هنا... صرخ
هناك عاش
هناك كتب
هناك بكى
هناك دلّ على الخطى الحافية التي تلهب الصحراء ولا تلتهب.
هناك - دق قلب «المخبوء بين خيامنا» وقال قصص الحب وأكمل الجسر واستشرف أحداث المسافات الطويلة..
هناك كسر مخالب «الغربة» التي حاولت نهش ذاكرته- ومداد قلمه- واستوى ساطعاً في اليقين، هناك «استوت لخطوته الطرقات» فأشاع في نخلنا غيرة «الورد»
هناك حمل ازميله - لينشئ كتاباً» يطارح الناس وعي همهم - ويحك ذاكرتهم - ويعيد «السافي» على ملامح - مرحلة- اخفت زوراً - طبيعة الأشياء..
هناك توالدت في حروفه - حبيبات رمل- ومتاهات تصبُ «في قالب - سماه اخدوداً- ومرةً قسّمه مناصفة - بين ليل طويل ونهارٍ كالبرق..
هناك عرفني - فتىً صغيراً حائراً - تلهو به «الأيام» ولا يلهو بها...
قال.. دفعاً - من- كلمة- حضرت في حوار - «التحايا»..
لملم وقتها هامته - التي انثنت ولم تنحنِ.. ليحضن قامتي الصغيرة - ويسأل- كيف الأهل.. والناس- والأشجار- كيف.. كيف..
كيف وبلا... وجل تجيء.....
فتقافزت لحظتها - عصافير أسئلة صغيرة- اطلقتها على أغصان- عينيه..
فهرع يجيب - ونقطة.. «الدمع- التي جمدت على باب.. حدقته - لم تستطع اخفاء ابتسامته- وعندما - خلصت اجوبتي- اردت الخلاص..
فجاء - صوته - يكرر... منصور ... صمت.. منصور...
لي رفيق- هناك- يشبهك - لا أعلم - ان كان - أو لم يكن..
ومنذ ذلك الحين الى سنوات غير «بعيدة» أردت أن التقيه - لأقول- أكثر عن «متعة وجهد قراءته حيث دأبت على ذلك وأملي كبير بأن ألقي عليه حزمة كبيرة من أسئلة مركبة كالحياة التي انضجت سحناتنا ولم تنضج معها الأرغفة...
- ما زال حبّه وحدبه- كجناحي طائر تحيط بهامتى
فالكبار - وحدهم الذين يحتفل بهم الزمن في زمن لا يحتفلون هم إلا - بالحياة- وجدية ما ينجزون يفرح.. في حضور الاصدقاء فتدوي ضحكته كشلال نور يزيح عتمة الكون، ليكسر كل قواعد - الصوت- فيحوله إلى ضوء..
هو- اللون- والفكر- والروح- والممارسة والوعي - والخطو- الذي يدل علينا، لنقول عبدالرحمن المنيف - لم يمت فهو حي في ضمائر الناس - والاشجار والأرض- وكل الحيوات التي مازالت تحب - وتشقى- وتسعى.. لتلامس جباهها- السحب وتضم بكامل صدقها الأرض
هنا وهناك.. صار
عبدالرحمن - بو صله..
|