* ونحن قد أسرفنا في الاعتماد وجلب المربيات والخادمات إسرافاً كبيراً فأصبحن كل شيء في البيوت والأمهات تخلين عن التربية وتأديب أولادهن وبناتهن والأب تخلى عن مسؤوليته وأصبح الحبل على الغارب كما يقال وهذا التخلي عن الواجب في حياة الأسرة والأبناء بُعد عن جادة الحق ويقود إلى الانحراف والسلوك الخاطئ.. وصدق من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم القائل: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فاتقوا الله يا قوم في ذرياتكم وسيسألكم الله غداً عن اهمالكم وتقصيركم ولن يكون لكم خطاب اعتذار لأنه سيكون مردوداً عليكم ذلك أنكم تخليتم عن أماناتكم التي التزمتم بها في قول الحق: {وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ}!.
أفيقوا أيها الأحبة والإخوة والأخوات من هذه الغفلة في تيار الحياة الجارف الذي لا نهاية له إلا بمغادرة الحياة الدنيا واحذروا الندم في يوم يقال فيه: ولات ساعة مندم.!
نسأل الله السلامة ونعوذ به من الغفلة لأنها تقود إلى الخسران وسوء العاقبة والكرب.!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved